سياسة

منذ ( النكسة ) الاحتلال يعتقل مليون فلسطيني بينهم ٥٠ ألف طفل

د. صلاح قيراطة

كاتب وباحث سياسي
عرض مقالات الكاتب

واهمًا، أو مفترضاً حسن النية ذكرت صحبي في عصفورية الفيس بوك بأننا اليوم مع ذكرى نكسة الخامس من حزيران لعام ١٩٦٧ لا شك أن كثيرين لايعرفون شيئًا عن هذا، فاهتماماتهم، وملكاتهم، ومعارفهم تجاوزت هذا وعليه، ورغم اليأس من حالة أمة العرب، وهي العجينة الرخوة التي يفعل بها الآخر مايريد، ويشكلها كيفما شاء بعد أن أطلق عليها حكامًا ليسوا من صنف البشر، رغم هذا قررت أن أتحدث عن هذا اليوم المشؤوم، وهو ليس أكثر شؤمًا من أي يوم تقلد فيه أياً من زعماء العرب مقاليد الحكم سواء عبر انقلاب عسكري، أو توريثًا مضيا على عصور الجاهلية، حيث يكون ابن شيخ القبيلة هو شيخ القبيلة مع خصوصية الحالة السورية التي سلمت منها مرتفعات الجولان للكيان بلا قتال؛ ليتحول هذا البلد الذي كان يوصف بأنه سويسرا الشرق يومًا، ليتحول لاحقًا إلى قبيلة …
ياسادة :
يطلق مصطلح ( النكسة ) على العدوان الإسرائيلي على مصر، وسوريا، والأردن، واحتلال ما تبقى من فلسطين التاريخية في ٥ حزيران ١٩٦٧…
فاليوم ياسادة نحن مع الذكرى السنوية الـ ٥٤ لما يُعرف عربيًا باسم ( النكسة ) أو حرب عام ١٩٦٧، التي انتهت بهزيمة إسرائيل للجيوش العربية، واحتلالها مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية، والمصرية، والسورية…
ورغم مرور هذه السنوات الطوال على الحرب، إلا أن تداعياتها ما تزال مستمرة، حيث تواصل إسرائيل احتلالها للضفة الغربية، وقطاع غزة، ومرتفعات الجولان السورية، رغم صدور قرارات دولية عن مجلس الأمن تطالبها بالانسحاب منها…
وللتذكير :
فإن الاحتلال الإسرائيلي اعتقل نحو مليون فلسطيني منذ العام ١٩٦٧، بينهم ٢٢٦ أسيرًا استشهدوا داخل سجونه، وأكثر من ٥٠ ألف طفل…
في هذا السياق :
يذكر أنّ إسرائيل تعتقل حاليًا نحو ٤٦٥٠ فلسطينيًا، بينهم ٣٩ سيدة، ونحو ١٨٠ قاصراً فيما بلغ عدد المعتقلين إداريًا نحو ٥٠٠ بحسب مؤسسات معنية بشؤون الأسرى…
اللافت :
أنّ عدد حالات الاعتقال في صفوف الفلسطينيين منذ الخامس من حزيران ١٩٦٧بلغ نحو مليون، بينهم أكثر من ١٧ ألف من الفتيات، والنساء، والأمهات، وما يزيد على ٥٠ ألفًا من الأطفال كما أسلفت …
علماً :
أن جميع من مرّوا بتجربة الاعتقال من الفلسطينيين، كانوا قد تعرضوا إلى شكل من أشكال التعذيب الجسدي، أو النفسي، والإيذاء المعنوي، والمعاملة القاسية…
يذكر :
أن مئات توفوا بعد الإفراج عنهم بفترات قصيرة متأثرين بأمراض جراء التعذيب، والإهمال الطبي، وسوء المعاملة، بالإضافة إلى الكثيرين من الأسرى، والمحررين كان السجن سببًا رئيسيًا في التسبب لهم بإعاقات جسدية ونفسية، أو حسية ( سمعية وبصرية )، ومنهم من لا تزال آثارها حاضرة في حياته…
علماً :
إن الاعتقال يعتبر سياسة ثابتة للاحتلال منذ احتلاله لباقي الأراضي الفلسطينية في الخامس من حزيران عام ١٩٦٧ وغدت سلوكًا دائمًا، وظاهرة يومية، وجزءًا أساسيًا من حياة الفلسطينيين الذين عانوا، وما زالوا يعانون الاعتقالات وعواقبها.
في التفاصيل :
فقد انطلقت الشرارة الأولى لحرب ١٩٦٧ ، بعد إقدام سلاح الجو الإسرائيلي على شن هجوم مباغت على قواعد سلاح الجو المصري في سيناء، فجر يوم ٥ حزيران ١٩٦٧…
لتستمر الحرب، التي نتجت عنها هزيمة الجيوش العربية، ٦ أيام فقط وليتمدد الكيان على ضعفي مساحة ماكان قد احتله قبل هذا العدوان …
( إسرائيل ) أطلقت على هذه الحرب اسم حرب الأيام الستة، وذلك من باب التفاخر بالمدة الزمنية القصيرة التي هزمت خلالها الجيوش العربية…
المعلومات المتوفرة تؤكد أن إسرائيل استغلت عدة أمور لتبرير شنها للحرب، ومنها إغلاق مصر لـ ( مضايق تيران ) بالبحر الأحمر في وجه الملاحة( الإسرائيلية )، وهو الأمر الذي اعتبرته ( إعلانًا مصريًا رسميًا للحرب عليها ) وذلك في ٢٢ أيار ١٩٦٧ والأمانة تجعلني أقول نعم هذا لم يكن تذرعًا، وأنه لم يكن، ليقرأ إلا في إطار ما قرأته ( إسرائيل ) …
إجمالاً :
مع أنّ حرب ١٩٦٧ انتهت عسكريًا، لكن تبعاتها السياسية، والجغرافية لم تنتهِ بعد، حيث تواصل إسرائيل احتلال الضفة الغربية، ومحاصرة قطاع غزة، إلى جانب ضم القدس، والجولان لحدودها، والمضي في المشاريع الاستيطانية بمدينة القدس…
فالأرقام تعلمنا أن إسرائيل تستولي على ٨٥ ٪ من أراضي فلسطين التاريخية، والبالغة حوالي ٢٧ ألف كيلومتر مربع، وتواصل نهب مقوماتها، فيما لم يتبقَ للفلسطينيين سوى ١٥ ٪ فقط، وتخضع للاحتلال الإسرائيلي…
هذا :
وقد دمّرت( إسرائيل ) خلال الحرب، وفق دراسات تاريخية، ما يقدّر بنحو ٧٠ – ٨٠ من العتاد العسكري في الدول العربية، فيما لحق الضرر بنحو ٢ – ٥ ٪ من عتادها العسكري…
وخلال الأيام الستة، احتلت إسرائيل الضفة الغربية، وقطاع غزة، وشبه جزيرة سيناء المصرية، وجنوب لبنان، ومرتفعات الجولان السورية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى