اللقاء الروسي الأمريكي ومآلات الحالة السورية!
اتفقت الدولتان الكبيرتان الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا سراً وجهراً على عقد مؤتمرات بحجة إيجاد حل تفاوضي للأزمة الدامية في سورية ، بينما الحقيقة هي لإدارة الأزمة السورية بما يتماهى مع مصالحهما ، وقد تجاوزت الدولتان الدماء الغزيرة التي نزفت في سورية نتيجة العدوان الوحشي من نظام مستبد بقيادة السفاح المعتوه بشار الأسد .
وكلنا يتذكر أن موسكو أعلنت سابقاً أنها لن تسمح لقوى المعارضة بدور قيادي في سورية ، وقبلها أعلنت واشنطن أن الغاية من مؤتمرات جنيف ! قد تؤدي إلى حل تفاوضي متبادل بين النظام والمعارضة .
لقد تجاهلت الدولتان أهداف الشعب السوري في التحرر واسقاط النظام ومحاسبة القتلة الذين أقدموا على ارتكاب جرائم القتل والابادة والاذلال .
وقد نبهنا سابقاً أن مشاركة الائتلاف الوطني أو أي طرف سوري بإسم المعارضة ستكون له افرازات خطيرة ستؤدي إلى زيادة تعقيد الأوضاع في سورية ، وأن أية مشاركة تتجاوز أهداف الثورة وكفاحها من أجل التغيير وبناء دولة مدنية ديمقراطية يتساوى فيها المواطنون في الحقوق والواجبات أمر بالغ الخطورة .
ولكن للأسف لم تقتنع أطراف المعارضة التي شاركت بالمؤتمرات السابقة ، بأنها لن تستطيع تحقيق حتى الحد الأدنى مما يطمح له الشعب السوري المنكوب ، وذلك لأن الدولتين الراعيتين لتلك المؤتمرات كان قرارهما ليس إسقاط النظام ، وإنما مشاركة بعض المعارضين في الحكومة .
المجرم بشار الأسد سيبقى متمسك بالسلطة حتى النهاية ، واذا أُكرِهَ على تركها ! فلن يخرج من دائرة العمل السياسي ، وسوف يستخدم عصاباته العسكرية المسلحة وأجهزته الأمنية والموالين له العاملين في الدولة على تغيير أي وضع ينتج عن مؤتمر جنيف أو غيره من المؤتمرات ذلك الصلة .
لذا نأمل أن يدرك بعض المعارضين الذين يشاركون في مؤتمرات جنيف وغيرها من المؤتمرات مثل سوتشي والاستانة ، بأنهم يساهمون في انتاج وضع بالغ الخطورة في سوريا ، لأن الأكثرية الساحقة من السوريين مدنيين كانوا أو فصائل ثورية مسلحة ، لن يسمحوا لهذه اللعبة الدولية أن تمر ، ولن يسمحوا لنكبة ثانية بعد نكبة فلسطين .
ولهذا فإنني أناشد كافة إخواننا الوطنيين الأشراف المعارضين لنظام الأسد الإرهابي ، وعلى رأسهم النخب الفكرية والإسلامية ، الاسراع في العمل على عقد مؤتمر وطني شامل لكل أطراف المعارضة السورية الملتزمة بالعمل على اسقاط نظام العصابة الأسدية ، وذلك من أجل توحيد القوى والجهود ، لعلنا نصل للهدف المنشود ، على قاعدة إنقاذ سورية وحماية شعبها ، واسقاط هذا النظام المستبد القاتل ، وبناء سلطة مصدرها الشعب .
من المعيب اليوم أن نبقى منتظرين الغرباء ليقرروا مصيرنا ، في الوقت الذي يحاربنا النظام الأسدي موحداً بقواه العسكرية وأنصاره ، فضلاً عن حلفائه الطائفيين الذين زجت بهم إيران من لبنان والعراق ، بينما نحن المعارضين نعمل على إسقاطه ونحن متفرقين بوسائل افتراضية لا تسمن ولا تغني من جوع .