مقالات

الانهزام العربي في المنطقة وكيفية ترميمه ؟!

العميد د. م. عبد الناصر فرزات

عرض مقالات الكاتب

إن السبب الرئيس للانهزام والفشل في المنطقة هو سياسة الاستبداد والفساد والتبعية وقمع الحريات والفكر الحر، التي مُورست في الدول العربية ضد الشعوب منذ الاستقلال حتى يومنا هذا، هذه السياسة الرعناء هي التي منعت وحجبت أسباب تقدم شعوب المنطقة وعملت ضدها واقعيًا على الأرض، وعملت على قتل او سجن كل حر مارس السياسة او الفكر التنموي؛ وهذا بطبيعة الحال أدى الى نشاط المشاريع المتطرفة وانتشارها بأسماء مختلفة، وبتشجيع ودعم وإرادة غربية لتنفيذ أجندتهم في المنطقة.

ومن اجل استمرار الاستبداد والتخلف في منطقتنا عمد الغرب الى تشجيع هذه السياسات والقيادات، إعلاميا واقتصاديا وإذا اقتضى الأمر التدخل عسكريا، لأنهم أدركوا انهم لا يستطيعون تنفيذ أجندتهم طالما ان هناك لحمة وطنية وارتباط ديني وأخلاقي وحرية فكر وتعبير لدى الشعب.

وخير مثال على الاستبداد في المنطقة ومصادرة قرار الشعب هو ما قام به النظام السوري، والذي تمثل في سلطة حافظ الأسد كحاكم مستبد، حيث استطاع تحويل المجتمع السوري إلى مجتمع طائفي يحكمه الجيش والأمن، وجعل سورية مزرعة له ولعائلته وطائفته، وتزاوج مع إيران فأنجب حزب الله والحوثي المتطرف وقضى على القومية العربية والاسلامية، تحت شعار وادعاء كاذب محاربة إسرائيل؟!، عمليًا هذا القاتل ونظامه الاستبدادي قتل الأمل ،ودمّر المستقبل للمنطقة ،وهجّر وقتل الشعب السوري بمساندة ودعم خارجي، ونفذ الأجندة الخارجية التي عجزت عنها أكبر الجيوش المُسلحة بأحدث الأسلحة؛ وقتل مليون شهيد ومثلهم مصاب ومعاق، وهجر اثني عشر مليون مشرد داخل وخارج سورية، واستطاع هذا النظام المستبد القاتل السيطرة على الدولة السورية واستمر بحكمه بدعم وتأييد وأجندة خارجية، وفي مصر أيضًا تم انقلاب الجيش على الدولة والشعب وعاد الاستبداد إلى مصر أسوأ مما كان، وعادت التبعية للغرب والعدو الصهيوني، وهكذا ليبيا واليمن قتل الحاكم وبدأت الحرب الأهلية.

أين الحل؟ ان إعادة الثقة وبناء الدول في المنطقة يجب ان ينطلق من الوعي الجماهيري، ونبذ الجهل والتبعية والعمل على مواجهة هذه الحكومات الاستبدادية لأنها العائق الأساسي أمام تطور وتقدم وتحرر الشعوب، وتنمية الشعور الذاتي لدى المواطن بحب الوطن والعمل على الوحدة والتنمية المستقلة والعدالة الاجتماعية والديمقراطية والتغيير، واستقلالية القرار الوطني، والأخذ بالأسباب العلمية للتقدم وبناء الحياة الأفضل.

وأخيرًا نقول: لا بد من تحقيق العدالة والحرية الفكرية لبناء المجتمع والدولة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى