أخبار عاجلة

مقتطفات من لبنان واليمن !

عوض العجيلي

كاتب عُماني – ماجستير بالقانون
عرض مقالات الكاتب

لماذا لم يُحقق التحالف النصر على ميليشيا الحوثي ؟ لماذا استطاع حزب الله التمكن من إدارة الدولة اللبنانية ؟

لماذا سرقت الميليشيات الموالية لإيران بالعراق الدولة العراقية ،وأصبحت هي المُتحكم الرئيسي بالمشهد ؟!

ربما هناك آراء في توصيف الحالة ،ولكن أكثرها قناعة ،هو أن هنالك تخطيطًا محكمًا وتنظيمًا عاليًا لإدارة أيدلوجيا الصراع ،وكذلك لوجود دعم سياسي ومالي كبير دون شك .

لاشك أن حزب الله وعلى مدى السنوات العشر الأخيرة استطاع إخضاع الدولة اللبنانية كلها تحت يديه من خلال القوة المفرطة التي تستخدمها ميليشياته؛ وعمليات التصفيات للقيادات بالإضافة لشراء الذمم بالمال.
فقد كشفت التحقيقات الأخيرة أن حزب الله استطاع توظيف الكثير من كفاءاته باغلبية مفاصل الدولة، وبذلك فإنه يستورد العملة الصعبة ويمررها لإيران مقابل عمولات يأخذها الفسدة بالمصارف كلها، ولا يغيب عن بال أحد أن لبنان معقل رئيس لتبييض الأموال في العالم وبخاصة ما يتعلق بصفقات السلاح الذي تذهب للميليشيات المتواجدة بسوريا والعراق على وجه التحديد .
ومؤخرًا تم الكشف عن بعض الصفقات للأسلحة التي تذهب للحوثيين باليمن وعلى وجه الخصوص الأسلحة النوعية اللوجستية من طائرات مسيرة ورادارات عسكرية متنقلة بالسيارات ،وكل هذا السيناريو يجري على مرأى من كل القيادات اللبنانية دون أن يتجرأ أحد على نبس كلمة واحدة خشية على حياته من بطش حزب الله، ومن ناحية أخرى طمعًا في قبض المقابل .
والسبب غير المباشر لإتمام هذا السيناريو أن القوى القليلة التي تريد أن تعاند وترفض هذا المشهد، كذلك تحتاج للمال لتحقيق رخائها، ولذلك دفع الجوع الشعب ( اللبناني ) المغلوب على أمره للخروج في انتفاضة عبثية لم تقدم ولن تؤخر ، لأن القوى المسيطرة على المشهد السياسي خلال الأربعين سنة الماضية كلها باعت القضية لكي تضمن بقاءها ولاعتقاد أغباها أن كل هذا السيناريو سيؤدي نتيجته لإخضاع السعودية ووهابيتها وتكفيرييها إلى الأمر الواقع وهذا الوهم غرسه لهم السياسيون على اعتبار أن سنة لبنان لا يوالون السعودية ثقافة، وليس للمعتقد دور في هذا لأن السني اللبناني يكاد يكون مسلمًا بالاسم فقط – كما يرسمون له صورة نمطية- وربما لا يعيشون حياة دينية كما نعتقد نحن !

والأمر ليس بعيدًا عن ذلك في صنعاء، حيث توفر المال لأيدي الحوثيين فاشتروا به ذمم الكثير من الجياع باليمن والبعض خشية الهزيمة النكراء انضم للحوثي حفاظًا على ماء الوجه كحزب المؤتمر بقيادة علي عبدالله.
ضمن الحوثي بقاء ميناء رئيسي
يصدر ويستورد منه بالحديدة وثلاثة موانيء صغيرة يتم تشغيلها ليلاً خاصة أثناء اشتعال مواجهات في إحدى مناطق القتال، وهذه تكتيكات خبراء عسكريين تدم تدريبهم على هذه الأوضاع وهي أشبه بحرب العصابات .
وشاءت الصدف أن هذه الميليشيات تدعمها إيران من جهة وتسهل لها بعض الأطراف الاقليمية الكثير من المصالح من جهة أخرى، وهذا ما يخفف عنها بطبيعة الحال.

ولكن القاسم المشترك الذي ضمن لإيران النجاح في إدارة هذين الملفين، والوصول إلى شبه الكمال فيهما هو أن الطرف الآخر لين وغض ،ولا علاقة له بالحروب سوى على السبورة ونعني هنا ( التحالف بقيادة السعودية )
نطالع بين الحين والآخر الطراوة وغياب تلك الروح العالية للجُندي السُعودي في ساحة الحرب، ودليل ذلك أن كثير من الدول انسحبت من التحالف لعدم قناعتها بهذه الحرب.
ولذلك أصبح جليًا أن لا منتصرًا هنا، فاتجهت السعودية ومن معها من حلفاء لإلقاء السلاح وأصبحوا يتهافتون على مسقط مسلّمين بأن المعركة لابد وأن تنتهي ! ومن جانب آخر عادت المفاوضات بين السعودية وإيران برغبة سعودية وليس إيرانية لعقد مجموعة اتفاقات وإنهاء لكل الصراعات بالمنطقة.
خطاب محمد بن سلمان الأخير أظهر شيئًا من الدوران والالتفاف على كل الشعارات البراقة من دعم الشرعية في اليمن، ودعم الحكومة اللبنانية، بسبب اكتشاف ( السعودية ) أنها مخدوعة في الحريري الذي بأن واضحًا أنه خرج من ضيافتهم مرتعدًا من التصفية كوالده الذي قتله حزب الله في الحادثة الشهيرة وكذلك لإيمانها ( السعودية ) بأن الاطماع الاماراتية أضحت مكشوفة كذلك باليمن وهي لن تقوى على التناحر مع الامارات بهذا الوقت الصعب خاصةً أن كليها يخوضان حربًا موحدة على الاخوان المسلمين بكل مكان بالعالم الإسلامي، وهي حرب مقدسة بالنسبة لهم .

ولهذا كله فإن الخلاصة التي يخرج بها هذا المقال أن الخلافات المذهبية سوف تطوى قريبًا لان طرفًا واحدًا قد بدأ واضحًا أنه قد تغيرت أيدلوجيته ،وربما حتى عقيدته ليجتهد في بوتقة جديدة غايته منها تحقيق مآربه وإظهار نفسه كالمنتصر .

ستكون هناك خطط سيتم الإعلان عنها قريبًا بأن السعودية والإمارات في طريقهما لإنشاء محطة طاقة نووية محاكاة لإيران ،حتى يضمنا تكافؤاً جيوسياسيًا، كما حصل بين الهند وباكستان لحظة نشوب حربهما في كشمير المتنازع عليها.

ختامًا:
إذا ما حصلت توءمة حقيقية بين هذه الأطراف ،ما مصير المرابطين اليمنين الذين يمنون النفس باستعادة الشرعية في اليمن بدءًا من الجوف وعدن وحضرموت والمهرة …. الخ ؟!
ما مصير التيارات والحركات الإسلامية المحسوبة على السعودية وقطر بالمنطقة ؟!
سواء بسوريا أو العراق والجزء البسيط المتبقي في لبنان ؟!
وأخيرًا ما مصير التوازن السياسي والثقافي الذي بدأ أنه سيدخل مرحلة تغيير جذري ؟
لن نستغل أحداث الأردن وموقف السعودية المتأزم من جارتها العربية الشمّاء ( الأردن ) كونها لا تلتقي معها في سيناريو التشديد والتضييق على الجماعات الإسلامية على أراضيها، وبخاصة إخوان الأردن !
ومحاولة السعودية استقبال رغد صدام حسين على أراضيها ليس لدعمها ولكن لكبح جماحها واستخدامها كورقة سياسية للتدخل بالعراق متى أرادت، بغية إحداث توازن بالداخل العراقي !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً

إيران… رهان الخيار الأمني

خاص رسالة بوست|واجه اهالي زاهدان رهانات الولي الفقيه على الخيار الامني في التعامل مع مطالب …