سياسة

الناتو ينظم صفوفه لمواجهة الصين!

د. صلاح قيراطة

كاتب وباحث سياسي
عرض مقالات الكاتب

تغير جوهري في قمة الناتو لهذا العام
( الناتو ينظم صفوفه لمواجهة الصين )

مالم يستطع فعله ترامب خلال قيادته للإدارة الأمريكية التي بدا خلالها ،وفي بعض من انماط سلوكه على كافة المستويات وكأنه غير خاضع تمامًا ( للدولة العميقة لامريكا ) فقد ظهرت كاريزميته للعيان، وكان في مكان مالىء الدنيا بتغريداته وشاغل الناس بتصريحاته وحركاته ومعها انفعالاته…

نعم كان قد عمل جاهدًا على فتح النار على الصين، لكن بطرائق سياسة واقتصادية تشكل حربًا باردة ذات افعال ومفاعيل قاسية، نعم حاول الرجل وكان هذا بيّناً في سياق خطة تنفيذية حاول من خلالها الباس الصين رداء العبث بفيروس كورونا الطبيعي ليصبح بعض منه مصنعًا وبذا اراد ترامب أن يجعل من الصين تحديًا أمنيًا عالميًا…

فقد اتّفق قادة دول الحلف المكون من ٣٠ دولة خلال قمّتهم السنوية التي انعقدت في بروكسل على تشكيل جبهة موحّدة في مواجهة طموحات الصين العلنة في أوروبا …
وهذا ماكان قد اعلنه الرئيس ( بايدن ) بعالي الصوت وبفصيح اللسان، كان ذلك خلال مؤتمر صحفي حيث قال :
( إنّ روسيا والصين تسعيان لزرع الشقاق بيننا، لكنّ تحالفنا متين، حلف شمال الأطلسي موحّد والولايات المتّحدة عادت )

ليس هذا فقط فقد تضمن البيان الختامي للقمّة عن مخاوف الحلفاء، فتضمّن النصّ الصادر في ما قوامه ٤٥ صفحة متضمنة ٧٩ نقطة، في طليعتها روسيا والصين والتهديدات الجديدة في الفضاء وعلى الإنترنت والإرهاب وصعود الأنظمة المتسلّطة…

وبذا :
يعكس وصف الصين، الوارد في البيان الصادر في ختام اجتماع القمة الذي استمر ليوم واحد وحضره الرئيس بايدن وآخرون، قلقًا جديدًا بشأن كيفية اعتزام الصين استخدام قوتها العسكرية المتنامية بسرعة وتقنيات الإنترنت الهجومية في السنوات المقبلة…

وفي اجتماع مجموعة السبعة في بريطانيا الذي انتهى يوم الأحد، وافق بايدن ونظراؤه على مواجهة الهيمنة الاقتصادية المتنامية للصين بشكل مشترك…

في هذا السياق :
حذّرت دول الناتو من أن الصين تطرح بشكل متزايد مشكلة أمنية عالمية أيضًا، مما يشير إلى تحول جوهري في اهتمامات الحلف…

يذكر :
أن أول إشارة ثانوية إلى الصين في بيان الناتو في قمة لندن في عام ٢٠١٩، لكن المخاوف العالمية تسارعت بسرعة منذ ذلك الحين…

اجمالاً :
فقد وضع كل من بايدن والرئيس السابق دونالد( ترامب ) وفق ماكنت قد مهدت اعلاه، فقد وضع الرئيسان مزيداً من التركيز على التهديدات التي تشكلها الصين، كنظام سياسي استبدادي مع زيادة الانفاق والطموحات العسكرية، بما في ذلك التعاون العسكري الناشئ مع روسيا…

هذا :
للعلم فاللصين كانت في قلب تأكيد بايدن على أن الديمقراطيات في مواجهة وجودية مع الأنظمة الاستبدادية…

بدوره :
الأمين العام للناتو،( ينس ستولتنبرغ ) كان قد قال وفي ذات السياق أن الصين لديها الآن ثاني أكبر ميزانية عسكرية بعد الولايات المتحدة وأكبر قوة بحرية في العالم، كما تعمل على تعزيز مخزونها النووي وتطوير صواريخ وسفن أكثر تطوراً…

وأضاف ستولتنبرغ :
( الصين ليست خصمنا، لكن ميزان القوى يتغير، الصين تقترب منا، نراهم في الفضاء الإلكتروني، وفي إفريقيا، لكننا أيضًا نرى الصين تستثمر بكثافة في بنيتنا التحتية الحيوية )
وتابع :
( نحن بحاجة للرد معًا كتحالف )

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى