مقالات

ميثاق العمل الجماعي الثوري السوري

مرهف الزعبي

ناشط سوري
عرض مقالات الكاتب

إن ميثاق العمل الجماعي في تاريخ المنظمة الأممية ،لم يِستخدم سوى مرة واحدة منذ نشأة هذه الأخيرة عندما حشدت الولايات المتحدة الأميركية دولة متعددة من حلفائها لغزو العراق خارج مظلة مجلس الأمن ،ضمن مادة يُطلق عليها ميثاق العمل الجماعي لكي لا يتعم تعطيل القرار بالحرب على العراق عن طريق حق النقض الفيتو. حيث نجحت بحشد عدد كبير من حلفائها في دعمها للحرب على العراق و إسقاط نظام الرئيس الراحل صدام حسين.
     هذا الشيء يستوجب منا في هذا الوقت ،وفي كل وقت بذل الكثير من الجهود لكيفية انتقاء الكفاءات الثورية التي عملت بجد و صدق و إخلاص طيلة عقد من عمر الثورة للصالح الثوري العام و كانت ملتصقة بالحاضن الثوري الذي كان شاهدا على نقاء الأنشطة و استمراريتها لتصب نتائجها خدمةً لأهداف الثورة. بعيدين في كل نشاط ،وعمل ثوريين عن مؤسسات المعارضات السورية و هياكلها البسكويتية الهشة التابعة…. لكي لا يتم تعطيل القرارات عن طريق هؤلاء.
إن المهتمن بالشأن الثوري السوري العام قد غاب عن معظمهم كيفية إنشاء تجمع ثوري تغلب عليه الصفة الثورية. فكثيراً ما ذهب هذا و ذاك إلى جمع عشرات و ربما مئات الأشخاص الذين لم يكن معظمهم يكنُّ للثورة السورية أي إخلاص. و ربما كان بين هذه التجمعات الكثير من أعوان حكم عائلة الأسد أو ممن يتبعون بشكل أو بآخر لجهاز مخابرات عالمي.
    بالتأكيد لن نكون قادرين على الإمساك بزمام ملف الثورة و قيادتها نحو التحرير و النصر و اسقاط حكم آل الأسد إلا إذا اجتمعت و توافقت الإرادات التي يحملها الثوريين الأنقياء. و أكرر الأنقياء المتجانسين فكراً و هدفاً بعيدين عن أية أهداف شخصية آنية أو مستقبلية أو أية ارتباطات جهوية أياً كانت. عبر ميثاق ثوري جماعي يقوم بتظافر جميع جهود الثوار على جميع الأصعدة. 
    لن يستطيع أي منا مهما امتلك من الكاريزما و عبقرية القيادة أن يقود الثورة منفرداً لتحقيق أهدافها بعيداً عن الحاضن الثوري و عن الشخصيات التي لها دور أساسي و محوري في عملية التحرير و احراز النصر.
فلا الضابط الحر و لا السياسي المحنك و العنيد و لا الطبيب الماهر و لا القاضي و المحامي الحكيمين ؛و لا الإعلامي المبدع و المؤثر و لا المدرس العاقل و المتزن يستطيع إدارة دفة الثورة بمفرده بعيداً عن رفاق الثورة لأن الثورة كلٌ متكامل يحتاج إلى احراز النصر بجميع المجالات العسكرية و السياسية و القضائية و الطبية و التعليمية و التوجيهية التوعوية و… و كل تحرير و نصر منفرد هو نصر منقوص سرعان ما تضيع تضحياته سدى.
و لن يُكتب لنا التحرير و إحراز النصر، وإسقاط حكم عائلة الأسد ،و محاكمتها إلا بتضافر جهود جميع ثوارها المخلصين الذين توحدهم الدماء و الآلام و يلتفّون حول نفس الأهدف، و يرسمون لها الخطط و يسعون لتنفيذها حين تحين الفرصة الأقرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى