سوشال ميديا

مهزلة “الانتخابات” وقضية منعها

السفير بسام العمادي

دبلوماسي سوري سابق
عرض مقالات الكاتب

منعت كلا من ألمانيا وتركيا – وربما ستتبعهما دول أخرى تحترم نفسها – مسرحية “الانتخابات” المهزلة في سفارات العصابة الأسدية التي سينتج عنها حتما فوز رئيس العصابة بنسبة يقررها مستشاروه، فإما أن تكون 99.99% أو يرون أنه يجب أن تكون الكذبة قابلة للتصديق فيقللون النسبة. القضية التي يطرحها عدد من أبواق العصابة المتحذلقين هي أن هاتين الدولتين تقفان موقفاً مناهضاً للديمقراطية وتخالفان مبدأ سيادة الدول على سفاراتها (تمعنوا في هذه المفارقة). مسرحية “الانتخابات” التي ستجري هي التي تخالف القوانين الدولية باعتبار أن القرار الدولي 2254 والذي أصبح جزءاً لا يتجزأ من الشرعية الدولية، يفترض قيام هيئة انتقالية ثم دستور ثم انتخابات على أساسه تشرف عليها الأمم المتحدة، وهذا لم يحدث بل ضربت العصابة الأسدية بالقرار وتفصيلاته عرض الحائط وتتحداه بإجراء انتخابات تفصل سيرها ونتيجتها على مقاس رئيسها. أما سيادة الدول على سفاراتها فتكون عندما تكون الدول أولاً تمثل شعبها ولا يقوم حكامه بقتله وتدمير مدنه، وعندما لا تكون السفارات مقراً لاستعباد الجاليات وفرض الأتاوات تحت غطاء التبرعات، والتجسس على أفرادها وغير ذلك من تحويل السفارات لإحدى الأدوات التي تستخدمها تلك العصابة لتثبيت اغتصابها لسورية. أما من جهة الاتفاقيات الناظمة للعمل الدبلوماسي فإن القيام بالانتخابات في السفارات يكون محكوماً بموافقة الدولة المضيفة كونه لا يدخل في العمل الدبلوماسي الذي من المفروض أن تلتزم به السفارة، وليس كما تفعل سفارات العصابة من مخالفات تستحق عليها الإغلاق التام كما فعلت بعض الدول. أما لماذا لم تقم بعض الدول بالمنع كما فعلت ألمانيا فيعود ذلك لنشاط الجالية وتوجه الدولة، ويمكن اسقاط ذلك بمقارنة رد الفعل في ألمانيا ونقيضه في السويد.

صفحة الكاتب على فيس بوك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى