سياسة

قصف حماس للأراضي المحتلَّة: دفاع عن الأقصى أم استفزاز لمزيد من التَّصعيد؟

د. عبد الرحمن المصري

تنفيذًا لتهديدات إسماعيل هنيَّة، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، بتوجيه ردٍّ حاسم على الاقتحامات الإسرائيليَّة المتكرِّرة للمسجد الأقصى المبارك، لا سيَّما في شهر رمضان من عام 1442هـ، أطلقت كتاب القسَّام، الجناح العسكري لحماس، رشقات من الصَّواريخ على الأراضي المحتلَّة، بعد انتهاء المهلة الَّتي منحتها الحركة الإسلاميَّة لقوَّات الاحتلال الإسرائيلي للانسحاب من المسجد الأقصى وحيّ الشَّيخ جرَّاح، شرقي القُدس، وفق ما نشره موقع CNN بالعربيَّة.

أثار موقف حماس حفيظة الإدارة الحاكمة للكيان الصُّهيوني المحتل للأرض المقدَّسة، حيث مرَّر المجلس الوزاري المصغر “الكابينت” مساء الاثنين 10 مايو 2021م قرار توجيه ضربة جويَّة واسعة على قطاع غزَّة تستمر لأيَّام، مع استبعاد الاجتياح البرِّي، كما نشر موقع روسيا اليوم، نقلًا عن وسائل إعلام إسرائيليَّة. وقد حذَّر المتحدّث باسم الجيش الاحتلال الإسرائيلي حركة حماس بنبرة صارمة بقوله “حماس ستدفع ثمن تصرفها وسنرد بشدة…ستفهم حماس هذا بعد العملية في قطاع غزة”. وبالفعل، بدأ القصف الإسرائيلي لقطاع غزَّة بعد دقائق من قرار المجلس الوزاري، ليقع العشرات من القتلى من مواطني القطاع، أكثرهم من الأطفال.

وحذت حركة الجهاد الإسلامي المسلَّحة الغزِّيَّة حذو حماس في استهداف الكيان الصُّهيوني، معلنةً استهداف سيارة عسكريَّة إسرائيليَّة على حدود غزَّة، وقصْف مستوطنة سديروت بـ 30 صاروخًا، وفق ما نشره موقع الجزيرة مباشر.

ليس بخفيٍّ عن أحد وجود تحالُف قديم بين حركات المقاومة الإسلاميَّة في غزَّة بين نظام ملالي الشِّيعة في إيران، تنال تلك الحركات بموجبه الدَّعم العسكري والسّياسي من نظام الملالي، منذ تأسيس الجمهوريَّة الإسلاميَّة الإيرانيَّة عام 1979م. والسُّؤال الَّذي يفرض نفسه في هذه اللحظات الفارقة: أليس فيما يحدث ما يعيد سيناريو العدوان الإسرائيلي على محيطها العربي عام 1967م، خلال حرب الأيَّام السِّتَّة بداية من 5 يونيو/حزيران، بسبب دعْم نظام حرب البعث الاشتراكي ذي الأغلبيَّة العلويَّة، الموالي لإيران سواء قبل الثَّورة الإسلاميَّة عام 1979م أو بعدها والحاصل على اعتراف من كبار معممي الشِّيعة بتشيُّعه، بقيادة حافظ الأسد، لحركة فتح في أعمالها الاستفزازيَّة للكيان المحتل من جهة مرتفعات الجولان؟ هل يتطوَّر الأمر إلى حدِّ اشتعال مواجهات طاحنة تفضي إلى تهجير مواطني الضَّفَّة الغربيَّة إلى الأردن قسريًّا واستغلال الفوضى في بناء الهيكل الثَّالث على أنقاض مُصلَّى قبَّة الصَّخرة؟ هل المقصود هو تلميع نظام ملالي إيران الصَّفوي وإيهام العامَّة بأنَّه القادر وحده على مواجهة الكيان الصُّهيوني من خلال أذرعه في غزَّة؟

كان حافظ الأسد، بوصفه وزير الدِّفاع السُّوري حينها، قد سارع بعقد اتّفاقيَّة للدّفاع المشترك مع مصر، ثمَّ ادَّعى احتشاد قوَّات إسرائيليَّة على الحدود السُّوريَّة الجنوبيَّة؛ لتُجر مصر والأردن وفلسطين وسوريا البعثيَّة إلى حرب طاحنة أفضت إلى احتلال شبه جزيرة سيناء ومعها مرتفعات الجولان وغزَّة والضَّفَّة الغربيَّة لنهر الأردن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى