سياسة

قمة ليست كباقي القمم، بايدن سيجري حوارًا مع نظيره الروسي من موقع القوة!

د. صلاح قيراطة

كاتب وباحث سياسي
عرض مقالات الكاتب

ينتظر العالم ربما نتائج القمة التي تعقد الان بين الرئيسين ( بايدن – بوتين ) في منطقة وسطى سماها بايدن ( محايدة ) خلال اتصاله بالرئيس بوتين في نيسان الماضي …

المقدمات :
تجسدت بلغة هجومية، بعيدة عن الديبلوماسية، اراد من خلاله‍ا بايدين ان يعلم بوتين انا ملفا شائكا يتضمن ممارسات روسية تزيد في حدة التباعد بين قطبين مفترضين للعالم باتا واحدا منذ انهيار الاتحاد السوفييتي، ولتاريخه تسعى روسيا الاتحادية لتعيد العالم للثنائية القطبية، الا ان اقصى ماوصلت اليه لتاريخه هو انها دولة كبرى وليست قوة عظمى، وان اوقاتا وافعالا تقف دون وصولها لشيء من هذا على المدى المنظور فالفوارق قيمّية من جهة واقتصاية من جهة اخرى …

نعم يلتقي الآن الرئيسان، بعد ان مهّد كل بطريقته، كممارسات استباقية يحسن من خلالها مايعزز مكانه ( التفاوضي ) ان جاز لي ان اوصفه كذلك…

فقد وصف بايدن بوتين بالقاتل، والثاني كان قد قال وصال وجال بحديث خص به احدى كبريات الصحف الامريكية، واظهر من خلالها ان سلوك رجل ( الكي – جي – بي ) لايزال يسكنه مشكلا ديدنا لكل ما يقول به من أفعال ومايصدر عنه من أقوال …

هذه هي الأجواء التي سبقت عقد القمة وكان في ذروتها ماتم الاتفاق عليه في قمة حلف الشمال الأطلسي التي يمكن أن نقرأ من خلالها أن نذر حرب باردة قد أعلنت من دول الحلف في مواجهة ( روسيا – الصين )، أما تركيا هنا فلن تكون بيّن بيّن، بل ستكون مع أمريكا ، مثبتة ولو بعد حين انها دولة أطلسية بامتياز.

اجمالاً :
يعقد الرئيسان الروسي والأمريكي قمتهما الثنائية الأولى الآن في جنيف لمناقشة عدد من قضايا التعاون بين البلدين، رغم يقيني من عدم حدوث اختراقات من هذا الاجتماع…
أعتمد بتوقعي هذا على ماصرح به المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف حيث قال لا خطط لتوقيع وثائق مشتركة في ختام القمة الروسية الأمريكية…
وكذا فما يعزز ماجنحت له متوقعا عدم وجود مايعتد به كاختراقات لجدار الاشكالات التي تقف عائقا دون تحسين العلاقات بين القوتين مايعزز ماجنحت له هو ماكان بايدن اقترحه على بوتين في مكالمة هاتفية جرت في نيسان الماضي، لجهة عقد الاجتماع على أرض محايدة، في وقتها عرض الرئيس الروسي على نظيره الأمريكي إجراء مباحثات على الهواء مباشرة، إلا ان الجانبين اختارا في النهاية إجراء مباحثات شخصية مباشرة…

يذكر :
أن ( جنيف ) التي احتضنت قمة الرئيسين، كانت مكانا عقد فيه اجتماع عام ١٩٨٥، بين الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي، ( ميخائيل غورباتشوف ) والرئيس الأمريكي، ( رونالد ريغان ).

المعلومات المتوفرة تقول القمة الروسية الأمريكية ستتم في فيلا ( لاغرانج ) بجنيف، وستستغرق قرابة خمس ساعات، فيما افاد الكرملين بأن إجراءات غير مسبوقة تتخذ لضمان الأمن والسلامة، على خلفية جائحة كورونا…

بدوره :
صرح يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، للصحفيين بأنه تم الاتفاق على جدول الأعمال وأولوية القضايا، إلا أن المباحثات متواصلة على مستوى وزاراتي خارجية البلدين، حول الوثائق النهائية للقمة…

هذا :
ولن تقتصر قمة بوتين وبايدن على مواضيع محددة، ومن المخطط مناقشة مجموعة متنوعة من القضايا، مثل ضمان الاستقرار الاستراتيجي، والوباء، ومكافحة جرائم الإنترنت، والتعاون الاقتصادي، والمناخ، والقطب الشمالي، علاوة عن قضايا دولية تشمل سورية وليبيا وأفغانستان وقره باغ وأوكرانيا وبيلاروس بعد حادثة هبوط الطائرة…

هذا :
وكان سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، قد صرّح بأن وضع الخطوط العريضة للعمل بشأن قضايا الحد من التسلح سيكون إنجازا مهما لاجتماع القائدين…

شخصياً :
ارى انه من الممكن مناقشة مسألة تبادل السجناء، سيما ان الرئيس الروسي كان قد صرّح في وقت سابق بأنه مستعد لبحث هذه المسألة، التي لم يثرها الجانب الأمريكي بعد…

وكذا :
لا استبعد أن يثير بايدن قضية أليكسي نافالني، (المواطن الروسي ) الذي أدين ويقضي عقوبته في روسيا، كما يمكن لقادة روسيا والولايات المتحدة مناقشة استئناف إصدار التأشيرات، واستئناف عمل البعثات الدبلوماسية للبلدين…

لكن :
وحسب نائب وزير الخارجية، سيرغي ريابكوف، فإن روسيا مستعدة للنظر مع الولايات المتحدة في أي خيارات لتطبيع عمل البعثات الدبلوماسية، بما في ذلك العمل بالتدريج خطوة بخطوة، لكن موسكو تفضل أن يتم الرفع التام المتبادل لجميع الإجراءات التقييدية…
وهنا :
من غير المستبعد أن يعود سفيرا البلدين إلى أعمالهما بعد القمة الروسية الأمريكية، سيما انه كان قد جرى استدعاؤهما في وقت سابق إلى موسكو وواشنطن للتشاور…

ختاماً :
لابد من الاشارة وتجنبا للمفاجآت ان نمضي خلف ما أعلنت الإدارة الرئاسية الروسية التي تحدثت مرارا، كما رئيسها ذاته، عن عدم توقع حصول اختراقات في العلاقات الثنائية في هذه القمة، ويحتفظ الأمريكيون بنفس التوقعات، علاوة عن أن الرئيس جو بايدن كان قد صرّح في وقت سابق بأنه سيجري حوارا مع نظيره الروسي ( من موقع القوة )…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى