مقالات

حزيران في الذاكرة السورية

عبود العثمان

شاعر وكاتب سوري
عرض مقالات الكاتب

من اهم الأحداث التي وقعت في سوريا خلال نصف قرن مضى ،وفي شهر حزيران، ولا زالت عالقة في ذاكرة السوريين، هناك حدثان:
الحدث الأول :

في العام 1967 حين وقعت الهزيمة الكبرى التي لحقت بثلاث جيوش عربية،في حرب خاطفة وفي زمن قياسي، على يد الجيش الإسرائيلي، الذي اكتسح ثلاث جبهات عربية وألحق بها هزائم نكراء، أطلق عليها “المنهزمون”- تخفيفاً لوطأتها وشدة مرارتها، وحجم خسائرها- مصطلح “النكسة” وهو مصطلح لا يقدر على تعميمه وتسويقه في هكذا حال سوى الأنظمة المستبدة التي بقيت قائمة على حكم البلاد وقهر العباد!
في تلك الحرب احتل جيش الصهاينة أرض سيناء المصرية، والضفة الغربية من باقي ارض فلسطين التي كانت تحت إشراف الأردن، وهضبة الجولان السورية التي كانت تعد من أعتى المرتفعات التي يصعب احتلالها إلاّ إذا كان هناك خرق في جبهة الجيش الذي يدافع عنها ، وقد وجدت اسرائيل ضالتها في الخائن الذي يسهّل لها مهمتها، فكان المجرم الخائن “حافظ الأسد” والذي كان حينها يدير المعركة من خلال موقعه كوزير للدفاع!
لم ينس الصهاينة لهذا الخائن خيانته لجيشه ولوطنه، فتقرر اعتماده عميلاً مركزياً لدولة الصهاينة يجب الحفاظ عليه وعلى نظام حكمه الذي سيورثه لمن يأتي من بعده لاحقاً ليقوم بالأدوار الخيانية التي ستسند إليه وكان “حافظ” خير حافظ لعهد الخيانة وكان ولده “بشار” خير من يرعى الأمانة مع الصهاينة.

الحدث الثاني:
هو موت الخائن “حافظ” في العاشر من حزيران من العام 2000 بعد حكم امتد لثلاثين عام، أذاق فيها شعب سوريا شتى عذابات القهر والقمع والإذلال ، وفعل فيه الأفاعيل، ولم تقتصر جرائمه على شعبه بل تعدى ضررها الحدود، فأصابت شعوب ودول الجوار بعظيم البلايا والرزايا:
في لبنان :
احتل جيش “حافظ” هذا البلد “الشقيق”- كما كان يحلو للمجرم حافظ أن يطلق عليه هذه التسمية – مدة ثلاثين عاماً تحت يافطة قوات الردع العربية
فقتل ونكّل بشعبه بمسلميه ومسيحييه وبلاجئيه من الفلسطينيين واستنبت فيه النبتة الإيرانية الخبيثة “حزب حسن” !

في العراق:
قطع العلاقة معه فور قيام حركته التخريبية في العام السبعين من القرن الماضي،ووقف إلى جانب إيران في حربها على هذا البلد،وكان كالخنجر المسموم في ظهر العراق، وخير ظهير وسند للإيرانيين في حربهم عليه ،
وشارك جيشه مرة اخرى في حرب عاصفة الصحراء إلى جانب الغازي الأمريكي!

في الأردن:
كانت الساحة الأردنية ملعباً للمخابرات السورية، وعلى أرضها اغتيل واختطف الكثير من المناضلين العرب والأردنيين
ولا زال الكثير من هؤلاء مجهولي المصير في سجون المخابرات السورية.

في تركيا:
أقام على الأرض السورية معسكرات لتدريب عناصر حزب”ب-ك-ك”الإرهابي ،ومن هذه المعسكرات كانت عناصرهذا الحزب الإرهابي تقوم بالعمليات الدموية داخل الدولة التركية!
في إسرائيل:
كانت البلد الوحيد من بلدان الجوار السوري الذي لم يزعجها أو يحرك ساكناً اتجاهها بالرغم من احتلالها لجزء من الأرض السورية!
هذا هو “حافظ العهد” الذي هلَك وترك لنا وريثا ً لا زال يسير على خُطى أبيه، وفيّاً لعهوده، وكان الولد فعلاً سرَّ أبيه كما تقول العرب..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى