حقوق وحريات

بعد مرور 41 عاماً على مجزرة الأربعاء السوداء … إنها ذكرى مأساوية تجدد ذاكرتنا الوطنية الأحوازية … وتتـــّقـِدْ بالآمال

حركة النضال العربي لتحرير الأحواز

جرائم النظام الفارسي الصفوي ضد شعبنا كثيرة على مدى تاريخ الاحتلال الفارسي، إن لم يكن قبله، يتساوى في ذلك كل الأنظمة المتعاقبة التي حكمت الكيان الإيراني المغتصب، منذ نظام شاهنشاه الأب، ثم الابن العنصريين، أو نظام الملالي الطائفي المتخلف، فكلاهما شربا من دماء شعبنا حتى الثمالة، ولكن من بين هذه الجرائم بعضها بارزة وهي تحكي فصول الدم، وتتكلم ألسنة الضحايا في الأحواز المحتلة؛ لتعلن على الملأ جميعاً أن هذا النظام الملالي الدموي هو الأكثر تجسيدًا للجريمة، والأبشع تطرفًا للمجازر، وهو صاحب تخطيط واسع، ومتعدد الوجوه، والأبعاد، من أجل أن يستنزف شعبنا، أرضًا، ومياهًا، وثروة، وبشرًا فوق الأرض، وفي باطنها .

وتبدو مجزرة الأربعاء السوداء التي ارتكبها الملالي بقيادة الخميني، وعبر وزير دفاعه حينها المجرم أحمد مدني، وأجهزته الأمنية المجرمة الفاشية غداة صعودهم، وصعوده إلى سدة السلطة في العام 1979م متنكراً لكل الوعود التي أطلقها لشعبنا العربي الأحوازي قبيل وصوله لسدة الحكم في إيران، وذلك بغية دغدغة العواطف، وشراء الذمم، وخداع الناس، وكانت هذه المجزرة التي حدثت لثلاثة أيام متتالية، أي بتاريخ الأربعاء 30 ـ 05/31 و 06/01 1979م قد أسفرت عن اِستشهاد مئات المواطنين، وألحقت بألوف الجرحى، وبمئات المفقودين معالم غائرة على أجسادهم، إضافة إلى حملة اعتقالات عشوائية ارتكبتها أجهزة أحمد مدني الضابط الشاهنشاهي المعروف، ومندوب الدجال خميني، ومندوب محافظة الأحواز فضلًا عن كونه وزيرًا لعدوانه العسكري : الدفاع.
كما أقدم المجرم المدعو خلخالي، يد خميني اليمنى، على ارتكاب مئات المذابح عبر المحاكم العسكرية، والصورية المباشرة ضد الوطنيين الأحوازيين في شوارع المحمّرة، وعبادان، والخفاجية .

إن تلك الجريمة التي كانت حروفها النازفة من الدماء العربية الأحوازية لهي تتويج لكل الجرائم الفارسية السابقة، والتي وضعت بين شعبنا العربي الأحوازي، من جهة، وبين طغمة الاحتلال الفارسي سداً من الدم، وبنيانًا من الحقد الوطني، والقومي المقدسيْن، وجعلت كل الحلول، أو أنصاف الحلول هي في غياهب العدم، والمراهنات على الأوهام، وأضغاث الأحلام، وقد استمرت جرائمه بشكل متواتر حتى هذه اللحظة، ترفع من سقف جرائمه في تلك المجزرة، أو تنخفض عنها، ولكنها تتميز بالاستمرار، و العدوان، والاستهتار على كل الصعد، من جهة أخرى .

ان نضال شعبنا العربي الأحوازي ودروسه التاريخية المستخلصة تبين لنا بوضوح ان الاستقلال والسيادة وحق تقرير المصير هو الناظم الفكري والسقف السياسي والتوجه الوطني، ويعتبر ذلك هو محددات هذا الكفاح الوطني الاحوازي الباسل، ودون ذلك سيبقى شعبنا يدور في حلقة مفرغة يستطيع النظام الفارسي الصفوي استثمار كل الثغرات التي تصادفه.

وان سلسلة الجرائم التي نشاهدها اليوم في الأحواز ترتبط بتلك المجازر الفاشية السوداء التي حدثت كونها تتناسل عن عقلية سوداء ومغرقة في نهجها العنصري وأسلوبها المتوحش ولم تدع مجالا الا ما هو مفروض على شعبنا الذي جرّد سلاحه وصلـّب اِرادته لمواجهة العنصريين المحتلين من أجل تحقيق طموحه في الاستقلال السياسي وتحقيق التقدم ونيل السيادة الوطنية الكاملة دون اِستجداء.

2021 – 05 – 31

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى