مقالات

ليس دفاعًا عن حماس، وإنما دفاع عن فلسطين والقدس!

أ. د. عبد المجيد الحميدي الويس

سياسي وأكاديمي سوري
عرض مقالات الكاتب

بسم الله الرحمن الرحيم
الذي يسيطر على الثقافة والسياسة في سورية ويوجهها ويتحكم بها بالتنسيق مع الأعداء؛ الشعوبيون وبعض أبناء الأقليات والطوائف بكل أسف، وهؤلاء لا علاقة لهم بفلسطين ولا بالأمة العربية، ولا بالعقيدة الإسلامية، وتراهم يستغلون جهل الشارع، وما فعلة بشار وأبوه حافظ على مدى 50 عاما من تسطيح الفكر، وتبليد الناس، وإذلالهم، ونشر ثقافة القطيع بينهم.. فينفثون سمومهم فيهم، ويبثون أحقادهم بينهم، مستغلين بعض المواقف المسيئة للثورة، المادحة لأعدائها، كقصة هنية وقاسم سليماني..
وأنا شخصيا أقولها بملء الفم، لقد سقط هنية من عيني، ولم أعد أحبه، ولا أطيق رؤيته ولا سماع صوته عندما يمجد سليماني قاتلنا ومنتهك أعراضنا ويصفه بأنه شهيد القدس، وقد تودي هذه الكلمة بهنية 70 خريفا في نار جهنم..
ولكن هنية شيء، وغزة شيء آخر، وهنية شيء وفلسطين والقدس شيء آخر.. وحتى لو كانت حماس كلها هنية، فهذا لا يجعلني أتخلى عن انتمائي العربي، وعقيدتي الإسلامية، وأقف في خندق العدو الصهيوني نكاية بهنية وحماس..
إن فلسطين بلد عربي محتل، وشعبها شعب عربي مسلم مستَعمَر، ومن الواجب والفريضة عليّ الوقوف معه، ولو أغفلنا كل هذه الروابط والأواصر الأخوية، فإن فتح وحماس والثورة الفلسطينية حركة تحرر عالمية، معترف بها دوليا، وأن الكيان الصهيوني كيان محتل غاصب، وعليه فمن الواجب عليّ وعلى كل حر شريف الوقوف مع شعب فلسطين ضد الصهاينة المحتلين..
بكل أسف أسمع أصواتا نشازا تهاجم حماس وتتهمها بالخيانة والتآمر والتنسيق مع العدو الصهيوني للتشويش على الثورة السورية..
وهذا الكلام يردده ويسربه شعوبي طائفي أقلوي حاقد على العروبة والإسلام، ويستقبله جاهل متخلف يلقف الكلمة السوء ويطير بها لا يعرف معناها، ويبني عليها موقفا؛ حماس مع إيران وحزب الله، وهم أعداؤنا، ومن ثم فيجب مهاجمة حماس، حتى لو كان الأمر لصالح الصهاينة اليهود، وظهر علينا جيل المطبعين والمنافقين للمطبعين القاطنين بدول الخليج المتصهينة حكامها، المطبعة حكوماتها مع الصهاينة، فتجد بعض العرب ولا سيما السوريون منهم يهاجمون بغباء حماس وثوار فلسطين نفاقا وتزلفا وتذللا لأسيادهم أولياء نعمتهم الحاقدون على العروبة والإسلام، المطبعون مع الصهاينة الذين كشفوا عن خيانتهم وعمالتهم جهارا نهارا..
كم أحتقر الذي يستغل المواقف ليزايد بها، وهو يدعي الثورية والنضال، ويجعل من نفسه وصيا على الثورة السورية وناطقا باسمها، فيشتم حماس وفلسطين ورجالها بحجة الدفاع عن الثورة السورة، وهو بهذا العمل يسيء لثورتنا وثوارنا، ويسيء لنفسه، فحماس والقدس وفلسطين قضية عالمية لها أبعادها ورجالها وموقع الصدارة بين حركات التحرر العالمية، وصواريخ حماس زلزلت الكيان الصهيوني، وأصبح في مهب الريح، وصواريخ حماس غيرت الخارطة السياسية كلها، وخلطت الأوراق، وكشفت عمرة الكيان الصهيوني وجبنه وضعفه، وقربت نهايته، وعجلت بزواله.. هذه أول وأهم نتيجة لهذه المنازلة المشرفة.
فلسطين عربية مسلمة، والشعب الفلسطيني شعب عربي مسلم، وحماس عربية مسلمة سنية، ومن يطعن بهم ويتخلى عنهم في ساعة منازلة، وساحة حرب، فهو من وجهة نظري لا يمت إلى العروبة ولا إلى الإسلام بصلة.. وهو حتما في خندق الكيان الصهيوني بالنتيجة؛ علم أم لم يعلم، أراد ذلك أم لم يرد.. فلنتق الله في إخواننا الفلسطينيين، ولنرحمهم ونشد أزرهم ونقف معهم..
إن قضية فلسطين بالنسبة لي قضية دم ونسب وعقيدة وإيمان، وعلى الرغم من جرحي من بعض قادتها، وامتعاضي وشجبي واستنكاري لبعض أقوالهم ومواقفهم، إلا أنني لا أستطيع إلا أن أكون مع حماس ومع فلسطين ومع القدس بلا تردد في هذه المنازلة التاريخية الفاصلة؛ التي سيكون لها ما بعدها، والتي ستنعكس إيجابيا على ثورتنا السورية المباركة بالضرورة والتلازم.. وعاشت فلسطين حرة عربية من النهر إلى البحر.. وعاشت ثورتنا السورية المباركة..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى