مقالات

لماذا اِختارت الحركة الوطنية الأحوازية يوم (13/06) من كل عام بـ(يوم الشهيد) ؟ 3من4

عادل السويدي

رئيس المكتب السياسي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز
عرض مقالات الكاتب

في هذا الاطار نود طرح سؤالا عما تعنيه مجزرة “الأربعاء السوداء” بالنسبة لشعبنا، ومن ثم بالنسبة لجميع القوى الوطنية الأحوازية ؟

إن هذا السؤال تنبع مشروعيته من رؤية البعض لتطور القضية الأحوازية، من جهة، وعفوية الممارسة، من جهة أخرى؟

إن الإجابة عن هذه الاسئلة يقتضي التفكير بالظرف الموضوعي لإندلاع الإنتفاضة الشعبية الأحوازية التي اندلعت في يوم الاربعاء بتاريخ 30/5/1979م ودامت لثلاثة ايام متتالية عمت كل أرجاء القطر الأحوازي المحتل والتي رد عليها العدو الفارسي بالرصاص والقتل والإعدام .

من المعروف أن شعبنا العربي قد ساهم مساهمة فعالة في الإطاحة بنظام شاه ايران المقبور، جنبا الى جنب مع كل القوى والشعوب غير الفارسية في ايران، الأمر الذي تصوّر فيه أبناء شعبنا، في تلك الآونة، والعديد من زعاماته أن بإمكانهم المطالبة بالحقوق السياسية لشعبنا، وكان لهم تكتيكاتهم الخاصة في اطار رؤية استراتيجية تحررية استقلالية واضحة .

إن إنتفاضة شعبنا الأحوازي في “ثورة المحمّرة” تعد عملا جماعيا وليس طليعيا هادفا على اسس برنامجية واضحة، كان مطلب هذه الجموع الحكم الذاتي والعفوية الشعبية، ولكن ماذا كان جواب النظام الايراني السلطوي الخميني، في لحظة ضعفه، وليس مثلما هو الآن ؟

لقد كان الرصاص المسعور هو جوابه، والرفض المطلق لكل المطالب، كبيرها وصغيرها، هو الجواب العملي على تلك الإنتفاضة الشعبية العارمة التي سميت بـ”ثورة المحمّرة” ايضا.

ونجد أن الطلائع الثورية الأحوازية انتبهت بسرعة أن بوصلة الاستراتيجية في لوجة الصراع العربي الأحوازي ضد الاحتلال الفارسي الفاشي تتطلب وضع البرنامج الاستراتيجي الذي كان قد رسمه الشهداء القادة الثلاث : محي الدين ودهراب وعيسى، فانتشلت بسرعة الهدف السياسي الوطني وشكلت (مجموعة الشهيد محي الدين آل ناصر) وقامت بعمل نوعي لم يسبقه مثيل، في اقتحام المجموعة المكوّنة من 6 وطنيين احوازيين بواسل السفارة الايرانية في عاصمة الجريمة : لندن، وخطوتهم الجبارة هذه بيّنت وعي القيادات الشهداء في “مجموعة الشهيد محي الدين آل ناصر” الذين استشهد 5 قيادات منهم والقت السلطات البريطانية القبض على القائد السادس المناضل فوزي رفرف الذي قبع في سجونها لحوالي 3 عقود…. ءلك الاستهداف بيّن للمتابعين والمراقبين عن دقة الاستهداف ونوعيته ومكانه، وربطوا رأس الجريمة في لندن وسفارة ايران، في رسالة واضحة ان الكفاح الوطني الأحوازي يستهدف بريطانيا العظمى في الصميم، وهي التي تتحمل مسؤولية دعم الاحتلال الفارسي لاقتحام الأحواز في العام 1925 عسكريا عبر ربيبتها رضا شاه بهلوي.

ان عملية اقتحام سفارة المجرم خميني في لندن بتاريخ 30 ابريل ولغاية 5 مايو العام 1980م هو اعادة تكريس البوصلة الوطنية الاستراتيجية الأحوازية التي رسمها محي الدين ورفاقه في جبهة تحرير عربستان : كمفاهيم ومواقف سياسية وبوصلة هادية للمناضلين في كل الاجيال الصاعدة.

اليوم ما هو مطلوب ليس الهبـّات الشعبية التي تخلو من الرمز (((((العامل الذاتي)))))، وهو ما وسم طابع بعض الانتفاضات الشعبية الأحوازية التي كال لها الفرس والرصاص والمجازر والملاحقة والمطاردة .

اما راهنا فان الطابع العام للتصادم ضد القوى الايرانية المسعورة هو : السرية والطابع الفردي واطلاق النار على مجرميهم، فهل يجري تجاوز المثال الذي رسمه البطل الشهيد محي الدين آل ناصر ورفاقه والذين وقفوا في ساحة الإعدام بثبات مشهود واصرار على رؤية مبدئية كاملة، وليس على الأسس المصلحية السياسية المترددة!!.

كما انه يجوز لنا التساؤل مع تقييمنا الإيجابي الكبير لإنتفاضة شعبنا في يوم الاربعاء الأسود وما تلاه: هل أفرزت رمزا سياسيا يجتذب أنظار كل الأحوازيين؟ نعتقد أن الجواب على ذلك التساؤل هو الجواب السلبي بالتأكيد.

فقبل خمسين عامأ وفي مثل هذا اليوم المصادف ل 1964.06.13 قامت السلطات البهلوية الايرانية (ابن حكم محمد رضا شاه) بأعدام ثلاثة قادة عسكريين أحوازيين قد القت القبض عليهم في تأريخ 25.11.1963 واتهمتهم بتشكيل منظمة عربية تهدف وتسعى الى تحرير الأحواز والحاقه بالوطن العربي الام.

وزجت السلطات الايرانية المعتقلين الثلاثة ورفاقهم المناضلين الاخرين في الزنزانات الانفرادية لمدة سبعة اشهر ومارست بحقهم ابشع انواع التعذيب حتى قررت اعدامهم رميأ بالرصاص فجر يوم 13.06.1964 في المقر العسكري (92 زرهي) التابع للقوات المسلحة الايرانية في مدينة الأحواز العاصمة.

وبما ان القوانين الانسانية والدولية تنص على احترام اسرى الحرب والمعاملة العادلة الا ان السلطات الايرانية اخترقت هذه القوانين وقامت باعدامهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى