يوميات مُمثل فاشل !
أُصِبتُ بالعَمى مُنذُ صغري مثلُ أبي . رغم انهُم يقولون أن اصلي عربي . لكنني أصبحت مُشركٌا كسولٌا غَبي . أردت أن أدَّعي في البداية أني نَبي . لكنهُم لم يُوافقوا على طلبي . فأصبحت سيدا مُعمما منذ ان كنتُ صبيًا .
نصفُ مُسلمٍ ونصفُ إيراني . وأجمل ما في الأمر ألا أحد يراني .
كلهُم لا يُبصرون . جهلة جهلة لا يقرأون ولا يكتبون . يُصفقوا دون أن يتكلموا ، يوافقوا دون أن يفهموا،. يحبون الخرافة ولا يريدون ان يتعلموا . مهما جرى لا يندمون ، أشتمُهم ،أضربهُم لا يتألمون ،أانا فرحٌ بأموالهم أتننعمُ …
مُذ نشأت أتعلم الدجل والحيلة حتى صرت شيئا فشيئا سيدَ القبيلة .
عشنا حياةٌ ذليلة وايام فقر وجوعٍ طويلة . حفظت بعض الكلمات . التي تتحدث عن الإنسان بعد المَمات . وتعلمت أسرار الحياة ،وكيف أحصل على ما أريد . فالعمى زادني غنى وقوة ، والناس تهوى الوقوع في الهُوّة . والغريب؛ أنني كلما ازددت جهلا أحبوني وتجمعوا حولي ! أعجبتهم كلماتي وسياراتي وشكل ملابسي وأعداد حماياتي، واشتهرت حتى صرتُ قائدًا كبيرا للعميان . كلهُم يجرون خلفي . وأنا أمضي إلى حتفي … ولايدرون اني أتلمس الجدار عندما أبحث عن الباب، يُصدقونني رغم أنهُم يعرفون انني كذاب ، كنت اؤدي دور رجل الدين الناسك الشريف ، والذين يحبونني لا يحصلون على قطعة رغيف .
إنها الايام الطويلة، وزمان الحيّالين والحيلة، والقائد الأعمى الذي يوصلك إلى الله بأسرع وسيلة ، حتى تدخل الجنة وتحصل على ما تريد، أنتم عراة وهو يلبس الحرير ويأكل اللحم والثريد .
ومع كل هذا يُقدسهُ العَبيد !