مقالات

دكان القضية الفلسطينية!

معاذ عبدالرحمن الدرويش

كاتب و مدون سوري
عرض مقالات الكاتب

لا أحد يشك أن القضية الفلسطينية ليست قضية الفلسطينين فحسب، بل هي قضية كل عربي شريف ففلسطين أرض عربية منذ أزل التاريخ ، و ليست قضية العرب فحسب فهي قضية كل مسلم و فيها المسجد الأقصى ثالث مسجد عند المسلمين “سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله ” كما وصفها الله عز وجل في كتابه العزيز، و ليست قضية المسلمين فحسب فهي قضية كل إنسان يؤمن بالعدالة، فقضية فلسطين قضية وطن مغتصب مسلوب من أهله.
لكن هذه القضية الإنسانية النبيلة الكريمة قد حولها بعض المرتزقة و بعض تجار السياسة إلى دكان لكي يمرروا من خلاله بضاعتهم القذرة و يشترون و يبيعون عبر ذلك الدكان الطاهر في محاولة لتبييض أسهمهم السوداء.
و على رأس هؤلاء المجرمين في تجارة تبييض الوجوه السوداء، هم إيران و أذنابها من حزب الشيطان و الحوثيين و غيرهم و نظام الأسد و حثالته، و غيرهم الكثير الكثير، و لا يتوقف الأمر عند الدول و المنظمات و إنما ينطبق على الأفراد، فكم من عديم الأخلاق و الإنسانية ظل صامتاً لسنوات طويلة بينما أهله السوريين يذبحون ليل نهار ، فجأة يرتفع عنده منسوب الإنسانية الكاذبة ليتباكى على القدس و أهل غزة و فلسطين .
لا شك فنحن في القضايا المصيرية نحتاج إلى أي صوت لكي يدعم قضيتنا، لكن ليس من المعقول أن نكون مغفلين إلى هذا الحد.
العدو الإيراني و أذنابه لم يعد خافيا على أحد ما فعلوه بسوريا و شعب سوريا و لبنان و اليمن و العراق.
و كما يفرح الأخ الفلسطيني عندما يجد أي نصرة من أخوانه العرب و المسلمين ، و هذا واجبهم طبعا ، و ليس لأحد منية في ذلك.
لكن بالمقابل يجب على المظلوم أن يكون أكثر رهافة بالإحساس بمظلومية الآخرين،
فليس من المعقول أن لا يشعر بالظلم الذي ألم بإخوانه و أهله في سوريا و العراق و اليمن و لبنان، و قد دمرت أوطانهم و قتلوا و شردوا و نكل بهم، على يد إيران و نظام الأسد وميليشياتهم الطائفية المجرمة.
و إذا كانت حماس و غيرها تضع نفسها تحت اليد الإيرانية المغموسة بدماء الأبرياء السوريين و العراقيين و اليمنيين و اللبنانيين، فعلى الجماهير الفلسطينية أن تضع الموازين القسط ، و أن لا تسمح لمن يتصدر المشهد بأن يقايض دماء شهداء فلسطين بدماء شهداء إخوانهم في سوريا و العراق و اليمن و ليبيا و غيرها .
فقضية فلسطين قضية أمة و لا يمكن لأحد أن يحتكرها لنفسه ، و هي قضية حق و باطل و أطهر من أن يتاجر بها أولئك المجرمين، قضية فلسطين قضية الشرفاء و النبلاء و المخلصين أينما كانوا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى