منوعات

نجدت انزور” مُخرج جرائم النظام!

عبود العثمان

شاعر وكاتب سوري
عرض مقالات الكاتب

مشكلة أنزور أنه يمارس دور الشعوبي الذي ما زال يحمل في صدره الكراهية للعرب، وهو الجاحد الذي تنكّر لسوريا وشعبها، وما قدمه هذا البلد لأجداده “الشركس” الذين جاءوا إليه لاجئين تلاحقهم خيول “الروس” في القرن التاسع عشر، ليجدوا في بلاد الشام ملاذاً آمناً لهم، فعاشوا فيها معززين مكرمين متمتعين بكافة الحقوق التي يتمتع بها السكان الأصليين، وكان منهم الكثير ممن اندمج في مجتمعاتها، ومنهم من بقي يحمل في داخله الأحقاد والكراهية للعرب، وهذا ما يتجلى اليوم في سوريا، حيث ائتلف الشعوبيون من الشركس والأكراد والفرس وتجحفلوا، ليكونوا ظهيراً للشعوبي البهرزي المجرم “بشار” ومن ورائه المحتل الروسي،وليرتكبوا بحق شعب سوريا أفظع الجرائم وأشنعها، والتي ستبقى وصمة عار في جبين هؤلاء على مر التاريخ، ولن يستطيع التافه”نجدت انزور” ان يزيّف وقائعها،مهما أوتي من براعة في فن الإخراج السينمائي.
إن آلاف الأشرطة التي صورت جرائم النظام،بعدسات الثوار السوريين، هي التي حظيت بالمصداقية لدى كل من شاهدها وتابعها في كل ارجاء العالم ،لأنها الحقيقة والواقع، ولن تستطيع كاميرات “أنزور” ان تطمس الحقيقة التي كانت ظاهرة كشمس رابعة النهار.

لقد أخرج هذا “التافه” للتلفزيون الكثير من الأعمال الدرامية بتشجيع ورضى من أجهزة مخابرات النظام، وقد استطاع أن يشد الكثير من المشاهدين البسطاء لحلقات مسلسلاته، إلى أن أتت الثورة السورية لتكشف حقيقة هذا العميل، فإذا بمسلسلاته “البواسل والكواسر والجوارح ” يعني بها الشبيحة والميليشيات الطائفية، وإذا ب”الحور العين” هم السبايا من النساء السوريات لدى أجهزة مخابرات النظام، وإذا ب”أخوة التراب” هم هؤلاء المتحالفين القتلة من الروس والإيرانيين والميليشيات الطائفية وجيش المجرم “بشار البهرزي”.
لقد تجلت شعوبية “نجدت أنزور”في أوضح مظهر لها حين أعطى للمجرم الإرهابي”سهيل الحسن” دوراً في مسلسل “أقمار في ليل حالك” وهو يعطي اوامره لقواته لتقصف المدن في حمص وحماة وحلب، وقد أصر المخرج المجرم، بأن بكون القصف بالذخيرة الحية ليكون المشهد السينمائي أقرب إلى واقع الأحداث!
“نجدت أنزور” خير من يمثل الواقع الذي آلت إليه الأمور في سوريا، فقد وصل هذا التافه في ظل حكم البهرزي، إلى مكانة لا يصل إليها في الدول التي تحترم كيانها ومؤسساتها ، إلاّ من كان على درجة عالية من التجربة السياسية والإنتماء الوطني، لقد نُصّب رئيساً لمجلس الشعب في العام 2017 ،وجلس في المكان الذي جلس عليه كبار الزعماء الوطنيين من امثال “هاشم الأتاسي-فارس الخوري- ناظم القدسي” في فترة النضال الوطني اثناء الإنتداب، وهذا الحدث المشين كاف ليكون دليلاً على تردّي الحالة في سورية وما وصلت إليه الأمور في عهد السفلة والمأجورين.
آخر نتاج درامي لمخرج جرائم النظام كان بعنوان “إنها بلادي”،وكأنه يريد ان يؤكد مقولة سيده البهرزي “سوريا لمن يدافع عنها”،أي هي لكل شعوبي حاقد يقف على اراضيها مدافعاً عن النظام وجرائمه.

لقد جلبت لي الذاكرة وأنا أستعرض واقع سوريا أبياتاًمن الشعر قالها “شاعر النيل”الشاعر الكبير” حافظ ابراهيم في مطوّلته الرائعة”القصيدة العمرية”،مبيناً خطورة الشعوبية على الكيان العربي منذ عهد “الفاروق عمر ” الذي اغتاله الشعوبي الفارسي”أبو لؤلوة المجوسي”
يقول شاعر النيل:

والله ما غالها قدماً وكاد لها
واجتثَّ دوحتَها إلاّ مواليها

لو أنها في صميم العرب مابقيتْ
لما نعاها على الأيام ناعيها

لا تُكثروا من مواليكم فإن لهم
مطامعٌ بَسَمات الضعف تُخفيها

أخيرا نقول للتافه “أنزور”:
كان الأجدر بك أن تخرج مسلسلاً عن الجرائم التي ارتكبها “الروس” بحق الشعب الشركسي، في القرن التاسع عشر، كان حرياً بك أيها التافه أن تخرج عملاً يصور مذبحة الشركس في مدينة “سوتشي” التي هي الآن منتجعاً للمغتصب الروسي، بدلاً من أن تُظهر لنا براعتك الفنية وانت تخرج مسلسلات للنظام تحاول فيها أن تُظهر عصابات جيشه أبطالاً محررين للوطن ،مع أنهم هم قتلة هذا الوطن.
“نجدت انزور”: ستذهب أنت وأعمالك إلى مكبّات النفايات، وستبقى سوريا، وستبقى بطولات شهدائها هي المسلسل الأروع الذي سيبقى في ذاكرة الأجيال القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى