مقالات

التحول المصري تجاه غزة ، لماذا ؟!

محمد عماد صابر

برلماني مصري سابق
عرض مقالات الكاتب

مع تضامني الكامل لجميع الأقوال والأفعال والممارسات والخدمات والدعم والمساندات التي يقوم بها البعض خاصة مصر الشعب وسلطة الانقلاب تجاه الأشقاء في فلسطين انطلاقا من الواجب الشرعي والمسؤولية القومية والإنسانية ،
إلا انه في نفس المربع يكون الطرح لنشر الوعي وتوضيح الرؤى وتصحيح المفاهيم وتحديد المواقف حفاظا على بقايا النضج والعقل التي يراهن عليهما في التغيير والتطوير القادم اطرح جملة من التساؤلات منها ،

•• ما هو الجديد ليتحول السيسي وأجهزته المخابراتية والأمنية والإعلامية فجأة إلى دعاة الوطنية ورعاية القومية وحماة المقدسات ؟ ،

•• ما الذي حدث لتتحول حماس الإرهاب والإخوان والخيانة والعمالة إلى الأخوة والأشقاء ؟،

•• ما الذي تغير ليقود السيسي وأجهزته الشعب المصري والمؤسسات بالدعم الطبي والخدمي وجمع التبرعات للعلاج واعمار غزة المخطوفة ومصدر الإرهاب؟،

•• ما الحدث الذي جعل المفتى ودار الإفتاء ووزير الأوقاف ووزاته تتصدر أدوار البطولة والجهاد والشهادة في سبيل الله لشعب غزة والتي كانت تسمى قبل ذلك بالانتحار أو إلقاء النفس إلى التهلكة؟ ،

•• وما وراء هذه الانتفاضة لشخصيات فنية ورياضية سيساوية من الطراز الأول ومعها رؤساء البرلمان والشورى ورؤساء النقابات غير الحرة لتحتفي بفلسطين و حق شعبها في الأرض والحياة؟ ،

•• وما هذه الدفعة من الكرم غير المعهود بتعهد السيسي ب 500 مليون دولار لإعمار غزة وفتح حسابات لجمع التبرعات لهذا الهدف مع التجاوز عن السمعة السيئة للفظ إعادة الإعمار ” العراق نموذجا “،

وغير ذلك عشرات الأسئلة لماذا هذا التحول السيساوي تجاه الملف الفلسطيني؟! نعم كل ما سبق وغيره يأتي في السياق الطبيعي لو أن الظروف في مصر طبيعية فالتاريخ والرصيد بين الشعبين لا يحتاج إلى تأكيد ولا شواهد ، لكن مصر السيسي ؟ هناك إن ، كما يقول المثل المصري ، بمعنى هناك شك وريب وخلفيات فلماذا كل هذا وغيره ،

أتصور أن الموقف المصري في عهد الانقلاب العسكري المستبد الفاسد والذي يمثل الوجه الآخر للمحتل الغاصب يكمن في مربعين ، الداخل المصري والخارج الإقليمي ، ومنه ،

•• سحب البساط من تحت أقدام ملايين الشباب والرجال والشيوخ والنساء والصبيان من شعب مصر الذي لن يقف مكتوف الأيدي أمام هذه الجرائم الدموية التي يمارسها صهاينة اليهود ضد الأشقاء في غزة وضد المقدسات في القدس وغيرهما ،

•• السيسي وأجهزته بفكرهم المخابراتي وحسهم الأمني أرادوا أن يسبقوا بخطوة إلى الأمام لتقود الدولة الغضب ولا تتركه حرا ” تأميم الغضب ” خوفا أن ينقلب ضدها وهو حادث لا محالة اليوم أو غدا ” راجع الموقف ضد الإعلامية نور الهدى ذكي ” وهي انقلابية من الطراز الأول ،

•• تجميل الوجه القبيح للسيسي وأجهزته ومؤسساته والتي اتهمت في الفترة الماضية أنها تعمل لحساب المحتل الصهيوني وأنها تابعة للكفيل الخليجي ” ترميم الصورة الذهنية ” ،

•• محاولة إثبات الذات بعد فترة من التهميش المذل الذى مارسه صهاينة اليهود وصهاينة الخليج بسحب الدور الوظيفي التي عاشت به دولة مبارك تجاه الصهاينة قرابة ال30 عاما ،

•• محاولة إيجاد موضع قادم في خريطة الشرق الأوسط الجديد ، ليس بتقسيم غربي ولكنه حصاد قادم بعد جائحة كورونا و حرب غزة مايو 2021 ، ومعادلات فرضتها المقاومة الفلسطينية البطلة ،

لكن في الأخير ، التحول المصري مهما كانت خلفياته إلا أن حضوره أفضل من غيابه نظرا لما له من تداعيات إيجابية معنوية ومادية على جهاد شعب فلسطين البطل ، هذا التحول وغيره يتم كإحدى ثمرات ونجاحات الشعب والمقاومة معا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى