مقالات

فلسطين ـــ مقلة العين ـــ عربية إسلاميةاسمها القدس منذ فجر التاريخ (القدس، ليست اورشاليم) 4

أ.د. أحمد رشاد

أكاديمي مصري
عرض مقالات الكاتب

   الكتابات التاريخية القديمة تؤكد فلسطينية القدس، فقد ذكر المؤرخ اليوناني “هيرودوت” (483- 425 ق.م) في تاريخه مدينة “القدس” تحت اسم” كاديتيس“، وأوضح أنها كانت بلدة سورية كبيرة على مقربة من “مجدولوس” أي” تل المتسلم“. وهذا يوحي بأنها كانت تعرف بهذا الاسم منذ القدم وإنها مدينة فلسطينية، ذلك أن الجزء الجنوبي من سورية الممتد جنوبا إلى مصر كله كان يعرف باسم فلسطين.

   وحينما تحدث هيرودوت عن التقسيمات الإدارية للإمبراطورية الإخمينية الفارسية (إيران) بيَّن أن المنطقة الساحلية التي امتدت من سورية حتى مصر شكلت مقاطعة إدارية ضمت كل فينيقية، وذلك الجزء من سورية الذي يعرف باسم فلسطين وقبرص. إشارة وتأكيد على أن في المائة الخامسة قبل الميلاد لم تكن مقاطعة اليهود قد ظهرت إلى الوجود بعد.

   وهو الشيء الذي يؤكده حتى النص التوراتي اليهودي، فالقارئ لنصوص التوراة قراءة جغرافية التي تتحدث عن “أورشليم التوراتية” عاصمة النبي داود عليه السلام، حسب زعم التوراة، والتي تحولت بفعل تزوير الصهيوني إلى أكبر كذبة في التاريخ، سيجد وبلا شك أنها لا تمت بأي صلة إلى مدينة القدس في فلسطين.

   فالنصوص التي تشير إلى أورشليم في:”سفر يهوديت7: 8و 4: 5 ــ 7، سفر المكابيون الأول: 6: 62، ونبوءة حزقيال 47: 1 ــ 13و 14: 8″. كلها تحدد موقع “أورشليم” على رأس جبل منيع وحصين جدا، يجاور ويطل الصحراء الكبرى، وينبع منه النهر الكبير، نصف ينحدر شرقا نحو البرية والنهر الشرقي، وآخر غربا نحو النهر الغربي.

إن الكثير من الكتابات العربية في هذا المجال مع الأسف الشديد هي إعادة صياغة للقصص والأخبار مثل الإسرائيليات المدسوسة في الفكر الإسلامي على مر القرون، وهي كذلك نسخ بامتياز للكتابات الغربية التي لم تتحرر من أساطير العهد القديم من الكتاب المقدس.

مع العلم؛ أن القرآن الكريم، والتاريخ، وعلم الحفريات، يفرقون بين بني إسرائيل، كمجموعة من قبائل لحقها ما لحق القبائل الأخرى من الاندثار، وبين اليهودية كمذهب ديني قومي يجمع بين بقايا التعاليم الموسوية والوثنيات، ظهر على مسرح التاريخ أثناء الحكم الإخميني الفارسي (إيران) لفلسطين.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى