تحقيقات

حسناء الحريري والواجب الأخلاقي والقيمي

نعيم مصطفى – رسالة بوست


منذ ثلاثة أيام وصلتنا رسالة من الأخت الثائرة، والمناضلة، والثكلى والمكلومة السيدة حسناء الحريري تخطرنا فيها بأن ثمة أمرًا جللًا يطبخ لها من قبل السلطات الأردنية، ومع الأسف صدقت نبوءتها، وبدأت الإجراءات المريبة اليوم بحقها، وهاهو الأستاذ الناشط والباحث أحمد قاسم يحدثنا عن آخر أخبار السيدة:

فوجئنا أمس بخبر اعتقال السيدة حسناء الحريري ” خنساء حوران” بعد انتهاء المهلة التي وضعتها الحكومة الأردنية، طبعاً هذه المهلة انتهت منذ فترة ولكن عبر بعض التواصلات، ومن خلال الكتب التي رفعناها إلى مفوضية الأمم المتحدة ومكتب شؤون اللاجئين، من خلال الهيئة السياسية لدمشق وريفها، ومن خلال عدة جهات تم النظر في الأمر، وقد طلبوا وساهموا –حسب قولهم- أنه تم تأمين بلد لجوء للسيدة حسنا الحريري، وأضافوا أنه تم اقتيادها عدة مرات إلى مبنى المفوضية للتحقيق معها، ولكن كانت آلية التحقيق مرهقة جداً، وقد عبرت السيدة الحريري عن ذلك ، وقد أكدوا لها في النهاية أنه سيتم ترحيلها إلى دولة أوربية وافقت على طلبها للجوء، وطلبوا منها الانتظار في البيت هي وأسرتها، ولكن المفاجأة كانت عندما تم اعتقالها، والأغرب من ذلك أنه سبق موضوع الاعتقال بأربعة أيام محاولة خطف تعرضت لها السيدة الحريري، ولكنها نجت منها، ليتم بعدها مداهمة بيتها واعتقالها، واقتيادها إلى جهة مجهولة لم يكن يعرف أحد من أقاربها يعرف أين هي، وفي المساء تفاجأ الجميع بإحضارها إلى منزلها عبر “كفيل أردني” لتأخذ بعض حاجاتها الشخصية فقط، وقد تم إحضارها وحدها، أما باقي العائلة فقد بقوا في مكان احتجازهم.
اليوم صباحاً استطعنا التواصل معها، وقد كانت موجودة أمام مقر الأمن العام في مدينة إربد للساعة التاسعة والنصف تقريباً، وبعد ذلك نُقلت إلى جهة أخرى ولم نستطع التواصل معها مطلقاً، وفي هذه الفترة تواصلنا مع مجلس جنيف للعلاقات الدولية والتنمية، وقد بذلوا جهداً كبيراً جداً، وكان لهم تواصل مع عدة منظمات حقوقية، كمنظمة الأمم المتحدة ومكتب شؤون اللاجئين، والصليب الأحمر، كما تواصلوا مع عدة وزارات خارجية للدول الأوربية من باب الضغط، وقد تم التواصل مع رولى أمين وهي مديرة المكتب الإقليمي لمفوضية الأمم المتحدة في عمان، وكان الوعد أنها استطاعت تضغط لوقف قرار الترحيل وأنه قد يتم نقلها إلى أحد المخيمات، وقد اتصلت بها ابنتها سعاد، وعرفت منها أنهم وضعوها في منطقة (ربّاع السرحان) وهي منطقة حدودية مشتركة، وتبعد عن معبر نصيب عشر دقائق فقط، وهذا يعني أن الأمر خطير جداً، ولم يتم سحب الهويات التي منحتها لهم الأمم المتحدة لها ولأولادها كما أشيع ، بل ذكرت السيدة حسنا أنه تم فتح ملفات لهم داخل المكان الجديد ، ولكن الخطيرفي الأمر هو نقلها لهذا المكان ، فلو كانت الحكومة الأردنية تنوي نقلها إلى أحد المخيمات لكانت نقلتها عبر طريق آخر، وليس عبر هذا الطريق الحدودي المشترك؛ لأنه قد تأتي في هذه الحالة دورية مخابرات تابعة للنظام وتعتقلها في أي لحظة، فالموضوع خطير جداً، والحكومة الأردنية لم تحترم أدنى درجات حقوق الإنسان، وكأنهم نسوا أن لديهم أطفالًا ونساء أيضاً، وهم بفعلهم هذا يكونون قد حكموا على هذه العائلة بالإعدام؛ لأننا نعلم قذارة نظام أسد في التعامل مع ملف المعتقلين والمغيبين قسراً، طبعاً هذا فضلاً عن شهادة السيدة حسنا عن وحشية معتقلات الأسد عندما خرجت وتحدثت عن ذلك، فنحن الآن في حالة جداً صعبة، ونرجو من الجميع التحرك لوقف هذا الأمر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى