مقالات

اللقاء الروسي الأمريكي ومآلات الحالة السورية!

موسى أحمد النبهان

معارض سوري مستقل
عرض مقالات الكاتب

اتفقت الدولتان الكبيرتان الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا سراً وجهراً على عقد مؤتمرات بحجة إيجاد حل تفاوضي للأزمة الدامية في سورية ، بينما الحقيقة هي لإدارة الأزمة السورية بما يتماهى مع مصالحهما ، وقد تجاوزت الدولتان الدماء الغزيرة التي نزفت في سورية نتيجة العدوان الوحشي من نظام مستبد بقيادة السفاح المعتوه بشار الأسد .
وكلنا يتذكر أن موسكو أعلنت سابقاً أنها لن تسمح لقوى المعارضة بدور قيادي في سورية ، وقبلها أعلنت واشنطن أن الغاية من مؤتمرات جنيف ! قد تؤدي إلى حل تفاوضي متبادل بين النظام والمعارضة .
لقد تجاهلت الدولتان أهداف الشعب السوري في التحرر واسقاط النظام ومحاسبة القتلة الذين أقدموا على ارتكاب جرائم القتل والابادة والاذلال .
وقد نبهنا سابقاً أن مشاركة الائتلاف الوطني أو أي طرف سوري بإسم المعارضة ستكون له افرازات خطيرة ستؤدي إلى زيادة تعقيد الأوضاع في سورية ، وأن أية مشاركة تتجاوز أهداف الثورة وكفاحها من أجل التغيير وبناء دولة مدنية ديمقراطية يتساوى فيها المواطنون في الحقوق والواجبات أمر بالغ الخطورة .
ولكن للأسف لم تقتنع أطراف المعارضة التي شاركت بالمؤتمرات السابقة ، بأنها لن تستطيع تحقيق حتى الحد الأدنى مما يطمح له الشعب السوري المنكوب ، وذلك لأن الدولتين الراعيتين لتلك المؤتمرات كان قرارهما ليس إسقاط النظام ، وإنما مشاركة بعض المعارضين في الحكومة .
المجرم بشار الأسد سيبقى متمسك بالسلطة حتى النهاية ، واذا أُكرِهَ على تركها ! فلن يخرج من دائرة العمل السياسي ، وسوف يستخدم عصاباته العسكرية المسلحة وأجهزته الأمنية والموالين له العاملين في الدولة على تغيير أي وضع ينتج عن مؤتمر جنيف أو غيره من المؤتمرات ذلك الصلة .

لذا نأمل أن يدرك بعض المعارضين الذين يشاركون في مؤتمرات جنيف وغيرها من المؤتمرات مثل سوتشي والاستانة ، بأنهم يساهمون في انتاج وضع بالغ الخطورة في سوريا ، لأن الأكثرية الساحقة من السوريين مدنيين كانوا أو فصائل ثورية مسلحة ، لن يسمحوا لهذه اللعبة الدولية أن تمر ، ولن يسمحوا لنكبة ثانية بعد نكبة فلسطين .

ولهذا فإنني أناشد كافة إخواننا الوطنيين الأشراف المعارضين لنظام الأسد الإرهابي ، وعلى رأسهم النخب الفكرية والإسلامية ، الاسراع في العمل على عقد مؤتمر وطني شامل لكل أطراف المعارضة السورية الملتزمة بالعمل على اسقاط نظام العصابة الأسدية ، وذلك من أجل توحيد القوى والجهود ، لعلنا نصل للهدف المنشود ، على قاعدة إنقاذ سورية وحماية شعبها ، واسقاط هذا النظام المستبد القاتل ، وبناء سلطة مصدرها الشعب .

من المعيب اليوم أن نبقى منتظرين الغرباء ليقرروا مصيرنا ، في الوقت الذي يحاربنا النظام الأسدي موحداً بقواه العسكرية وأنصاره ، فضلاً عن حلفائه الطائفيين الذين زجت بهم إيران من لبنان والعراق ، بينما نحن المعارضين نعمل على إسقاطه ونحن متفرقين بوسائل افتراضية لا تسمن ولا تغني من جوع .

      

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى