في كل رمضان يجتهد البعض في تحديد وقت ليلة القدر مستندًا على أحاديث دون التدقيق في صحتها، أو أقوال لبعض العلماء بتوافق الوترية مع ليلة الجمعة ومنهم من يقول رأيت الشمس بحالة كذا وإلى ما غير ذلك من الشواهد والمشاهدات!
البعض يزعم متأكدا ان ليلة أمس ٢٥ كانت ليلة القدر…
هل نستفيد شيئًا من هذه الجهود والمناقشات وأحيانا المماحكات؟
مع احترامي للجميع فاني ارى في ذلك ضياع للأولويات..
إذا كان الله قد أخفاها لحكمة، وإذا كان رسوله صلى الله عليه وسلم لم يعلنها وهو المعصوم فلماذا نقوم نحن ذلك؟
ثم ان الذي يؤكد أن ليلة القدر قد ولت كأنه يرسل رسالة للناس بأن الفضل الأكبر قد انقضى وبالتالي لا داعي لمزيد من الإجتهاد….اي انه يقوم من حيث لا يدري بدور المثبط؟
فلنتوقف عن تضيع الأوقات في امور شكية وشكلية وانشغلوا بالعبادة والقرآن والأذكار!
اجعلوا من كل ليال العشر وكأنهن ليلة القدر…تعبدا ودعاءا واستغفارا!!
ان الأمة أشد ما تكون حاجة للدعاء في الأسحار بالفرج والتمكين للمسلمين وبقطع دابر المجرمين القتلة، وعلى المستوى الفردي نحن في امس الحاجة للتزود بما يعيننا على على حياتنا في هذه الدنيا وعلى سكرات الموت ووحشة القبر وأهوال الحشر والفزع الأكبر…فلنغتنم ما تبقى من رمضان وكأننا على موعد قريب مع الرحيل من هذه الدار…
اللهم اشغلنا وذرياتنا بما ينفعنا ويرفعنا في الدارين.
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا.
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا