تحقيقات

غزّة.. قلعة الصمود والمقاومة

نور الصالح – رسالة بوست

المذهل في الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة ليس فقط شراسة الحرب، بل ما يذهل أيضاً الدعم المادي والمعنوي العلني الذي يتلقاه العدو الصهيوني ممن يسمى بِـ (( الأنظمة المعتدلة)) في الشرق الأوسط. فالتعامل بين الأنظمة المعتدلة والعدو الصهيوني ربما لم ينقطع ، ولكن كان مستترًا أو تحت الطاولة ، لكن المفاجئ في هذه الحرب هو” وقاحة” التعامل العلني ضد شعبنا المحُاصر!

أنظمة الاعتدال في الشرق الأوسط تعلم كل العلم بأنها أنظمة هشة وضعيفة (وذلك لانعدام الشعبية لسلطتها) على الرغم من قوة أجهزتها الأمنية الموجودة لحماية هذه الأنظمة، فهذه الاجهزة الأمنية ليست موجودة لحماية الوطن من تهديدات خارجية بل موجودة لحمايتها من نقمة شعوبها.

فأنظمة الاعتدال تنظر لممارسة الشعب الفلسطيني للديمقراطية كأمراً خطيراً، فغزة المقاومة التي يسودها القانون وينعدم فيها الفساد تعد رسالة خطرة بنظر قوى الاعتدال لأنها قد تنتشر خارج حدود غزة.

وكان لغزة نصيبها مثلما كانت هي شوكة في كوابيس الجنرالات الإسرائيليين تدمي غطرستهم حتى أن رئيس وزرائهم الأسبق لم يخجل من التصريح بانه يتمنى لو يصحو يوماً من النوم ويجدها قد غرقت في البحر، ولأن غزة أبت أن تدفن حيّة، فقد صبوا عليها جحيم طائراتهم.

فالهدف الرئيس من خلف هذا العدوان هو قمع الإرادة الفلسطينية ،وإجبار الشعب الفلسطيني على الخنوع سواءً كانت حماس في السلطة أم لا، فقبل انتخاب حماس كانت ” قوة الشر” والأنظمة المعتدلة تمارس السياسة نفسها مع الرئيس الراحل ياسر عرفات ولكن بدرجة أقل سفوراً.

الشعب العربي فقد الأمل بالعالم الغربي الذي يروج لمبادئ الحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية؛ فهم أول من يتخلى عن تلك المبادئ عندما تتعرض مصالحهم للتهديد.

فمصالح القوى الغربية في الشرق الأوسط واضحة وهي: حماية الدولة الصهيونية سياسياً وعسكرياً وذلك تعويضاً منهم عن المحارق والمعاداة السامية التي مارسوها ضد مواطنيهم اليهود، وتأمين مصادر الطاقة (كالنفط والغاز الطبيعي) لأسواقها، وأما حماية الحريات وحقوق الإنسان وسيادة القانون والديمقراطية فكل ذلك أمور ثانوية ، والدليل على ذلك ما يحدث الآن في غزة فهو تجسيد لهذه السياسة الغربية المنافقة.

عندما لم يكلل الحصار المفروض على غزة بإسقاط حكومة حماس، اختار المتآمرون استخدام الجيش الصهيوني لإضعافها، إن لم يكن لتدميرسلطة حماس في غزة. كما يرى د. المحامي طارق شندب وأن ما يحصل جرائم ضد الإنسانية تستوجب سوق المجرمين إلى محكمة الجنايات الدولية وأضاف (( الاحتلال الإسرائيلي يرتكب جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب بحق الشعب الفلسطيني وعلى محكمة الجنايات الدولية التحرك الجدي لتوقيف المجرمين وعلى المجتمع الدولي والعربي القيام بواجبه اتجاه الشعب الفلسطيني المظلوم)).

العقيد رياض الأسعد قائد الجيش السوري الحرّ تحدث عن موقف حماس من الثورة السورية :” في بداية الثورة كان موقفهم إيجابيًا، ولكنهم لم يقفوا الموقف المبدئي مع القضية السورية فالشعب السوري يكن لهم كل الاحترام، حيث التقى خالد مشعل قائد حماس برأس النظام المجرم بشار الأسد  منتصف الشهر الثالث عام2011 ، ونصحه بعدم ارتكاب الجرائم بحق شعبه والتعرض له واحترام رأيهم”. وتطرق الحوار إلى دور حماس ومشاركتها مع بعض الفصائل في التوجيه والتدريب

كما أكد العقيد أنه لا يمكن أن تكون هنالك أي علاقة توازن قوى أو توازن مصالح مشتركة مع إيران الصفوية التي هدمت الدولة الوطنية في العراق وقاتلت الثورة السورية ، ولا يصح أن تكون العلاقة بين دولة تطمح إلى الإمبراطورية وفصيل أو مجموعة سياسية أو حزب بالرغم من كل التبريرات. فاليوم نرى انهم يمدحون المجرم القاتل( قاسم سليماني) فهذا من المعيب جداً ومن العار بأنه يكون  شهيد القدس.

شيخ الحقوقيين السوريين أ. هيثم المالح ، أشار إلى انعدام الوجود القانوني للكيان الصهيوني ((إن وجود الكيان الإسرائيلي غير قانوني وجود باطل يتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة، فمنذ إنشاء الكيان الصهيوني حتى الآن إسرائيل ترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ولكن المشكلة من الذي يستطيع محاسبتهم ؟! )).

تابع المالح حديثه قائلاً: “لا حساب على القوي. فالقوي هو الذي يملك الحقيقة. إسرائيل ليست قوية بذاتها إنما هي قوية بالدول التي تدعمها بلا حدود ولا منطق وبلا قانون. الأن إسرائيل في غزة والقدس تقوم بجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب يجب ان تكون موضع مُسائلة ليس فقط في مجلس الامن حتى في مجلس كحقوق الإنسان في جنيف”.

أما فيما يتعلق بامر علاقة حماس بإيران أكد (المالح) أنه لايجد مبررً لعلاقة حماس مع إيران لكن المؤسف محاصرة من جميع الدول العربية لكي يدفعوا بها للحضن الصفوي الفارسي !

وليس هذا فحسب بل أن بعض الدول العربية تعتبرها منظمة إرهابية مع الاسف ولكن العلاقة العادية شيء والإشادة شيءآخر، ومن المؤلم أن حماس تشيّد كما تشيّد بِـ (قاسم سليماني) وهذا ما سيضر حماس.

وختم حديثه : إنني ادعي لهم بالهداية والحق والصبر وألا ينجرفوا إلى قادة إيران فهم لا علاقة لهم بالإسلام فكل همهم تقويض الإسلام وإقامة دين آخر باسم الإسلام !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى