سياسة

أبعاد إصدار القرارات الدولية ومنها 2254، لا تنتظروا الحلول من الخارج وتطبيق القرارات الدولية!

د. ياسين الحمد

أكاديمي سوري
عرض مقالات الكاتب


عندما أصدرت قوى النظام الدولي واتفقوا على القرار الدولي ( 2254)، يعرفون مقدماً أنه غير صالح للتنفيذ والتطبيق الفعلي، ولكن السؤال، لماذا وقعَّوا عليه؟، وهو يحمل فشله في داخله؟ هذه الرؤية تقود إلى استنتاج، ليس بالضرورة أن يكون هو الاستنتاج الوحيد، ولكن أكيد الاستنتاج الرئيسي، والذي يقول:
إن الأمريكيين مرروا هذه الصيغة الملتبسة للقرار الدولي، يريدون من خلال تمرير هذا القرار تنفيذ سياسة استنزاف لأطراف منخرطة بهذا الصراع.

•- الروس والإيرانيون والنظام من جهة.

•- الفصائل العسكرية الثورية من جهة أخرى، وخاصة قوى التيارات الإسلامية.

•- القوى الإقليمية الأخرى العربية، وتركيا وغيرها.

● – الأمريكيون ذهبوا إلى أبعد من ذلك أيضا في مخططاتهم، عبر اعتمادهم على قوى کردية ( PYD و PKK ) في سوريا والعابرة للحدود، ومعظمها قوى كردية علوية تركية، أو قوى كردية مجوسية قادمة من جبال قنديل، حيث دعموا هذه القوى تحت لافتة محاربة تنظيم داعش، ولكنهم كانوا ولا يزالون يدركون أن دعم هذه القوى لن يخدم مسار الحل السياسي الحقيقي في سوريا ووحدة سورية أرضاً وشعباً، لأنه أدخل عناصر غريبة على هذا الصراع، هي وجود ( PKK، (PYD على الأرض السورية، الدعم الأمريكي لهذه القوى له أهداف، لا تتعلق بانتصارهم لحق الشعب السوري في الانتقال السياسي من نظام الاستبداد إلى دولة المؤسسات الديمقراطية وبناء دولتهم المدنية العصرية، بل له علاقة بالمنظور الاستراتيجي الأمريكي، الذي يحول هذه القوى المرفوضة إقليمياً وداخلياً إلى احتياطي لصراعات قادمة، احتياط استراتيجي لمخططات الإدارة الأمريكية للمنطقة، وليس حباً في إعطاء أي حقوق للأكراد، وإنما استخدامهم أدوات لسياساتها في المنطقة.
نستخلص مما تقدم ما يلي:
1- على قوى الثورة عدم الاعتماد الكلي وانتظار تطبيق القرارات الدولية، وبناء أوهام وتضيع الوقت في انتظار الأمم المتحدة تطبيق قراراتها.
2- على قوى الثورة التوحد على برنامج يحتضن أكبر حاضنة شعبية حوله. وكفى قوى العلمانية واليسارية والقومية المساومة على المخابرات الخارجية، وأحياناً إسرائيل على أساس عندهم حلول.
3- على قوى والأحزاب الكردية العمل على عزل القوى العابرة للحدود، والدخول بحوار وطني، والعمل على اختيار شكل الديمقراطية لإدارة سورية كمخرج لكل مكونات الشعب السوري، وهناك مخارج كثيرة وعصرية تعطي الحقوق كاملة لكل مواطن سوري، وأن استمرار الانخراط في مخططات القوى الدولية يسبب خسائر فادحة ليس لقوى الثورة والشعب السوري، وإنما للإخوة الكرد أنفسهم.
4- الحل فقط بتوحيد وتنظيم صفوف الشعب السوري وتشكيل رؤية سورية وبرنامج عمل واضح، واختيار قيادة قادرة وذات كفاءة في الممارسة القيادية والسياسية والدبلوماسية.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. هذا يذكرني بالجدل ،الذي لم ينته، عن الفارق بين النص الانجليزي لقرار 242 سيء الصيت : withdrawal from THE occupied lands، والنص العربي ..وجرى الاختلاف(النظري) حول مفهوم الانسحاب الذي نص عليه القرار: هل يكون من الأراضي المحتلة أم من “أراض محتلة”…طبعا تبين هذا كله نقاش بيزنطي أو طبخة بحص..فاليهود كانوا مشغولين بفرض الأمر الواقع…وهذا شبيه بما يجري شرق الفرات..بينما الجيل الجديد من المهجرين ينشأ في الشتات ، تنشغل أمريكا بتكريس الأمر الواقع في روجوفا. كنت حاولت تسليط الضوء عليها في مقالتي أهداف السياسة الأمريكية في شرق الفرات.
    /https://resalapost.com/2021/03/26/أهداف-السياسة-الأمريكية-في-شرق-الفرات/
    أما المجتمع الدولي؟؟ فمن هو؟ أليس هو الذي شرعن وعد بلفور؟ وحمى – ولا يزال- نظام الأسد الوالد والولد؟ والقرارات الدولية ماذا جنينا منها غير المزيد من الآلآم والأوهام المتحطمة!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى