مقالات

مقاومة الاستلاب والاستهواء!

محمد علي الباز

كاتب وباحث في العلوم السياسية
عرض مقالات الكاتب

تخضع عملية الانتفاع السياسي بين أي طرفين لمساومات على طاولة المفاوضات، حيث يحاول كل طرف المساومة للظفر بأعظم منفعة يريدها بأقل ثمن يدفعه، حتي التصريحات والبيانات ورسائل الشكر والتضامن تقع على مائدة المساومة.

يمارس بعض أطراف الفعل السياسي خلال عملية تبادل المنفعة ما يسمي بنظرية “الاستلاب” ونظرية “الانقضاض”، ما يُحتم على الطرف المقابل الانتباه ومقاومة هذا الاستلاب من البداية بما يسمي نظرية “مقامة الاستهواء”.

يمثل الطرف المستبد فى هذه الحالة قيد البحث النظام الإيراني وأتباعه فى اليمن “الحوثيون” وفى سوريا “بشار” وفى لبنان “حزب حسن”، حيث مهد لهم الاستهواء الذي وقع فيه بعض القائمين بأعمال حركة المقاومة الإسلامية فى بعض تصريحاتهم الاستبداد واستلاب نصر معركة “سيف القدس”.

المطلوب من رجال الحركة فى الداخل والخارج مقاومة شراهة هؤلاء المستبدين، وليس الاستسلام لهم، والتماهي الفج معهم من خلال بعض التصريحات أو التصرفات، فهذه الممارسات المتطرفة تضر ضرراً بالغاً، واقصد هنا زيارة القائم بأعمال حركة المقاومة فى اليمن وما صَاحَبها.

بعد يوم واحد من هذا الزلل المرفوض وفي الثلاثاء السابع والعشرين من شوال 1442 هجرية، أصدرت الحركة بيان رسمي لتدارك هذا التصرف، وما أريد أن أؤكده أن اتساع هامش الخطأ المسموح به فى الممارسة السياسية مضرٌ جداً على العموم، وفى هذا التوقيت على الخصوص، وفي هذا الملف بالتحديد، وما يمكن تداركه اليوم بتصريح أو ببيان شارح لن يجدي معه محاولات الإصلاح بعدما يتَّسَع الخَرْقُ عَلَى الرَّاقِعِ.

فالحكمة تقتضي الصمت ما لم يتوجب الكلام، ورحم الله بن الدؤلي.

ويا خبيراً على الأسرار مُطّلِعاً    اصْمُتْ ففي الصَّمْتِ مَنْجاةٌ من الزَّلَلِ

السياسة الإيرانية تُتقن ممارسة فنون الاستلاب والاستبداد والانقضاض على الآخرين وعلى انتصاراتهم، وهي تُلقن ذلك لأتباعها فى كل مكان، وطالما فرض علينا واقع الإقليم السياسي أن نتعامل معها، فالواجب الذي لا جدال فيه هو مقاومة شراهة هؤلاء المستبدين فى الانقضاض على أي نصر أو تقدم، والحذر كل الحذر من الاستسلام لهم فى هذا الطريق.

مت بداء الصمت خير   لك من داء الكلام

إنما السالم من      ألجم فاه بلجام

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. جميل لكن الإيراني سيطالبه بالحديث ولن يكتفي بالصمت، مقابل،كان الله في رجال حماس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى