تحقيقات

الدروز في الجيش الإسرائيلي

صالح موسى الحمزة

محام وكاتب سوري
عرض مقالات الكاتب

يقدر عدد الدروز في العالم بنحو مليون شخص يقيم معظمهم في سوريا ولبنان، فيما يقيم منهم في إسرائيل 143 الف ، بما في ذلك 18 الف شخص في هضبة الجولان التي أصبحت تحت الاحتلال الإسرائيلي عام 1967 .

بحلول عام 1939، كانت قيادة القرى الدرزية متحالفة رسميا مع الميليشيات اليهودية قبل قيام  الكيان الصهيوني، على غرار الهاغانا. وعام 1948، تطوع عدد كبير من الشبان الدروز في الجيش الصيهوني وحارب إلى جانبهم بنشاط. وتقديرا لدورهم لم يدمر الجيش الصهيوني القرى الدرزية و لم يجبروا على ترك قراهم أيضا.

يُعترف رسميا بالطائفة الدرزية في إسرائيل ككيان ديني منفرد له محاكمه (ذات الاختصاص في شؤون الأحوال الشخصية من زواج وطلاق وحضانة وتبنٍ) وزعامة روحية، علما بأن ثقافة الدروز ثقافة عربية ولغتهم اللغة العربية، ولكنهم خالفوا التيار المركزي للقومية العربية في سنة 1948، ومنذ ذلك الحين وهم يخدمون في جيش الإحتلال الإسرائيلي وحرس الحدود (كانت خدمتهم تعتمد على التطوع الفردي بادئ الأمر، ثم أصبحت جزءا من نظام الخدمة الإجبارية).

يعيش اليوم في حدود دولة إسرائيل 143 ألف درزي، 100 ألف منهم في الجليل والكرمل، والباقون في هضبة الجولان. وتعتمد العلاقة التي تربط الطائفة الدرزية بالمجتمع الإسرائيلي على هدف مشترك، هو الدفاع عن دولة إسرائيل.
منذ قيام دولة إسرائيل تطوع الدروز للخدمة في جيش الإحتلال الإسرائيلي ضمن كتيبة ضمت الدروز والبدو والشركس.
وفي 1956، وبعد عقد اتفاق مع زعيم الطائفة الدرزية، تم سن قانون يلزم الرجال الدروز بالالتحاق بجيش الإحتلال الإسرائيلي، وولدت هكذا الكتيبة الدرزية.
وكتيبة “حيرف” التي تعرف أيضا بالكتيبة الدرزية هي قوة برية في عداد القوات النظامية لجيش الإحتلال الإسرائيلي، معظم جنودها من الدروز، وقد تأسست سنة 1974، في أعقاب اتخاذ قرار بدمج جميع وحدات الأقليات تحت قيادة واحدة. ويعود تسميتها ب”حيرف” وتعني السيف، إلى تفضيل الدروز للسيف كسلاح.
ويشار إلى أن احتراف الجنود الدروز وإخلاصهم لجيش الإحتلال الإسرائيلي  يجعلانهم عاملا مساهما هاما في تكوين قوة جيش الإحتلال الإسرائيلي وقدرته على مواجهة أي تهديد يتعرض له.
أما اليوم، فيخدم الجنود الدروز في عدد من الوظائف في جيش الإحتلال الإسرائيلي، من بينها:
المهام القتالية
المهام الداعمة للقتال
الاستخبارات
سلاح الطب
الكليات العسكرية
التكنولوجيا واللوجستيات

تبلغ نسبة الدروز، الذين يؤدون الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي 85%، وهي تفوق نسبة اليهود المنخرطين في صفوف الجيش، كما سجّلت الحروب التي خاضتها إسرائيل مقتل قرابة 400 درزي، ممن خدموا في مختلف وحدات جيش الاحتلال، خاصة ألوية المشاة المختارة المقاتلة، والشرطة، وحرس الحدود
ومن الأسماء البارزة في جيش الاحتلال غسان عليان الذي قاد لواء غولاني، وأصيب خلال حرب غزة 2014 بجراح بليغة بنيران مقاتلي حماس، وفي 2018 قتلت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس الضابط الدرزي “م”، قائد الوحدة الإسرائيلية الخاصة التي تسللت لقطاع غزة.
ويتولى الدروز عموما مناصب عسكرية وسياسية وإدارية رفيعة في دولة الإحتلال الاسرائيلي تؤثر في صنع القرارات العسكرية والسياسية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى