مقالات

حمدان “حماس”وأشياعه، والحنين لحضن “الأسد”!

نعيم مصطفى

مدير التحرير
عرض مقالات الكاتب

منذ أن بدأ الهجوم الوحشي الإسرائيلي على أهلنا في غزة ونحن نحبس أنفاسنا وتكاد قلوبنا تتفطر خوفاً على أهلنا في غزة  وحباً لهم، وعلى الرغم من الاستفزازات والإساءات المتكررة التي يقدمها بعض قادة حماس بين الفينة والأخرى للشعبين العراقي والسوري الذين اكتويا بنار الأحقاد الطائفية الإيرانية إلا أن تلك الشعوب حاولت دائماً التماس الأعذار لتلك القيادات على مبدأ ” إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ”  النحل – وأن حماس انفض عنها أكثر الدول العربية وناصبوها العداء، فاضطرت لأن تولي وجهها شطر أعداء الأمة، ولكن يبدو أن الكيل قد طفح وأن الرتق قد اتسع على الراتق، ولم يعد يُحتمل سلوك حماس وشريكتها الجهاد، بل إن الأمر قد تجاوز الخطوط الحمراء، وتشير المعطيات إلى أن الفصيلين المذكورين قد اندغما وتماهيا في حلف إيران بإيمان، وقناعة راسخة، وهذا ماجعل من حماس التي طالما تغنت الشعوب بانتصاراتها،  وبكت على شهدائها وجرحاها، في مرمى الشبهات والاستهجان، وخاصة بعد تماديها، وإفراطها  في إظهار العلاقة الحميمة التي تجمعها مع سفاح الشام بشار ومع رمز الطائفية البغيضة في العالم خامنئي.

لست ممن يفجر في الخصومة، وبخاصة إزاء ممن هم يفترض أن يكونوا من أبناء جلدتنا، لذلك لم أتكلم أثناء الحرب سوى عن بطولات القسام والصمود العجيب الذي يتحلى به إخوتنا في غزة أمام آلة الحرب الإسرائيلية الغاشمة البغيضة، وأعرضت عن  انتقاد كل التصريحات التي تشيد بعظمة إيران  – مع أنها لم تقدم كعادتها إلا الجعجة والعبارات السمجة التي عافتها آذاننا الموت لإسرائيل… –

ولكن بعد أن وضعت الحرب أوزارها لم أعد أجد غضاضة في وضع النقاط على الحروف، وخاصة بعد خطاب النصر الذي تلاه إسماعيل هنية والتصريح المشين الذي تفوه به أسامة حمدان أحد قيادات حماس.

في خطابه السيد هنية ذكر بطولات القسام والفلسطينيين الأسطورية الذي نشاطره الرأي فيها، ومن ثم شكر الدول التي ساندت الفلسطينيين وسعت إلى إيقاف الحرب وعلى رأسها قطر ومصر وتجاهل تركيا وباكستان والكويت… الذين لم يألوا جهداً في مناصرة القضية الفلسطينية –  شرع بالثناء المنقطع النظير على إيران وهنا مربط الفرس قائلاً إنها كانت تمدهم بالمال والسلاح – وفي السياق نفسه أدلى أسامة حمدان على قناة الميادين تصريح يشيد  ببشار السفاح الكيماوي لما قدمه ويقدمه من تضحيات ومؤازرة للمقاومة ويبدو أنه يحن إلى الأيام الخوالي التي كان يعيشها زملاؤه في كنف السفاح.

والواقع أن هذين القائدين ومن لف لفهما من حماس يهيلون التراب على تاريخ حماس المشرق الذي تلألأ في سماء الأمة الإسلامية وكان منارة لأجيال الأمة أيام المؤسسين المرحومين الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي واللذين كانت بوصلتهما الحقيقية وقبل كل شيء شرع الله عزّ وجلّ قولاً وفعلاً فخلف من  بعدهما خلف اتبعوا الشهوات، وحادوا عن الصراط من أجل لعاع الدنيا، وغلّبوا المصالح على المبادئ، واعترفوا بلسانهم أن ولاءهم لإيران؛ لأنها تدفع لهم المال، وهذا يعني أنهم لا يعنيهم  المجازر التي ارتكبتها في حق السوريين والعراقيين واليمنيين… ولا يعنيهم انتقاصهم من الصحابة الكرام وتطاولهم على أم المؤمنين النقية التقية الطاهرة السيدة عائشة رضي الله عنها.

الواقع أن من ينظر إلى المشهد الفلسطيني يجد أن الشعب ابتلي  بسلطتين فاسدتين واحدة في الضفة تنسق وتعقد الاتفاقيات مع الإسرائيليين،  والأخرى في غزة تنسق وتسلم أمرها لإيران، وهذا يعني أن الفريقين مرتبطان بالخارج ويتحركان عبر جهاز تحكم.

والسؤال المطروح لماذا شعوب الأمة الإسلامية كلها أحبت حماس وراحت تدعو لها، وتناصروها بالمال، وبالمظاهرات؟ والجواب لأن حماس حملت راية الإسلام في دفاعها عن المقدسات، بينما السلطة الفلسطينية حملت راية العلمانية والوطنية، وراحت تعقد الاتفاقيات مع المحتل، أما الآن فقد اختلف المشهد عما سبق وخسرت حماس معظم جماهيرها، وشعبيتها لأن هدفها أصبح الوطن فحسب وليس، الإسلام والمقدسات، وقد سمعت حوارات لبعض قادة حماس يقولون إن إيران تناصرهم وكل من يقف مع قضيتهم ،فهو صديقهم وقرة عينهم دون النظر إلى خلفيته سواء أكان مجرماً، أو علمانياً، أو مؤمناً، أو كافراً، أو …  وفي هذه الحالة نتساءل لماذا حماس تخون أبا مازن لأنه ارتأى أن حل القضية الفلسطينية لا يمكن إلا بالتفاوض مع إسرائيل؟ وما الفرق بين إسرائيل من جهة ونظام الأسد  وإيران من جانب آخر؟ الحقيقة أن هناك فرقاً كبيراً بينهما  لم يعد يخفى على مراهقي السياسة، وهو أن إسرائيل أفضل من إيران ومن نظام الأسد بآلاف المرات ،ولم تلحق الأذى، والكيد والدمار بالأمة الإسلامية كما فعل حليفا حماس  إيران وأسد – وهذا ليس مدحاً لإسرائيل كما يظن بعض محدودي الثقافة وإنما هو ذم لإيران كما نشبه هتلر الذي قتل 40 مليون إنسان بماوتس تونج الذي قتل /79  / مليون إنسان –  إسرائيل في حربها الأخيرة هذه كانت ترسل الرسائل والإشارات وتتصل بالهواتف مع سكان الأبراج التي تريد استهدافها حتى لا يموت الناس، في حين إيران تحتل أربع عواصم عربية إسلامية وكانت تتبع الأساليب الهمجية في حربها ولا تميز بين طفل ولا امرأة ولا شيخ وقد قتلت وساهمت في قتل الملايين من الناس، وأما بشار الأسد فقد ابتكر فكرة البراميل المتفجرة واستخدم الكيماوي ضد الشعب السوري المسلم الذي هو من جلدة حماس وعلى مبادئها؛ ليقتل نحو مليون إنسان معظمهم من المدنيين، واعتقل أكثر من /800/ ألف إنسان ظلماً وعدواناً، ولو قارنا بين ضحايا إسرائيل منذ عام 1948 ومع ضحايا بشار خلال /10/ سنوات لأدركنا الفرق الشاسع بين المجرمين، يمكننا القول أن ضحايا السجون التي سربها قيصر والتي أزهقت على أيدي النظام بأبشع ألوان القتل –  فلم نقرأ بالتاريخ لا عن فرعون ولا عن النمرود ولا غيرهما ما يشبه ما قام به سفاح العصر بشار- لوجدنا أن ضحايا قيصر فقط والذي يبلغ تعدادها /11/ألف ضحية يفوقون كل ضحايا إسرائيل منذ /73/عام.

نحن منذ طفولتنا نشأنا وترعرعنا على حب الشعب الفلسطيني وأهل غزة العزة حباً جمّا ونرفع رؤوسنا بأبطال القسام الذين أذلوا عدو الله وعدو الأمة الإسلامية ، لكننا نرجو لحماس السلامة والعودة إلى رشدها وكفاها تنازلات وانبطاحات من أجل كراس فانية، لو أنها دامت لغيرهم ما وصلت إليهم.

    ونختم بالحديث الشريف:” إذا لم تستح فاصنع ما شئت”.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى