منوعات

المعطلون في وضعية إعاقة ينظمون وقفتهم أمام وزارة جميلة المصلي ، ويجبرونها على الرد

عبد العالي كويش (أبو المعالي)

شاعر وأديب من المغرب
عرض مقالات الكاتب

نجح ذوو الإعاقة خريجو الجامعات ومراكز التكوين العاطلون في المغرب في تنظيم وقفتهم الاحتجاجية يوم الثلاثاء 1يونيو / حزيران 2021 أمام وزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساوة والأسرة بالرباط العاصمة .

وتقاطر العشرات منهم الأعضاء في التنسيقية الوطنية لحملة الشهادات والدبلومات في وضعية إعاقة بالمغرب، وهو إطار نضالي جديد تأسس مؤخرا ، على عين المكان ، وسط تدابير أمنية مشددة ، حيث حضرت القوات العمومية بمختلف تشكيلاتها في أعداد كبيرة لمراقبة مجريات الوقفة ، تحسبا لتكرار عملية اقتحام وزارة التضامن الذي قام به مكفوفون سنة 2018 واعتصموا في الوزارة ما أدى إلى وفاة اثنين منهم وإحداث المباراة الموحدة لتوظيف ذوي الإعاقة كتعويض من الدولة لهم .

غير أن المتظاهرين في وضعية إعاقة نفذوا وقفتهم الاحتجاجية لمدة ساعتين ، دون حصول أية احتكاكات مع القوات الأمنية ، و رفعوا خلالها لافتات وشعارات تحمل مطالبهم وانتقاداتهم ونددوا بتجاهل الحكومة والوزارة المكلفة بملفهم داخلها لمراسلاتهم .

ويطالب حملة الشهادات والدبلومات في وضعية إعاقة بتمكينهم من حق التوظيف المباشر ، واستبعاد شرط اجتياز المباراة ، بالنظر للاختلالات والخروقات التي عرفتها المباريات الموحدة الثلاث التي نظمتها الحكومة سنوات 2018و2019 و 2021 قصد توظيفهم ، وأبرزها مشاركة الموظفين فيها وانتزاعهم عددا كبيرا من المناصب المخصصة للعاطلين مما يتنافى مع الهدف الرئيس لتنظيم هذه المباريات والتي شهدت مظاهر عديدة لعدم احترام الاستحقاق وتكافؤ الفرص .

الوزيرة جميلة المصلي التي تحمل حقيبة وزارة التضامن المسؤولة عن ملف المعاقين داخل الحكومة ، تعاملت مع مطالب حملة الشهادات في وضعية إعاقة بنوع من عدم اكتراث ، فقد تفادت الرد على مراسلاتهم وامتنعت عن استقبال وفد منهم ، وقمعتهم في صفحتها الرسمية على الفيسبوك حيث حذفت تعليقات عدد كبير منهم وأزالت عضويتهم من صفحتها رغم أنهم لم يزيدوا عن إثارة موضوع التوظيف المباشر ومطالبتها بالرد على رسائلهم !

إلا أن الزخم الكبير للوقفة والذي شهد مشاركة العشرات من المعاقين الحاملين للشهادات القادمين من مختلف مدن المغرب ، أجبرها على الرد عليهم في يوم الوقفة بعد ساعتين من اختتامها ، وذلك في تصريحات لها في مجلس المستشارين ( الغرفة الثانية للبرلمان المغربي ) حيث عددت إنجازات الحكومة في مجال تشغيل المعاقين ، وذكّرت بتوظيف 650 منهم منهم في المباريات الموحدة السابقة ، دون أن تعطي أجوبة حقيقية على مطالبهم ، في خرجة أبسط ما يقال عنها أنها تغالط الرأي العام وتحرف الحقائق ، فالناجحون في المباريات الموحدة يوجد بينهم الكثير من الموظفين الذين زاحموا العاطين وحرموهم من التوظيف ، وتوجد بينهم أيضا حالات مشبوهة لأسوياء انتحلوا صفة الإعاقة لاجتياز المباراة ، وآخرون مروا باستعمال أساليب ملتوية معروفة في المباريات العمومية.

وقفة فاتح يونيو /حريزان مرت في جو منظم وهادئ وسلمي ، وأبدى المتظاهرون استعدادا للحوار مع الحكومة حول ملفهم المطلبي ، وقدموا صورة راقية للاحتجاجات الاجتماعية ، فهل سترد الحكومة على التحية وتفتح الباب لنقاش جاد ورصين يؤدي لتمكين هذه الفئة التي تمثل نخبة المجتمع من حق التوظيف المباشر؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى