مقالات

إفلاس المعارضة التركية وقصفها المستمر للسوريين

نعيم مصطفى

مدير التحرير

منذ أن وصل حزب العدالة والتنمية إلى سدة الحكم قبل أكثر من عقدين من الزمن وهزائم المعارضة تتلاحق وتترى على جميع الأصعدة المحلية، والبلدية، والرئاسية.. ولكن لجوء السوريين القسري إلى تركيا هللت له المعارضة ضمنياً ؛لأنه ربما يكون قارب نجاة لها ، ومن ثم راحت تفرغ كل شحنات خيباتها ،وكل طلقات أسلحتها على السوريين، وصار شغلها الشاغل، وخاصة عند اقتراب أي استحقاق  انتخابي.

كل المحللين السياسيين، والباحثين المنصفين، والمختصين بالشأن التركي يعلمون أن تركية كانت نكرة، وكانت الرقم السهل بين الدول قبل تسلُّم حزب العدالة والتنمية مقاليد الحكم وقيادة دفة البلاد، وما إن حصل الحزب  على مفاتيح الوزارات والمؤسسات حتى  شرع في البناء والإصلاح، وقد استطاع  أن يقفز  خلال عشرين عاماً قفزة نوعية ما كان يحلم بها الشعب، وتحولت البلاد من دولة فساد وإقصاء وفقر وعنصرية، إلى دولة قانون و وعدالة ومساواة ورخاء وسعادة، ومن دولة تكاد تجلس على  مقاعد العالم الثالث إلى دولة تجلس على منصات الكبار(روسيا وألمانيا وفرنسا…).

وقد حدث شرخ كبير بين الأصوات التي يكتسحها الحزب الحاكم وبين الأصوات التي تحصل عليها المعارضة، مما أوغر صدر تلك المعارضة وراحت تبحث عن الخلاص من هذا الحزب ولو بالتحالف مع الشياطين، وعندما أدركت عجزها أمام صناديق الاقتراح راحت تجاهر بنياتها الخبيثة قائلة إنها تساند الانقلاب العسكري ضد السلطة القائمة.

الواقع أن المعارضة راحت تبحث وتنقب عن الثغرات في السياسة في الاقتصاد في الصحة…حتى تلج من خلالها للنيل من أداء الحكومة  ثم الانقضاض عليها، ولكن انتقاداتها كانت مسطحة وساذجة ولم تقنع الشارع التركي إن لم نقل زادته تمسكاً بالسلطة القائمة.

ولكن ثمة قيثارة إنسانية وصلت إلى يدها لا يجرؤ على انتهاك حرمتها إلا فاقدو الشعور والإحساس بالآخرين، وهي كما أشرنا سابقاً قيثارة اللاجئين السوريين التي اتخذتها ديدنها وراحت تعزف على وترها ليل نهار، ومع الأسف معظم التهم الموجهة للحكومة ضد السوريين هي تهم باطلة وملفقة وتجافي الحقائق والواقع.

وأكثر الأحزاب التي صبَّت جام غضبها على السوريين هما حزبا “الشعب الجمهوري” و”الجيد” فقد سلطوا كاميراتهم على تحركات السوريين وجعلوا منهم سبب كل مشكلة تحل بالبلاد مهما صغرت أو كبرت، وهناك شخصيتان قد تجاوزتا الخطوط الحمر في الافتراء على السوريين ونسج القصص والحكايات حولهم والتي ما أنزل الله بها من سلطان ، وهما إكسوي وأوميت  أوزداغ وكلاهما من حزب مايسمى بالجيد – وهوحزب قومي عنصري متطرف –  فالشخصية المعارضة الأولى وهي امرأة فتحت قناة على اليوتيوب يتابعها الملايين  وراحت تنفث سمومها، فألصقت بالسوريين كل ألوان الهجاء والذم من جهل إلى تخلف إلى…وكان يتناغم معها ويؤازرها على الإثم والعدوان المدعو أوزداغ الذي كانت آخر شطحاته المستفزة والمثيرة للغثيان الآتية:

زعم في مقابلة تلفزيونية أن أعداد اللاجئين السوريين في تركيا بلغ تسعة ملايين لاجئ، كما ادعى أوزادغ خلال سؤال وجهه للمذيعة وأجاب عليه، هل تعلمين كم أنفقتِ من جيبك الخاص على السوريين؟

ليعود هو بالإجابة عليها زاعماً في ادعائه الثاني أن كل مواطن تركي أنفق حتى اللحظة ما يقارب من ألف دولار أمريكي على السوريين، وفي ادعائه الثالث، عرّج أوزداغ للحديث عن سوريين استطاعوا امتلاك منازل لهم وصفها ب خمس نجوم في ولايات تركية عدة منها ولاية سامسون، متسائلاً باستنكار لماذا ندع السوريين يمتلكون منازل ونجعلهم أصحاب بيوت في بلادنا؟!

وادعى في فرية رابعة أن الذين مُنحوا الجنسية أكثر من 250ألف لاجئ.

ولو أردنا دحض افتراءاته لوجدنا أن الأرقام الصادرة عن دائرة الهجرة التركية  تكذبها، إذ بلغ عدد السوريين الحاملين بطاقة الحماية  المؤقتة (الكيملك) نحو ثلاثة ملايين و672 ألفاً و646.

ولم تصدر الهجرة تحديثاً عن أعداد السوريين الحاصلين على الجنسية التركية، إذ أصدرت في تحديث سابق لها إحصائيات تكشف عن أن أعداد السوريين الحاصلين على الجنسية التركية من اللاجئين بلغت 110 آلاف و53  سوري .

أما ادعاؤه أن السوريين يشترون البيوت في سامسون، فلانظن أن الشعب السوري الذي يعيش معظمه على الكفاف  براتب صغير -من خلال العمل بمعمل أو من حانوت صغير فتحه من ماله الخاص الذي حمله معه – لا يكاد يكفيه أبسط مقومات الحياة يستطيع شراء بيت، فضلا عن أن وجود السوريين في ولاية سامسون  قليل، بل النسبة العالية التي هاجرت إليها هي من العراقيين ويبدو أن الأمر اختلط عليه، ثم إن السوريين في القانون التركي لا يسمح لهم بامتلاك البيوت.

ونعتقد أن سبب ارتفاع منسوب الهجوم على السوريين بين الفينة والأخرى هو اقتراب الاستحقاق الانتخابي، ويبدو أن جعب المعارضة خالية من أي أوراق سوى ورقة السوريين، وقد صرحوا بذلك واعدين الشعب التركي بطرد السوريين إذا ما اختاروهم.

وفي النهاية نناشد الشباب السوري المبدع والذي أظهر تفوقه وقدراته الهائلة في كل مكان حلّ به، أن يتصدى لهؤلاء الحفنة من المغرضين والحاقدين، والذين يسيل لعابهم على السلطة ويريدون الظفربها  بأي طريقة كانت، ولو اضطروا لهدم قيم الإنسانية برمتها، أن يتصدوا لهم بطريقة حضارية عبر منصات التواصل الاجتماعي وعبر التقنيات الحديثة، ويبددوا زيف افتراءاتهم.   

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى