مقالات

ما مصير نتنياهو بعد معادلة توازن الرعب؟

د. صلاح قيراطة

كاتب وباحث سياسي
عرض مقالات الكاتب

بعد ان كان العالم قد استسلم كعادته لأفعال الإسرائيليين مرحبا أو محرجا او صامت،ا غير مكترث لما يحدث في فلسطين، وجدناه يستيقظ ليدعك عينه غير مصدق ما يراه على شاشات التلفزة بأن الصواريخ الفلسطينية تقصف تل أبيب ،وتصل إلى كل بقعة في فلسطين المحتلة، ليس هذا فقط فالمقاومة كما مبين للحظة كتابتي مقالتي هذه تستخدم يوميا نوعا جديدا من الصواريخ بتقانات ومسافات تفاجؤنا ،ونحن فرحون بالقدر الذي يصيب العدو بلوثة ومس من الجنون، فمنذ بعض الوقت قصفت المقاومة مطار ( رامون ) جنوب الكيان بعد تعطيل حركة مطار بن غوريون الدولي بسبب ضربات المقاومة…
ليس هذا فقط فقد وضعت المقاومة كل الأرض المحتلة في دائرة الخطر، ربما للمرة الأولى منذ النكبة عام ١٩٤٨ يستثنى من ذلك بضعة أيام هي العشرة الاولى من حرب تشرين لعام ١٩٧٣، ونضيف لها استهداف العراق لتل أبيب عام ١٩٩١ بأوامر من الشهيد صدام حسين حيث استهدف الكيان بتاعة وثلاثين صاروخا من طراز ( سكود )…
شخصياً :
ارى أن هذا هو التطور الأهم في الصراع منذ ١٩٤٨، فقد اثبت المقاومون هشاشة الداخل الإسرائيلي بعد ان ساد انطباع أنه محصّن، فقد ثبت فشل ماصدع رؤوسنا رغم اننا لم نكن كعسكريين من المصدقين بما يقوله الاسرائيليون عن ( قبة حديدية ) فجاءت صواريخ المقاومة لتثبت قناعاتنا، وتدحض قناعات كل المنبطحين وعلى راسهم المطبعين، يتساوى هنا من طبعوا علنا او من طبعوا سرا فكلاهما بمنطق الشعوب العربية من المدانين…
صحيح أن الرد على صواريخ غزة كان مضاعفاً، كما كنا ننتظر ومتوقع…
ليس هذا فحسب، فماكنا ننتظره وعشناه واقعا هو اهتزاز صورة ( الدرع )، ومعه سقوط نظرية الردع الإسرائيلي فما من مرة شاهد العالم من قبل صور حرائق سببها صواريخ فلسطينية في مدن إسرائيلية …
نعم :
لقد سجلت صواريخ المقاومة مرحلة جديدة من مراحل الصراع ( العربي – الإسرائيلي )…

  • نحن ايها السادةأامام حرب من نوع جديد في تاريخ الصراع( الفلسطيني – الاسرائيلي )، فنحن ولأول مرة ربما في تاريخ الصراع كاملا الذي بدأ بعام ١٩٤٨ لم نكن امام حرب نخسر بها ارض، وكذا لسنا الان كما كنا أيام زمان، فنحن امام تطور في اسلوب القتال وصنوف وأدوات هذا القتال، فلم نكن كما كنا أيام بدايات العمل الفدائي أمام تسللٍ هنا، و اختطاف طائرات مدنية هناك ..
    بل نحن أمام معادلة جديدة هي القدس مقابل غزة، ليس هذا فقط بل نحن امام توازن رعب ربما يرسخ توازن ردع للقادمات من ايام الصراع ( الفلسطيني – الاسرائيلي )، نعم والف نعم فصواريخ المقاومة تطال الداخل الإسرائيلي…
    رغم غباء هذه الصواريخ أقصد انها ليست كصوارخ العدو فصواريخ المقاومة صناعة محلية بتقنيات غالبا ماتكون ايرانية وهذا يبرر ان تكون غبية او بشكل ادق كتعبير عسكري وعلمي بآن معاً ( غير ذكية ) تماماً، لكنها مهما كانت عليه تبقى صواريخ، وليس لنا الا ان نقول لصانعيها ومطلقيها ولكل من ساهم فيها من فلسطينيين ( الا سلمت اياديكم ) طالما كان قراركم وطني وداخلي ولا يخضع بحال من الاحوال لارادات خارجية، ولا يعمل لحساب اجندات خارجية، وهذا مانحن منه متأكدين اقله حتى هذا الحين، راجين ان لاتفاجؤنا، عندها سنكون من المصعوقين… -اجمالاً :
    أدعو المتابع الكريم للوقوف عند الأثر النفسي والمعنوي على الإسرائيليين الذين كانوا يعتقدون أنهم يعيشون في أمن وأمان، بينما تجري الحرب دوما وهم غير مهتمين ولا سائلين فهم دوما كانوا آمنين وكأن الحرب تدور في كوكب آخر …
    كما أدعوكم لتقفوا طويلا مع الوجه الآخر لصواريخ المقاومة وهو عامل التوقيت، فقد كان العالم مأخوذا بما يجري من قمع واضطهاد وتعدٍ، في الأقصى والشيخ جرّاح، عندما حوّلت الصواريخ نظره إلى مكان آخر، وكانت أميركا وأوروبا ترى نفسها مرغمة على استنكار الحملة الإسرائيلية، عندما حوّلت إسرائيل المسألة إلى تعرّض مدنييها وطائراتها المدنية للخطر…
    اجمالاً :
    سواء تعمدت المقاومة الفلسطينية هذا أم لا، فقد أظهرت وكأنها الوحيدة المدافعة عن القدس حيال سلطة فلسطينية متلكئة وخائفة من امتحان الانتخابات…
    والانتخابات في كل مكان وليس في الجانب الفلسطيني وحده…
    فبنيامين نتنياهو يخوض آخر معاركه السياسية لزعامة إسرائيل، وقد وضعه المقاومون في مكان يبدو فيه وحيدا منهكاً مأزوما مهزوما مهما تظاهر بالثبات، الا ان الحقائق تؤكد انه واهن ومرتبك، وربما يقول بينه وبين نفسه ماذا فعلت انا، ونحن نقول هنا حسابات القرايا لم تأت وفق حسابات السرايا، فالرجل فعل مافعل كي يتشبث برئاسة الحكومة ويبدو ان مابقيت الحال عليه كما هي حتى الآن سيخسرها مع مستقبله السياسي والأسد، وسيدخل السجن بسبب جرائم الفساد الذي يحاول التهرب منها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى