أمريكا تغادر أفغانستان
بات من المعروف لدى الجميع أن أمريكا تتعامل مع الآخرين-حلفاء واعداء- من خلال مقولة الزعيم البريطاني تشرشل:(لا صداقات دائمة ولا عداوات دائمة بل مصالح دائمة)،وقد جسدت الحكومات الأمريكية هذا السلوك، ليس فقط من خلال سياسة براغماتية ،بل وبوقاحة وبلا حد ادنى من الأخلاق.
لواستعرضنا تاريخ امريكا مع حلفائها وكيف تخلت عنهم وكأنهم” ورق تواليت”،
وهذا ما يظهره مشهد سينمائي، حين تعلق أحد عملائها من الفيتناميين بالطائرة الأمريكية وهي تقلع من القاعدة العسكرية متخلية عن حلفائها الجنوبيين، وكيف “رفس” الأمريكي عميله الفيتنامي الجنوبي ، ليتركه يلاقي مصيره أمام الفيتنامي الشمالي المنتصر.
هكذا هي أمريكا، وهكذا تتصرف مع حلفائها بعد استهلاكهم! والأمثلة على ذلك كثيرة-شاه إيران، حسني مبارك، زين العابدين،… الخ-.
الغرابة في هذا الموضوع هو أن أمريكا دائماً ما تجد”الحليف البديل” الذي يقبل على نفسه أن يقوم بالدور الذي لعبه “الحليف المستهلَك”!
على زعامات الخليج أن يعوا الدرس، ويتنبهوا للمخاطر القادمة من بعد عودة العلاقات “الحميمية” بين ملالي طهران وحكومة التافه”بايدن”،وأن لا يندفعوا باتجاه “إيران” بإيعاز أمريكي، وأن يأخدوا الدرس من تجاربهم السابقة ،فالمؤمن لا يلدغ من جحر واحد مرتين.
