سوشال ميديا

الذكرى الثانية لاستشهاد بلبل الثورة وحارسها عبد الباسط الساروت


فريق التحرير
عندما نقرأ سير الأبطال، والمخترعين، والمبدعين، والشعراء، والعلماء الذين حفروا أسماءهم في ذاكرة الأجيال المتلاحقة من بعدهم وصاروا قدوة لهم، ربما لن نفاجئ كثيراً إذا عرفنا أن أعمارهم قد امتدت إلى الستين والسبعين و… ولكننا ربما نفاجئ عندما نجد أن عظماء لم يعمروا طويلاً، بل رحلوا عن دنيانا في ريعان الشباب وميعته، وطبعوا خلفهم بصمة مضيئة، ومرسومة بماء الذهب، وسير الأبطال والمبدعين لا تقف عند عصر من العصور أومرحلة من المراحل ، وإنما تبقى مستمرة إلى يوم القيامة، ومن هؤلاء الأبطال الذين اجتمعت كلمة السوريين والأحرار والشرفاء على تزكيته وتقريظ أفعاله البطل الشهيد عبد الباسط الساروت الذي ارتقى منذ عامين إلى جوار ربه بعد أن ناضل وكافح ضد أشرس وأعتى طغاة الأرض.
وهاهي الذكرى الثانية تحل علينا لتمنحنا جرعة جديدة من الأمل والتصميم وشحذ الهمم من أجل مواصلة السير على خطاه، والسعي الدؤوب لتحقيق العدالة والحرية والكرامة للشعب السوري التي طالما حلم بها .
وقد تفاعل كثير من رواد التواصل الاجتماعي بهذه الذكرى، وقبل الوقوف عند بعض تدويناتهم، وتغريداتهم لا بد من ذكر
نبذة عن هذه الشخصية المحتفى بذكراها:
هو أحد نجوم كرة القدم الشباب في سوريا، ولعب حارسًا لفريق شباب نادي الكرامة، ومنتخب سوريا للشباب، تحت سن 21 عامًا، وفاز -حسب ناشطين رياضيين- بلقب ثاني أفضل حارس مرمى في قارة آسيا.

التحق بالثورة السورية منذ بدايتها في مارس/آذار 2011، وأصبح في عمر العشرين رمزًا لحركة الاحتجاج التي كانت سلمية في بادئ الأمر، وحين جوبهت بالقوة حمل السلاح وخاض معارك كثيرة كان آخرها بريف حماة حيث قُتل.

خلال التظاهرات السلمية، برز عبد الباسط كمنشد يردد الهتافات الثورية تحفيزًا للمحتجين الذين كانوا ينادون بإسقاط نظام بشار الأسد.

كان من بين تلك الأناشيد “جنة يا وطنا”، “يا يما توب جديد”، “حانن للحرية”، “راجعين على حمص”، و”لأجل عيونك يا حمص”، كذلك طُبعت صورته على طوابع بريدية صممها ناشطون معارضون في العام 2012 لتوثيق حركة الاحتجاجات ضد النظام.

عاش الحصار في أحياء حمص لأكثر من سنتين قبل أن يخرج في 2014 إلى ريف حمص الشمالي، ثم وصل إلى الشمال السوري وانضم إلى “جيش العزة” في 2018، وقاتل في صفوفه حتى قتل في المواجهات مع قوات النظام السوري.

رصدت الحكومة السورية مليوني ليرة (35 ألف دولار) للقبض عليه، حيث إنه كان مطلوبًا لعدة فروع أمنية وقد حاول النظام السوري اغتياله ثلاث مرات على الأقل.

النظام السوري قتل من قبل، 3 من أخواله، وأشقائه الأربعة وهم: وليد الساروت الذي قتل في تظاهرات الخالدية عام 2011 ومحمد الذي قتل أوائل عام 2013 وأحمد وعبدالله قتلا في 9 يناير/كانون الثاني 2014، ثم لحق بهم عبدالباسط منذ عامين.

لنتوقف الآن عند رواد التواصل الاجتماعي ونستهلها بتدوينة قائد أركان حماس أبي عبيدة:
” نحتاج عمراً كي نُربي ثائراً، ودقيقة تكفي الطغاة لقتله، رحم الله شهيدنا وفخرنا وعزنا وتاج الرؤوس عبد الباسط الساروت”


وكتب الناشط هادي العبدالله:
” في ذكرى الغياب الثانية، عامان على رحيل الساروت.. رمزنا الذي يولد من جديد فذكرى الرحيل هي ذكرى ولادة القصة، اليوم وفي العام الثاني لقصة بطل قدم نفسه وحياته لأجل قضيته نجدد العهد والوعد وكلّنا يقين وأمل بأن لا تنتهي الرواية إلا وحلمنا قد تحقق وصور ساروتنا وصوته ملؤوا ساحات دمشقوفاءً له فهو الذي غنّى يوماً: بدنا أصابع نصر نرفعها فوق القصر”.


وكتب الباحث والسياسي المعروف زهير سالم:
” عبد الباسط الساروت في ذكرى استشهاده 8/5/2019/.. وكان جِدّه هو الجِدّ..اللهم تقبله شهيداً، وابعثه شفيعاً، وعوض السوريين في شبابهم خيراً”.


وكتب المحامي رديف مصطفى:
“الجميل عبد الباسط الساروت تجسدت فيه عفوية الثورة وبساطة ثوارها والكرم والنبل والوفاء والتضحية والعطاء وعدم التراجع عن الهدف.
الرحمة للشهداء والمجد للثورة”.


وكتب الكاتب قتيبة ياسين:
” لم يهطل المطر انتظرناه، وضحينا بجسمك.. وليحتفل بك كل مايخضر وليحتفل بك كل من لم يمتلك ذكرى ولا قمراً بهييّاً.
ومت لتعرف كم نحبّك مت لنعرف كيف يسقط قلبك الملآن فوق دعائنا رطباً جنيّا”.

فيما كتب العقيد رياض الأسعد قائد ومؤسس الجيش الحر: ‏رحم الله الشهيد البطل عبد الباسط الساروت الذي كان متهما قبل استشهادة واصبح بطلا بعد استشهاده لدى شريحة كبيرة رغم انه كان ايقونة ورمزا لدى الاحرار وحيث وجد كان العمل الصادق والثبات على الموقف وصدق الكلمة هو وامثاله قدموا اغلى مايملكون في سبيل قضيتهم حق التقديم وسيبقى في القلوب

الصحفي التركي جلال دمير كتب:

عبد #الباسط #الساروت لم اتعرف عليه سابقا ولكن شهادة الكثير من الناس عليه بالخير دليل على أنه كان انسان جيد.

الثورة السورية تحتاج إلى ناس مثله ومثل عبد القادر الصالح رحمهم الله ولن يكونوا اخر الشرفاء فى الثورة السورية.

أخيراً، نشدو مع الشاعرسميح القاسم بهذه الأبيات هدية لروح فقيدنا الغالي عبد الباسط الساروت:
خلوا الشهيد مكفناً بثيابه خلوه في السفح الخبير بما به
لا تدفنوه وفي شفاه جراحه تدوي وصية حبه وعذابه
هل تسمعون؟دعوه نسراً دامياً بين الصخور يغيب عن أحبابه
خلوه تحت الشمس تحضن وجهه ريح مطيبة بأرض شبابه
لا تغمضوا عينيه إن أشعة حمراء مازالت على أهدابه
وعلى الصخور الصفر رجع ندائه ياآبهابالموت لست بآبه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى