سياسة

قراءة استباقية للقاء الرئيسين (الأمريكي – الروسي)

د. صلاح قيراطة

كاتب وباحث سياسي
عرض مقالات الكاتب

فيما أراه خطوة تمهيدية تسبق اللقاء المرتقب بين الرئيسين الأمريكي والروسي، كان رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي قد دعا إلى محاسبة روسيا على ما وصفه بأنه (سلوكها المزعزع للاستقرار، وجهودها الخبيثة لزرع الفوضى في جميع أنحاء العالم…).
وهنا أشدد على ما يشكل لي قناعة وهو أن أمريكا متربعة على عرش من لعب سياسة في العالم الحديث، خصوصاً بعد الحرب العالمية الثانية، مرتكزة على قوة اقتصادية جعلت منها قوة عسكرية عظمى لتتفرد بزعامة العالم رغم محاولات الآخرين كالروسي والصيني، إلا أن أمريكا أقلَّه بديموقراطيتها الداخلية، ومعها فنون إدارة علاقاتها الخارجية مرشحة لأن تبقى كذلك لقرن قادم، متصدرة العالم وفي كل المجالات …
وفي هذا السياق وأقصد (التمهيد والاستباق للقاء) قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي مينينديز:
“نحن نتعامل مع مشروع إجرامي، وليس مع حكومة ديمقراطية”…
في هذا السياق كان قد وجَّه انتقاداً لاذعاً للرئيسين السوري (بشار الأسد)، والروسي (فلاديمير بوتين)، في خطاب كان قد وجهه الأربعاء، في قاعة المجلس…
قال (مينينديز) متطرقاً إلى (بشار الأسد):
“نحن نتعامل مع دولة مافيا، يديرها سلطوي شرير ودائرته الداخلية الفاسدة، إنها دولة غير عادية، نحن نتعامل مع مشروع إجرامي، وليس مع حكومة ديمقراطية”.
وكما قال الرئيس بايدن، عندما يتعلق الأمر (ببوتين)، فإننا نتعامل مع قاتل لا يرحم، يجب أن نتصرف وفقًا لذلك …
وأضاف:
“أنا أقدّر رغبة إدارة بايدن في علاقة مستقرة، ويمكن التنبؤ بها مع روسيا، ولكن في بعض الأحيان لا يمكننا اختيار ظروف مشاركتنا، عندما نقّيم سلوك روسيا في السنوات الأخيرة، نرى أنها في كل ساحة اختار بوتين التصعيد على الاستقرار” …
هذا:
وقد دعا عضو مجلس الشيوخ في الإدارة الأميركية إلى محاسبة روسيا على (سلوكها المزعزع للاستقرار، وجهودها الخبيثة ولزرع الفوضى في جميع أنحاء العالم)…
وأضاف وهذا ما أشرت إليه في بداية مقالي أعلاه …
أضاف:
“في الأسبوع المقبل في جنيف، أتوقع أن يكون الرئيس بايدن أكثر حزماً مع بوتين من سلفه”…
هذا:
وقد حث السيناتور الديموقراطي الرئيس بايدن بقوله:
“أحثه على اغتنام هذه الفرصة لوضع الكرملين أمام مسؤولياته لجهة سلسلة الإجراءات العدوانية التي قام بها، مع الطلب أليه بضرورة إعلان التدابير المناسبة ردًا على ذلك”…
وأشار إلى أنه في سورية (تواصل روسيا مساعدة وتحريض (نظام الأسد) الوحشي والإجرامي فقط لتأمين مصالحها الخاصة، أي الوصول العسكري إلى البحر الأبيض المتوسط، الذي يمكن من خلاله تهديد الجناح الجنوبي للأوروبيين) …
في هذا السياق
استعان مينينديز في حجته باتهام الأمم المتحدة روسيا، العام الماضي، بارتكاب جرائم حرب في سورية بسبب حوادث متعددة لشن هجمات عشوائية على مناطق مدنية…
وأضاف:
“في ثلاث سنوات فقط، قدّر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الأنشطة العسكرية الروسية في سورية تسببت في سقوط قرابة ١٨ ألف ضحية، بينهم ٨ آلاف مدني”…
وختم مداخلته بقوله:
“اسمحوا لي أن أكون واضحاً، هذه جرائم حرب، ويجب أن تكون هناك محاسبة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى