منوعات

الذئب المحارب.. الصين تشوه خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي

نشط دبلوماسيون صينيون على شبكات التواصل الاجتماعي في نشر وتضخيم الدعاية الصينية، والتي كشف تحقيق صحفي أنها كانت مدعومة من “جيش” من الحسابات المزيفة.

وأظهر تحقيق استمر لسبعة أشهر، أجرته وكالة أسوشيتد برس بالتعاون مع معهد أكسفورد للإنترنت، أن منشورات لحسابات دبلوماسيين صينيين كان يتم إعادة نشرها من قبل عشرات آلاف الحسابات الوهمية بهدف تضخيم الأحداث وردود الفعل عليها بما يتوافق مع ما يخدم أهداف السلطات الصينية والرسائل التي تريد توصيلها.

وأشار التحقيق إلى أن “جيش الحسابات الوهمية” بالطبع لم يكن يلمح من قريب أو بعيد أن هذه الحسابات شبه حكومية، وبمحتوى ترعاه الحكومة الصينية.

هذه العملية بالمجمل، أطلق عليها اسم دبلوماسية “الذئب المحارب”، والتي كان السفير الصيني السابق لدى بريطانيا، ليو شياو مينغ، عرابها.

وتقوم هذه الدبلوماسية على إطلاق العنان للسفراء والمسؤولين الصينيين في الخارج، حيث يستخدمون تويتر وفيسبوك للدفاع عن الدولة والحزب الشيوعي والترويج لهما، متجاهلين المفارقة المتمثلة في حظر منصة التواصل الاجتماعي في الصين القارية.

السفير شياو مينغ أيضا قال تغريدة بمايو من العام الماضي، إن مصطلح “الذئب المحارب” يشير إلى “سياسة خارجية مستقلة من أجل السلام”، لكنه أضاف أنه في بعض الأحيان هناك حاجة إلى “يد قوية”. وكتب في رد له على تويتر: “أينما يوجد ذئب، يوجد محارب”.

ورصد التحقيق أن حسابات شياو مينغ شهدت إعادة النشر خلال يونيو وحتى فبراير، أكثر من 43 ألف مرة، ولكن المفاجأة كانت عندما تبين أن أكثر من نصف الحسابات التي قامت بإعادة التغريد قد تم تجميدها من قبل تويتر في مرحلة سابقة، وذلك لانتهاكهم قواعد النشر.

وتنفي وزارة الخارجية الصينية هذه الاتهامات، وقالت “لا يوجد ما يسمى دعاية مضللة، ولا تصدير نموذج لتوجيهات الرأي العام عبر الإنترنت”، معتبرة أن ما يحصل ما هو إلا موقف تمييزي ضدها.

دعم وهمي وأهداف استراتيجية

ورغم أن الحسابات التي تقوم بإعادة النشر، هي حسابات وهمية، إلا أن التلاعب بها بهذه الطريقة قد يتيح لبكين نشر دعايتها وإيصالها لمستخدمين حقيقيين، والتي قد تأخذ طابعا من المصداقية الوهمية.

وأشار التحقيق إلى أن صناعة هذا الدعم الوهمي لن يؤثر فقط على الرأي العام، إذ أنه قد يسبب تشوها في “خوارزميات” شبكات التواصل الاجتماعي.

تيموثي غراهام، متخصص في دراسة الشبكات الاجتماعية من جامعة كوينز لاند، قال إن ما يحصل أشبه بتحول “قاري زلزالي بطيء”، بما يعني أنها قد تبدو بسيطة حاليا، ولكن بمرور الوقت سيكون تأثيرها هائلا.

ولم تستخدم الصين هذا الأمر للتأثير ونشر قصتها فيما يتعلق بجائحة كورونا فقط، إذ أنها تجاوزتها لتنفيذ أهداف استراتيجية تتعلق بنشر دعايتها حول تايوان وهونغ كونغ وشينجيانغ.


Sites Menu

عربي ودولي

“الذئب المحارب”.. الصين تشوه خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي

أسوشيتد برس11 مايو 2021Share on FacebookShare on TwitterShare on WhatsAppالتعليقات

الصين تستخدم شبكات التواصل الاجتماعي لنشر دعايتها الرسمية

نشط دبلوماسيون صينيون على شبكات التواصل الاجتماعي في نشر وتضخيم الدعاية الصينية، والتي كشف تحقيق صحفي أنها كانت مدعومة من “جيش” من الحسابات المزيفة.

وأظهر تحقيق استمر لسبعة أشهر، أجرته وكالة أسوشيتد برس بالتعاون مع معهد أكسفورد للإنترنت، أن منشورات لحسابات دبلوماسيين صينيين كان يتم إعادة نشرها من قبل عشرات آلاف الحسابات الوهمية بهدف تضخيم الأحداث وردود الفعل عليها بما يتوافق مع ما يخدم أهداف السلطات الصينية والرسائل التي تريد توصيلها.

وأشار التحقيق إلى أن “جيش الحسابات الوهمية” بالطبع لم يكن يلمح من قريب أو بعيد أن هذه الحسابات شبه حكومية، وبمحتوى ترعاه الحكومة الصينية.

هذه العملية بالمجمل، أطلق عليها اسم دبلوماسية “الذئب المحارب”، والتي كان السفير الصيني السابق لدى بريطانيا، ليو شياو مينغ، عرابها.

وتقوم هذه الدبلوماسية على إطلاق العنان للسفراء والمسؤولين الصينيين في الخارج، حيث يستخدمون تويتر وفيسبوك للدفاع عن الدولة والحزب الشيوعي والترويج لهما، متجاهلين المفارقة المتمثلة في حظر منصة التواصل الاجتماعي في الصين القارية.

السفير شياو مينغ أيضا قال تغريدة بمايو من العام الماضي، إن مصطلح “الذئب المحارب” يشير إلى “سياسة خارجية مستقلة من أجل السلام”، لكنه أضاف أنه في بعض الأحيان هناك حاجة إلى “يد قوية”. وكتب في رد له على تويتر: “أينما يوجد ذئب، يوجد محارب”.

ورصد التحقيق أن حسابات شياو مينغ شهدت إعادة النشر خلال يونيو وحتى فبراير، أكثر من 43 ألف مرة، ولكن المفاجأة كانت عندما تبين أن أكثر من نصف الحسابات التي قامت بإعادة التغريد قد تم تجميدها من قبل تويتر في مرحلة سابقة، وذلك لانتهاكهم قواعد النشر.

وتنفي وزارة الخارجية الصينية هذه الاتهامات، وقالت “لا يوجد ما يسمى دعاية مضللة، ولا تصدير نموذج لتوجيهات الرأي العام عبر الإنترنت”، معتبرة أن ما يحصل ما هو إلا موقف تمييزي ضدها.

دعم وهمي وأهداف استراتيجية

الصين تحجب شبكات التواصل الاجتماعي الغربية عن العمل داخلها
الصين تحجب شبكات التواصل الاجتماعي الغربية عن العمل داخلها

ورغم أن الحسابات التي تقوم بإعادة النشر، هي حسابات وهمية، إلا أن التلاعب بها بهذه الطريقة قد يتيح لبكين نشر دعايتها وإيصالها لمستخدمين حقيقيين، والتي قد تأخذ طابعا من المصداقية الوهمية.

وأشار التحقيق إلى أن صناعة هذا الدعم الوهمي لن يؤثر فقط على الرأي العام، إذ أنه قد يسبب تشوها في “خوارزميات” شبكات التواصل الاجتماعي.

تيموثي غراهام، متخصص في دراسة الشبكات الاجتماعية من جامعة كوينز لاند، قال إن ما يحصل أشبه بتحول “قاري زلزالي بطيء”، بما يعني أنها قد تبدو بسيطة حاليا، ولكن بمرور الوقت سيكون تأثيرها هائلا.

ولم تستخدم الصين هذا الأمر للتأثير ونشر قصتها فيما يتعلق بجائحة كورونا فقط، إذ أنها تجاوزتها لتنفيذ أهداف استراتيجية تتعلق بنشر دعايتها حول تايوان وهونغ كونغ وشينجيانغ.

تويتر تعلق

الصين تراقب كل ما ينشر على الإنترنت داخلها
الصين تراقب كل ما ينشر على الإنترنت داخلها

ويبين التحقيق أن قرابة 27 ألف حساب قام بإعادة نشر تغريدات ومنشورات لدبلوماسيين صينيين أو وسائل إعلام صينية، وبما يتجاوز عدده 200 ألف مرة، وهم عادة ما يمثلون أكثر من نصف إجمالي إعادة النشر والتغريدات.

وأنه حتى بعد حذف العديد من الحسابات الوهمية، فإنه يتم استبدالها بحسابات جديدة تستمر في إعادة النشر.

متحدث من تويتر، قال لأسوشيتد برس إنه تم معاقبة العديد من الحسابات التي تتلاعب بالنشر، من دون تقديم تفاصيل تتعلق فيما إذا كانت حسابات مدعومة من دول أو جهات محددة.

وأكد أن تويتر ستواصل في اتخاذ الإجراءات تجاه الحسابات التي تتلاعب بالمنصة، ومشددا أن أولوية تويتر إزالة الحسابات المتورطة في هذه السلوكيات.

دبلوماسية الذئب المحارب بالأرقام

يوجد أكثر من 270 دبلوماسي صيني يتوزعون في 126 دولة، لديهم 499 حساب رسمي على شبكات فيسبوك وتويتر.

وشهدت هذه الحسابات إعادة التغريد والنشر معها بأكثر من 950 ألف مرة، كما تم الإعجاب بمنشوراتهم أكثر من 350 مليون مرة، بحسب تحليل أكسفورد.

وفي الوقت الذي تسمح فيه السلطات الصينية للدبلوماسيين باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي، إلا أن خدمات هذه المواقع محجوبة عن الاستخدام في الصين، حيث تتحكم وتتابع الدولة كل ما يتم نشره.

جاكوب واليس، من معهد السياسة الاستراتيجية الأسترالي، قال إن هذا الأمر يخلق ميزة غير متكافئة وتحديا أمام الدول الديمقراطية الغربية، والتي لا يوجد لديها القدرة ذاتها على التأثير على الجماهير.

المصدر : أسوشيتد برس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى