مقالات

سيناريو ليته لا يحدث ؟!

عبود العثمان

شاعر وكاتب سوري
عرض مقالات الكاتب

تحت هذا العنوان، كتبنا ذات يوم، وقلنا حينها:
نخشى أن تضيع سوريا-أرضاً وشعباً- في خضم لعبة المصالح الدولية والإقليمية، وفي ظل حالة من الوهن العربي، تكاد تتشابه وتقترب من حالة الدولة العربية في زمن تفكك الخلافة العباسية ،في أواخر القرن العاشر الميلادي، حين دهمت خيول الصليبيين المنطقة من البحر ومن الشمال، وخيول المغول الآتية من الشرق، ودخل الغزاة الأرض العربية، فهدّموا قلاع السلاطين، وأذلّوا ملوكها وامراءها، وقتلوا رجالها، وسبوا نساءها، وأصبحت المساجد مرابط للخيل ،ودور عربدة وحانات للسكر، وأصبح الأمراء العرب أتباعاً للغزاة، وعوناً لهم في حربهم على أشقائهم وأبناء عمومتهم،وهم يعلمون مصيرهم المحتوم، حتى كاد المثل الذي يقول:”أُكلتُ حين أُكلَ الثور الأبيض” هو الأقرب إلى ذهن الأمراء العرب المتهالكين!

هكذا كان حال أمة العرب منذ ألف سنة، وها هو اليوم يتكرر تحت مسمي “الدول العربية”، والتي فتحت أبوابها مشرعة امام جيوش الفرس الإيرانيين الذين لا يزالون يتحينون الفرص ويتربصون بالعرب، ليدخلوا وينتقموا منهم شر انتقام، على ضياع دولة فارس المجوسية، لا يفرقون بين سنّي وشيعي، متخذين من النزعة الطائفية ستاراً لهم.

وها هو الروسي القيصري، المدفوع بنزعة التشدد الأرثوذكسي، يضع لجيوشه القواعد العسكرية في المنطقة -في برّها وسواحلها- ويقدّم نفسه للملوك والأمراء العرب الباحثين عن الحماية بديلاً عن حماية الأمريكي، الذي خذلهم وغادرهم، بعد أن امتصّ دمهم، ونفطهم،وأشعل النيران بين خيامهم، وتركهم كالإبل الهوامل التي لا راعي لها ،يندبون حظهم، ويتباكون على عزّ مضى، تبين لهم أنه عزّ مزيّف،حتى ولو تطاولت فيه أبنيتهم، وأبراجهم، وقصورهم الفارهة.

وها هو الصهيوني يدعوهم لدخول ممالك بني إسرائيل في أرض كانت تسمى”فلسطين”،شريطة أن لا تطأ اقدامهم “المسجد الأقصى” الذي كان لهم في يوم ما “أولى القبلتين”،ويعرض عليهم إمكانية “حمايتهم” من أعدائهم، شريطة أن يقبلوا بما عرض عليهم سابقاً حين قال لهم:
أيها الأعراب “الغُفْل الهُمل”،أنتم لا تستطيعون إدارة شؤون بلادكم التي منَّ الله عليها بالخير الكثير، ولا تنتمون إلى عصر العلم والتكنولوجيا، وليس لكم شأن فيه، ولا شأن لكم في إدارة الأموال والسياسة وفنونها، بل يكفيكم ما يقوله لكم “شيخ القبيلة” في مجالسكم ودواوينكم التي يكثر الكلام فيها عن الحكايات، والخزعبلات، والنساء الجميلات، ولا تحيطون علماً بأيّ من فنون الحروب وإعداد الجيوش، ولا تستطيعون تصنيع طلقة بندقية، في زمن الطائرات، والصواريخ العابرة للقارات.

أيها العرب:
هذا هو السيناريو الذي كنا نخشاه، والذي بات أقرب إلى ان يكون حقيقة، وعلماً، لا وهما،ً او فيلماً!

أيها العرب:
ستندمون على ما أنتم ماضون فيه، حين لا ينفع الندم، وتذكروا المثل الذي تعرفونه”على نفسها جنت براقش”،كذلك تذكروا نبوءة نبيكم”محمد” صلى الله عليه وسلم “،الذي أراد لكم العزة والكرامة ،وأراد لكم الرفعة والسمو، ولكنكم ركنتم إلى المذلة والهوان، وها هي الأمم تتداعى عليكم كما تداعى الأكلة على قصعتها، وأنتم كثر، ولكنكم كغثاء السيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى