منوعات

بمناسبة اليوم العالمي للاجئين

عبود العثمان

شاعر وكاتب سوري
عرض مقالات الكاتب

مدينتي ..دير الزور
عشقتها حتى الجنون… وسأبقى!
لأنها مختلفة،وكم سعى النظام ال نومجرم منذ عهد الوالد البائد إلى أن يبقيها “متخلّفة” لكنها أبت إلاّ أن تبقى متميزة “مختلفة”!
فيها تجتمع الأضداد لكنها تتآلف ليكون لأهلها طباع وسجايا تجعلك أحياناً في حيرة من أمرهم!
هم طيبون..سرعان ما ينفعلون!يغضبون… سرعان ما يهدأون!تراهم صامتين..لكنهم إن تكلموا لايتوقفون!صراحتهم جارحة،
وحتى لو جاملوا فإن مجاملتهم تأتي بنكهة خشنة،فيهم إباء ولا يقبلون الدنية وعندهم غيرة على وطنهم وبلدتهم،ولديهم احساس فطري بوجوب مساعدة الغريب وإعانته وحماية عرضه وماله.
مدينة دير الزور هادئة وادعة ليس فيها الكثير من الصخب،تغفو على كتف الفرات وكأنها ولدت في كنفه
،تعصف بها الرياح مثيرة (العجاج)،
فيتبرّم سكانها من قسوة(العجّة) ،لكنهم بعد زوال العاصفة سرعان ما يعودوا إلى مزاحهم وتعليقاتهم وجلسات سمرهم!
مدينتي تكتوي بلهيب حرارة الصيف نهاراً،لكنها تعيش ليلها منتشية ساهرة حتى الصباح وتتبدى النجوم في سمائها وكأنها قريبة بمتناول اليد.
مدينتي دير الزور لم أكتشف جمالها وروعتها وطيبتها إلاّ بعد أن
هُجّرتُ منها ،هي اليوم في داخلي، ولا أغفو على وسادتي إلاّ بعد أن أنوّمها على ذراعي،لكنها تأبى إلاّ أن تأتيني في المنام جميلة رائعة
كما تركتها.
دير الزور كالفرس الجموح فبأيّ لجام سيلجمها المحتلون،هي لن تقبل على صهوتها إلاّ فارساً عربي..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى