مقالات

صناعة العنوان

زهير سالم

مدير مركز الشرق العربي
عرض مقالات الكاتب

يشترك المهتمون بالبيان والمهتمون بالإعلام في التركيز على أهمية “صناعة العنوان” في كل ما يكتب ويُنشر.
كانت العامة في بلدنا تقول ” المكتوب يُقرأ من عنوانه”
يرسل إليك أحدهم الرسالة او المقالة او البيان او التصريح وربما تبلغ الخاتمة وانت مشغول في البحث عمن كتب؟ ومتى كتب؟ وماذا يريد ؟
في قواعد الصنعة أن الكاتب يتملى عنوان ما ينتج بقدر ما يتملى إنتاجه، ويبدأ بمن وإلى وفِي السياسة حول .. ويخرج من اللغة المحايدة الى السبق بالموقف واستفزاز عقل المخاطب ليقرأ ويهتم ويتابع..
من قواعد الصنعة إذا اضطر الانسان ان يرد على من هو دونه فلا يذكره باسمه لأنه إذا ذكره يكون قد حقق مقصود طالب الشهرة بالتنويه به !!
يقول بشار بن برد هجوت جريرا وانا ابن عشرين فما رد عليّ ، ولو رد عليّ لكنت اليوم أشعر الناس.
ساحة البيان وساحة الاعلام ليست ساحة قضاء.
وإذا حولت للناس رسالة متكرما فأخبرهم عمن تحول. وماذا تحول، وموقفك مم تحول ، يحول بعضهم الرسالة ليستثير النخوة والاستنكار فتحسب عليه. ويظن الظان انه يتبناها. البارحة وصلني فيديو لجنازة بقيت طوال فترة المشاهدة أسال من وربما وأين
البيان والإعلام صنعة
والشعر والنثر صنعتان.
ورحم الله ابا هلال العسكري الذي كتب منذ الف سنة كتاب “الصناعتين”
ارحمونا بإتقان العناوين التي تدل على المضامين. العناوين الدالة المعبرة المختصرة .
وعندما كنت طالبا في الجامعة كتبت بحثا جميلاعن ” تطور عنوان الكتاب العربي ” وبدأت مع الفهرست لابن النديم وانتهيت مع ابن خلدون الى هذا العنوان
” كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر وتاريخ ملوك العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر “
والذي جاءت مقدمته الجميلة في مجلد جميل فذكرت المقدمة ونسي الكتاب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى