بحوث ودراسات

المربط الصفوي مقاربات عقدية وسوسيولوجية وسياسية وتاريخية 16

أكرم حجازي

كاتب وباحث أكاديمي
عرض مقالات الكاتب

الفصل الخامس

الطريق إلى فارس

   الآن فقط، وعلى مدار المباحث الثلاثة السابقة، يمكننا أن نفهم حقيقة الثورة الإيرانية واستيلاء « الولي الفقيه» عليها. حقيقة المشتركات التاريخية والبنيوية بين الأديان « المجوسية» و« اليهودية» و« النصرانية» و« البوذية» و« السيخية» و « الهندوسية» من جهة، و« الإمامية» وفرقها ودولها من جهة أخرى. ولو أن المناهج التربوية والعلمية والمعرفية السائدة في العالم الإسلامي، والتي أفرزها عصر الجبر، كان بها أو برموزها ومؤسساتها، من المسجد إلى الجامعة، ومن الموالاة إلى المعارضة ومن الحكام إلى الثورات والحركات الوطنية، ذرة من الحقيقة لما استغفلت الأمة أو خدعت لعشرات السنين، ولما شرعنا بتقصي الحقائق، وتتبع العلاقات السرية والعلنية بين إيران ورموز النظام الدولي وقواه الحيوية في المنطقة كـ «إسرائيل»، بعد أن بات الخطر في عقر الديار، ويحيط بالأمة من كل جانب، وسط نزيف دموي لن يتوقف بسهولة.

  • ثانيةً؛ صفويو لبنان

   اندلعت الحرب العراقية الإيرانية (1980- 1988) وسط شعبية عربية وإسلامية جارفة لإيران، وسخط شعبي كبير على الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، خاصة في أوساط الفلسطينيين، الذين رأوا فيها ثورة إسلامية تنادي بتحرير فلسطين. ولما توقفت الحرب، بقبول إيران قرار مجلس الأمن الدولي رقم 598، أعلن الخميني أن تجرع السم أسهل عليه من الموافقة على القرار. بعدها بسنة توفي الخميني، لكن إيران بقيت تواصل الصعود على ظهر « حزب الله» الذي أطق مقاومة ضد الغزو «الإسرائيلي» للبنان سنة 1982. وتبعا لذلك لم يتوقف الصعود الشعبي إلا مع انطلاقة الثورة السورية سنة 2011!!! وغني عن البيان أن القضية الفلسطينية كانت بمثابة حصان طروادة الذي اعتلت ظهره « ولاية الفقيه» طيلة ثلاثين سنة، تحولت بموجبها إلى قوة إقليمية عاتية.

   حدث هذا بالرغم من توفر عشرات المؤشرات والمعلومات والوقائع والوثائق التي توجب الحذر من إيران. بل أن الحقائق صارت بمتناول العامة من الناس! ومع ذلك ظلت شعبية إيران وحزب الله في تصاعد! ووصل الأمر إلى حد تخوين من يضع فلسفة إيران الفارسية وسياساتها ومواقفها وأدواتها موضع مساءلة، عشية الثورة وغداتها، في قضايا كالحوار الذي قاده وزير العدل الأمريكي، رمزي كلارك، مع الخميني في العاصمة الفرنسية عشية الثورة، أو أزمة رهائن السفارة الأمريكية (4/11/1979)، أو العناية الفرنسية به ونقله على متن طائرة خاصة إلى طهران، وتغطية محطة الـ « BBC» البريطانية لوقائع الثورة الإيرانية وتحركات الخميني، أو الدور الطائفي التخريبي الذي لعبه موسى الصدر على الساحة اللبنانية خلال سبعينات القرن العشرين، أو دور حركة أمل في إشغال كتائب الثورة الفلسطينية وافتعال الاقتتال الداخلي معها، في جنوب لبنان لمدة عام قبل الغزو«الإسرائيلي»، ومن ثم جمع السلاح من فلول المقاومة الفلسطينية خلال الغزو، دون أن تتعرض الحركة أو الشيعة لأي نزع للسلاح، أو شنها حربين وحشيتين، خلال سنة واحدة، على المخيمات الفلسطينية سنة 1985، أو انكشاف فضيحة شحنات الأسلحة «الإسرائيلية» لإيران سنة 1986، أو الحوارات التي لم تنقطع بين ولي الفقيه و «إسرائيل» وأمريكا، أو تدمير «إسرائيل» لمفاعل تموز النووي في العراق سنة 1982، أو مفاوضات العقيد زرابي، مدير المجمع العسكري بإيران، على صفقات الأسلحة مع نظيره «الإسرائيلي» بن يوسف في زيوريخ، والسماح لتقنيين يهود بتدريب الجيش الإيراني على تعديل العتاد الحربي الأمريكي ليتلاءم مع قطع الغيار «الإسرائيلية» الصنع، بينما يتم تدمير المفاعل النووي العراقي، وتتعرض مجمعات التصنيع العسكري في العراق سنة 1985 للتفجير، أو نشاط اللوبي الإيراني الأمريكي الداعم لبناء علاقات استراتيجية بين الولايات المتحدة وإيران، أو …. إلخ

   كانت البداية في لبنان! ولا شك أنها مفارقة تاريخية لا تنفك تعيد نفسها، لتذكر بظهور الدولة « الصفوية» التي استحكمت، وطبقت مشروعها، بهمة علماء جبل عامل، الذين أخذوا على عاتقهم إجبار المسلمين في فارس على التشيع، أو تحطيمهم وتشريدهم وإبادتهم. فبعد الغزو «الإسرائيلي» وتصفية الوجود الفلسطيني المسلح في جنوب لبنان وبيروت، بدأت القوات السورية الطائفية بالتعاون مع ميليشيات حركة « أمل» باستكمال المهمة، وشرعت بتصفية شاملة للوجود الفلسطيني من كل لبنان. وما أن انتهت مهمة الحركة حتى تولى « حزب الله» تصفية الوجود السني المسلح في لبنان، واحتكار ما رآه قرار المقاومة. وبموجبه تم منع أية قوة مسلحة من الاشتباك مع «إسرائيل» تحت أي ظرف كان، وإلا فالتصفية السياسية والجسدية بانتظاره. وهكذا سيطرت إيران عبر أداتها على لبنان، حتى خرج أمين عام الحزب، حسن نصرالله، وقال بصريح العبارة: « إن إيران هي حزب الله في لبنان».

   كان « حزب الله»، ولمّا يزل، هو النموذج الأمثل، كأداة ضاربة لدى إيران، لتعميمه على الدول الإسلامية ذات الحضور الشيعي. وعملا بمفهوم « التقية» لدى « الإمامية»، يمكن للحزب أن يتواجد بشكل مباشر أو عبر مسميات وتشكيلات اجتماعية وسياسية واقتصادية وإعلامية ومالية وتجارية، أو في صيغة شخصيات رمزية كما في مصر وتونس وليبيا والمغرب، أو في صيغة قاعات ضخمة صممت لتكون لاحقا حسينيات أو يجري تشغيلها مؤقتا كمكتبات ودور رعاية وأنشطة مدنية وثقافية، أو عبر خلايا نائمة وشبكات عمل سرية في الأراضي والعقارات والمخدرات والسلاح والتجنيد، أو حتى معسكرات وقواعد تدريب كما هو الحال في إريتريا. لذا فهو موجود في العراق بنفس الاسم، لكنه موجود بمسميات وتشكيلات مختلفة في قطاع غزة، كـ حركة« الصابرين»، وفي نيجيريا واليمن، عبر حركة« أنصار الله» الحوثية، وفي دول الخليج وأفغانستان وغيرها. وهو يلعب ذات الدور الذي لعبه أسلافه من جبل عامل: أي التشييع وبناء المؤسسات الشيعية والتدريب وإعداد القوى الضاربة. لذا فهو ليس كأي تشكيل شيعي آخر في أية دولة في العالم. بل هو رأس حربة الدولة « الصفوية» الجديدة في إيران.

المبحث الأول

العدو الوجودي لإيران!

   ما أن هلك كسرى، وافتقدت فارس فرصة الرد التي حظيت بها روما، حتى أنتجت أحقادا تاريخية، لم تندمل. لكن هذه المرة عبر شعار « يا لثارات الحسين» بدلا من « يا لثارات كسرى». وكأن الإسلام لم ينل من غطرستها بقدر ما عقدت العزم على جعل (1) تخريب الإسلام، و (2) اختراق العالم الإسلامي، و (3) الانتقام من المسلمين، الموضوع السياسي الوحيد للفرس المجوس. بمعنى أن العرب والمسلمين والإسلام هم العدو المستمر وليس أحدا غيرهم. لذا؛ وحين كان العالم الإسلامي يتجه، عبر حركة الفتوحات، نحو الخارج، كانت عقيدة مجوس فارس، ومن بعدها « الإمامية» وفرقها ودولها المتنوعة، على النقيض تماما، تتجه مسلحة بأحقادها التاريخية نحو الداخل الإسلامي، ولم تكن في يوم ما شريكة في فتح أو في مواجهة مع الغرب أو الشرق، بقدر ما كانت حليفة، وجسر عبور للقوى الغازية.

      بل أن الفرس المجوس، وحتى ثقافة قطيع « الإمامية»، يعتبرون الفتوحات الإسلامية عامة، ولفارس خاصة، حتى هذه اللحظة من الزمن، « اعتداءات ظالمة وجائرة وغير مبررة على شعوب مسالمة»[1]. وهي ذات الأطروحة التي ترددها قوى الشرق والغرب من أن الإسلام هو دين الغزو والاعتداء، ووفقا لمصطلحات «عصر الجبْر»، « دين الإرهاب»!!! بطبيعة الحال فإن ما يثير العجب في مثل هذه الأطروحات التي لم تتوقف، أن دعاتها لا يتذكرون جيوش الروم والفرس حين كانت تستوطن الجزيرة العربية ومحيطها، وتستعبد أهلها، وتجوب شرق الأرض وغربها، بحثا عن مواطن البؤساء لاستعبادهم ونهبهم، ولا يتذكر الروافض أن دخولهم الإسلام ما كان ليكون لولا الفتح الإسلامي الذي قاده عرب المسلمين وليس عبيد الجاهلية ومن المجوس. بل أن مجوس الفرس لا يتذكرون أن قادة الفتح الإسلامي لفارس، والذين كانوا سببا بدخولهم الإسلام، هم الذين يتلقون اللعن، ويطالبون المسلمين اليوم بالتبرؤ منهم!!!!

     لذا ليس غريبا دلالة الفقرة التي سطرها رئيس حكومة «إسرائيل»، أرييل شارون، أحد أعتى أساطير « الحركة الصهيونية» و « اليهودية العالمية» في « المربط اليهودي»، بحق الشيعة، حين كتب مبكرا، في مذكراته بعد غزو لبنان سنة 1982، يقول: « من دون الدخول في أي تفاصيل, لم أرَ يوماً في الشيعة أعداء إسرائيل على المدى البعيد»[2]. فلنتتبع بعض ما استقر واستجد من العلاقة الموضوعية والتاريخية بين اليهود والفرس (مجوسا) و (ثقافة) و ( إمامية).

    فمن جهته فصل الكاتب « الإسرائيلي»، أمنون لورد، شهادة شارون ومعه جنرالات وساسة « إسرائيل» واليهود في مقالته « الفاضحة» في صحيفة « مكور ريشون – 27/3/2016[3]»، بالقول أن: « هناك أسئلة فوق المنطق السائد تتعلق بإمكانية وجود تعاون بين إسرائيل وإيران لمواجهة المحور العربي السني، لكن كما كل النازيين تبدو رغبة إيران في القضاء على اليهود تتجاوز هذا المنطق». لهذا فـ: « رغم خطابات العداء الإيرانية ضد تل أبيب، فإنه يمكن القول عن ذلك باللغة العبرية الحديثة إنه كلام من الهراء»، .. فبحسب الكاتب، ونقلا عن « خبراء إسرائيليين كبار في الشأن الإيراني مثل أوري لوبراني وتسوري ساغيه» فإن « هناك مصالح مشتركة بين إيران وإسرائيل»، بالإشارة إلى« إمكانية نشوب هبات شعبية في منطقة خوزستان ( العربية) الواقعة على حدود جنوب العراق وذات الأغلبية السكانية العربية، … مما يثير أجواء من القلق لدى صناع القرار الإيراني من إمكانية ظهور مطالبات من هؤلاء السكان بحقوقهم القومية أو الانضمام لدولة أخرى». ففي « المنطقة العربية السنية داخل إيران … المنطقة الأكثر غنى بالموارد النفطية، … تبدو المخاوف من التمرد العربي السني موجودة في أعماق دوائر صناعة القرار الإيراني، وتأخذ بالاتساع كلما توسعت الإمبراطورية الإيرانية».

   بطبيعة الحال فإن ما يتحدث عنه الكاتب من « مصالح مشتركة» ليس جديدا في ضوء تحالفات سابقة ترجع إلى « سنوات الستينيات من القرن الماضي حين كانت الإمبراطورية الإيرانية جزءا من الإستراتيجية الإسرائيلية»، ففي ذلك الوقت، بتأكيد الكاتب، « نشأ تعاون وثيق بين إسرائيل وإيران حول ما عرفت آنذاك بـ المسألة العربية التي أقلقت الجانبين على حد سواء، ولذلك قام عدد من الضباط المظليين الإسرائيليين بتدريب العديد من الطيارين الأكراد للعمل داخل العراق وإحداث قلاقل أمنية داخل الدولة التي اعتبرت آنذاك معادية لإسرائيل وإيران في آن واحد معا». وفي السياق نقل الكاتب عن الجنرال تسوري ساغيه قوله أن « هناك عمليات عسكرية تدريبية للأكراد في العراق بمشاركة إسرائيلية وإيرانية»، وأن « الإسرائيليين قاموا بتدريب الأكراد وتشغيلهم، في حين انخرط الإيرانيون في توفير الدعم اللوجستي لأن الأكراد تدربوا في الأراضي الإيرانية، كما أن طرق وصول الإسرائيليين إلى المناطق الكردية تمت عبر إيران».

    أما عن عدو إيران والمشروع النووي، وبرؤية يهودية إيرانية، يشير الكاتب إلى: « وجود بعض التحليلات لخبراء إسرائيليين يقدِّرون بأن المشروع النووي الإيراني لم يقم بالأساس ضد إسرائيل، وإنما ضد العدو العربي السني الموجود في العراق قبيل سقوط صدام حسين». وفي السياق؛ ينقل أيضا عن سفير غربي يصفه بـ « الكبير» في العاصمة الأمريكية – واشنطن قوله أن « عددا من كبار اليهود ذوي الأصول الإيرانية المقيمين في نيويورك، أبلغوه أن المشروع النووي لبلادهم موجه بالأساس ضد عدوتهم الكبرى من الشرق وهي باكستان السنية»، وأنهم « رغم معارضتهم نظام آيات الله فإنهم سوف يعودون لإيران فور سقوطه».

    وفي أطروحته الشهيرة بعنوان: « التحالف الغادر»، يتحدث رئيس اللوبي الإيراني في واشنطن، تريتا

 بارزي، باستفاضة عن العلاقة التاريخية بين اليهود الفرس منذ العهد البابلي، ويتوقف عند تجليات العلاقة القائمة إلى اليوم بين عموم اليهود من شتى أنحاء العالم ويهود فارس في « إسرئيل»، وحنينهم إلى موطنهم الأم. لكن أبرز ما يتحدث عنه، عبر الشخصية « اليهودية» الفارسية، هو التشابه الكبير بين اليهود والفرس من جهة، مقارنة بالعرب من جهة ثانية[4]. وينقل الباحث عن خبير «إسرائيلي» في الشؤون الإيرانية قوله: « يُنظر إلى الإيرانيين على أنهم أسياد في الخداع، وأنا أعتقد بأن مكانتهم الأسطورية لا ينبع من كون الإسرائيليين يعرفون الإيرانيين ويقدرون قدراتهم وحسب، بل ولأنهم شديدو الاختلاف عن العرب. فعندما نقوم بتصنيف أعدائنا، نصنف العرب بأنهم متزمتون بحيث أنهم سيعملون وفقا للتوجيهات نفسها إلى الأبد، وذلك لأنهم عرب، إنهم ضيقوا الأفق وغير معقدين. لكن تصنيف الإيرانيين أصعب بكثير على الإسرائيليين لأنهم شديدو الشبه بنا»[5]. وهذا ما أكده بالضبط الكاتب « الإسرائيلي»، أمنون لورد، حين كتب يقول: « الإيرانيين والإسرائيليين هم الشعب الأكثر تشابها ببعضهم بعضا، لاسيما في طرق تفكيرهم في القضايا الأمنية والقومية، ونظم السيطرة والتكنولوجيا، وربما في طرق التفاوض، وهنا تظهر أوجه شبه كبيرة بين إسرائيل وإيران»[6]. ولعل من أبرز أوجه الشبه بين الجانبين ما خطه بارزي حول الشعور بالخطر. ففي أعقاب الغزو الأمريكي للعراق سنة 2003 قال بأن الدرس، كما هو حال اليهود، كان واضحا للإيرانيين، فـ: « عندما يهجم الخطر، لا يمكن الاعتماد لا على اتفاقيات جنيف ولا على ميثاق الأمم المتحدة لكي تحمي نفسها. وكما هو الحال مع إسرائيل تماما، توصلت إيران إلى أنه لا يمكنها الاعتماد على أحد سوى نفسها»[7].

    قد تبدو الشخصية « اليهودية» ضمن ثقافة « الغيتو»، التي لا تجيد أي جوار حضاري مع الآخر، أبعد ما تكون عن الشخصية الفارسية. لكن بقليل من التدقيق تبدو المسألة أقرب إلى التطابق. وبحسب توصيف الكاتب الروسي، ديستوفيكي، للشخصية « اليهودية» في مقالته التاريخية عن« المسألة اليهودية»[8]، يتحدث فيها عن بعض الملامح الخارجية لها، ومنها:« عدم التبدل أو التحول على مستوى المعتقد الديني، عدم الامتزاج مع الآخرين، الثقة العمياء بأنه لا يوجد على الأرض سوى شخصية واحدة هي الشخصية اليهودية، أما الآخرون، وبالرغم من تواجدهم، إلا أنه يتوجب عدم أخذهم بالحسبان», ولتأكيد وجهة نظره يستعين ديستوفيسكي بنص توراتي يقول: « أُخرج من الشعوب واحتفظ بشخصيتك المتفردة، واعلم أنك الوحيد عند الرب، اسحق الآخرين، أو حولهم إلى عبيد أو استغلهم كما تشاء، ثق بأن جميع الشعوب سوف تخضع لك، أعرض عن الجميع باشمئزاز، ولا تختلط بأحد، وحتى عندما تطرد من الأرض وتفقد شخصيتك السياسية، حتى عندما تتشرد في مختلف أنحاء المعمورة وبين مختلف الشعوب – سيان – ثق بما وعدت به مرة وإلى الأبد، ثق بأن كل شيء سينصلح، وحتى يتحقق الوعد، عش، أعرض عن الآخرين، توحد، واستغل و … انتظر، انتظر».

      الطريف في التوصيف أن التوراة نفسها تم كتابتها في بابل، بإشراف الفرس! لذا ليس غريبا أن يكون الرافضي ( بنسخته « المجوسية»« الإمامية») كاليهودي بنسخته الفارسية، غير قابل للتبدل أو التحول، كما يقول د. طه الدليمي في خلاصة آرائه حول « المسألة الشيعية». فهو دائما يتذمر، ويشكو المحنة والاضطهاد والمظلومية التي لا تتوقف، ويربط نفسه بآل البيت كما يربط اليهودي نفسه بإرادة الله باعتباره« شعب الله المختار»، وينتظر الخلاص بذات المحتوى الذي ينتظره اليهودي، ولا يتوقف حتى لو حصل على كل حقوقه بل سيادته .. وإذا كان اليهود يبدون من عجينة واحدة، سواء كانوا من الجاهلين أو المتعلمين، فلا فرق في الاعتقاد ونمط الحياة بين متعلم وجاهل ومؤمن وملحد، فكذلك الأمر بالنسبة للشيعة.

   في زمن الشاه محمد رضا بهلوي، أطبقت عليه فكرة فارس التوسعية، حتى استغرقت كل حياته ووجوده على رأس السلطة في إيران. كان حلمه يتلخص باعتراف الغرب بدور مهيمن له على منطقة الخليج العربي. لذا، ووسط خشية من التوسع السوفياتي، فقد بذل كل جهد سياسي، وراوغ بأقصى ما يستطيع، لكي يمنع أي تدخل غربي، من الممكن أن يؤدي إلى إفساد حلمه عليه. وشرع في التوسع باتجاه المحيط الهندي وتسيير دوريات بحرية بمحاذاة الساحل الشرقي لأفريقيا، ووصف داوود هيرماديس باواند، الديبلوماسي الإيراني السابق، تدخله في الصومال بأنه: « كان حصيلة تصور جنون العظمة الذي تَمَلَّك الشاه حيال نفسه وحيال مكانة إيران». (مقابلة في 8/8/2004). وهو ذات التوصيف الذي أطلقه عليه اليهود. ومن جهته قال هنري بريشت، مسؤول مكتب إيران السابق في الخارجية الأمريكية: « لم يكن الشاه يسعى أن يكون المهيمن على المنطقة وحسب، بل وأراد أن يصبح قوة على المسرح العالمي». (مقابلة معه في 3/3/2004). وكمستبد، يتدخل في كل كبيرة وصغيرة في شؤون الدولة، وعلى مستوى القرار، تسببت بعض سياساته بمشكلات كبيرة. وبحسب بارزي، فقد كان: « العديد من مستشاري الشاه .. على دراية بالأخطار التي تشكلها سياساته، فقلة منهم كانوا في وضع يمكنهم من التعبير عن وجهات نظرهم للحاكم الإيراني المستبد». وينقل عن علي ناغي علي خاني، وزير سابق في عهد الشاه، « تأسفه» بتساؤل بليغ:« لماذا نطمح على أن نكون القوة المهيمنة في المحيط الهندي؟ كان الأمر سخيفا. فشعبنا فقير … حتى أن جيشنا لم يكن يملك القوة الكافية، وبما أن كافة قطع الغيار مصنوعة في الولايات المتحدة، كنا دولة معتمدة على الخارج بالكامل»[9]. فهل تختلف مملكة الشاه عن جمهورية « ولاية الفقيه»؟

   لا شك أنها أوسع طموحا، وأوضح تعبيرا عن فلسفة فارس التاريخية. إذ ينقل بارزي عن شيرين هنتر قولها: « بالرغم من الاختلاف الكبير في طرق وتبريرات كل من البهلوي والخميني، كانت أهدافهما الإستراتيجية متشابهة إلى حد بعيد. تفوق الثوريون على جنون العظمة لدى البهلوي: فعلاوة على مجرد لعب دور الأول بين الأقران في المحيط الهندي ومنطقة غرب آسيا، سعت حكومة آية الله الخميني إلى قيادة العالم الإسلامي بأكمله. أي أن كلا من الشاه ( بعد العام 1967) والثوريين رغب في لعب دور سياسي يتجاوز الموارد المتوفرة لإيران»[10]. ومن جهته يقول باري روبن، مدير مركز البحوث العالمي للشؤون الدولية بالقدس ( غلوريا): « إن ما كان يعتبر طموحا مستندا إلى القومية لدى الشاه أصبح لدى من خلفوه طموحا موازيا مستندا إلى راديكالية إسلامية غالبا ما خدمت ببساطة كقناع رقيق للقومية»[11]. وفيما يلي جردة حساب موثقة لعلاقات « ولاية الفقيه» بـ «إسرائيل»، منذ انتصار الثورة:

  • « بعد شهور من اندلاع أزمة رهائن السفارة الأمريكية، قام أحمد كاشاني، النجل الأصغر لآية الله العظمى أبو القاسم كاشاني، بزيارة إسرائيل لمناقشة مبيعات الأسلحة والتعاون العسكري ضد البرنامج النووي العراقي في أوزيراك .. وأثمرت رحلته عن موافقة بيغن ( رئيس حكومة إسرائيل آنذاك) عن شحن إطارات طائرات الفانتوم المقاتلة إضافة إلى شحن أسلحة إلى الجيش الإيراني»[12].
  • ·          وبحسب أحمد حيدري، تاجر السلاح الذي عمل لصالح الخميني فقد استوردت إيران 80% من أسلحتها من «إسرائيل». وبحسب معهد يافي للدراسات الاستراتيجية بتل أبيب دفعت إيران ما قيمته 500 مليون $ ثمنا لصفقات أسلحة خلال الفترة ما بين 1980 – 1983، وتفاوضت مع «إسرائيل» في باريس على تدمير المفاعل النووي العراق قبل شهر من الضربة، وزودت «إسرائيل» بخرائط وصور للمنشئات النووية[13].  
  • ·         « كان العالم في العام 1983 مكانا مختلفا عما هو اليوم. ففيما كان دونالد رامسفيلد، المبعوث الخاص للرئيس ريغان، يغدق الثناء على صدام حسين ببغداد، كانت إسرائيل تحث واشنطن على عدم الالتفات إلى الدعوات الإيرانية التي تطالب بتدمير الدولة اليهودية، وكان المحافظون الجدد يخططون للتقارب مع نظام الخميني، فيما كانت إيران – وليس الولايات المتحدة – تُعتبر بعيدة عن الواقع بتخيلها بروز هلال شيعي»[14].
  • في خضم جولات الحوار بين الأمريكيين و «الإسرائيليين» وإيران في العواصم الأوروبية، يذكر بارزي في جولة 9/7/1985 التي استمرت أربع ساعات في مدينة هامبورغ الألمانية، والتي جمعت بين مدير عام وزارة الخارجية «الإسرائيلية»، ديفيد كمحي، ومستشار الأمن القومي الأمريكي، روبرت ماكفرلين، والمقرب من الخميني، حسن خروبي. أما خروبي فقد خاطب «الإسرائيلي» قائلا:« يمكن أن تساعد أمريكا على إنقاذ إيران من

 وضعها الصعب. إننا مهتمون بالتعاون مع الغرب، فلدينا مصالح مشتركة معه، ونرغب أن نكون جزء منه»[15].

  • بعد حرب الخليج الثانية، وفي خضم البحث عن خطر جديد، يغري العرب بتوقيع اتفاق سلام مع «إسرائيل»، بدأت حكومة « رابين – بيريز» العمالية، بالترويج لاعتبار إيران خطر وجودي يهدد «إسرائيل» بعد أن كان يعتبرها رابين صديق استراتيجي. لكن الجنرال أوري ياغي، رئيس المخابرات العسكرية «الإسرائيلية»، رد بالقول: « يتعين القول أن هذا البلد ( إيران) يدعو إلى شن حرب مقدسة علينا، غير أن سياسته التسلحية ليست مرتبطة بنا، وسيبقى الأمر كما هو حتى لو لم يعد لنا وجود»[16]. وفي مقابلة معه في 27/10/2004، نقل بارزي عن يوسي ألفير، ضابط الاستخبارات ومستشار إيهود باراك، رئيس حكومة «إسرائيل»، القول بأن: « الإيرانيين ربما يتحدثون عنا، ولكننا لسنا همهم الاستراتيجي الأول ولا حتى الثاني، كما أننا لسنا سببا يدفعهم إلى تطوير أسلحة نووية»[17]. وفي 18/2/2006 نقلت ذات الوكالة عن رئيس مجلس الأمن القومي «الإسرائيلي»، عوزي دايان، في تصريح لإذاعة الجيش «الإسرائيلي»، قوله: « إيران ليست عدوا لإسرائيل، وأنه لا يجدر بنا تهديد إيران، من وجهة نظرنا إيران ليست عدوا، ولكن علينا التأكد من عدم تمكن إيران من اقتناء أسلحة دمار شامل»[18].
  • في مقابلة مع مسؤول في وزارة الخارجية الإيرانية في طهران (آب 2004) ينقل بارسي عن مسؤول إيراني القول: « في السنة الأولى للثورة، لم نعترف بإسرائيل، ولكن كانت تربطنا علاقات دبلوماسية بالولايات المتحدة. وإذا دعت الضرورة يمكن لإسرائيل الاتجار مع إيران عبر الولايات المتحدة. سيكون ذلك حلا مؤقتا لأننا لا نستطيع الاعتراف بإسرائيل في هذه المرحلة .. ستكون إسرائيل قادرة على بلوغ أهدافها، ولن تعارض إيران من الناحية العملية سياسات إسرائيل في المنطقة»[19].

     وبعد سلسلة واسعة من التوثيقات وتقصي ردود الفعل حول تصريحات الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، في 26/10/2005، المماثلة لعبارته بأن: « إسرائيل يجب أن تمحى من الخريطة»، والمقابلات والآراء والحوارات مع اليهود الإيرانيين في «إسرائيل»، وتعلقهم بإيران، وزيارتهم لها عبر تركيا، يخلص بارزي، إلى القول بأن: « اليهود والإيرانيون ليسوا غرباء عن بعضهم. فثقافة الطرفين، وديانتهما، وتاريخاهما متشابكة بشكل وثيق منذ العصور البابلية»[20]. فهل يختلف موقف الإيرانيين تجاه اليهود؟

   الحقيقة أنه لا يختلف ولن يختلف. فالكاتب نفسه يؤكد على « المعاملة التاريخية اللطيفة» لليهود في إيران، والتي « جعلت اليهود أقل ممانعة للتأثيرات الفارسية في الديانة اليهودية»، فضلا عن أن « قلة من اليهود الإيرانيين أخذوا تصريحات نجاد على محمل الجد، وهم ممن أشاروا إلى أن الأوضاع لم تتغير كثيرا بالنسبة إلى اليهود الإيرانيين في عهده … ولم يمس أحد بسوء الكنس الأربعين في إيران، والعديد منها ملحق بمدارس عبرية. كما لم يلحق أذى بالمكتبة العبرية .. أو بالمستشفيات والمقابر اليهودية»[21]. بل وصل الأمر إلى حد توجيه انتقاد شديد للرئيس الإيراني في البرلمان الإيراني، من النائب اليهودي، موريس موهتامد، وكذا رئيس المجلس اليهودي في إيران، هارون يشايي. ولعل أشد ردود الفعل، هي تلك التي جاءت من سلف نجاد، الرئيس محمد خاتمي، حين قال في بداية العام 2006: « لا تنسوا أن إحدى جرائم هتلر، والنازية، والاشتراكية القومية الألمانية، هي ارتكاب مجزرة بحق أناس أبرياء، من بينهم العديد من اليهود»[22].

    منذ انتصاب « ولاية الفقيه» على رأس السلطة، وإلى يومنا هذا، يكاد من المستحيل العثور على عدو وجودي لإيران غير الإسلام والمسلمين. وبقطع النظر عن طوفان المعلومات التي وثقها بارزي في « التحالف الغادر»، وغيره من الباحثين والكتاب، فإن تجليات العلاقة مع «إسرائيل» والولايات المتحدة، وإجمالي خصوم الإسلام وأعداءه، لم تعد تخطؤها عين العامة من الناس، ناهيك عن المثقفين، وأعمق منهم المتخصصين. وفي أعقاب توقيع الاتفاق النووي (14/7/2015)، بين إيران ودول الخمسة زائد1، علق، ودلل بعض الخبراء والمختصين، وبعض من تولوا ملف التفاوض مع إيران على ببرنامجها النووي، أن صقور المحافظين في الولايات المتحدة ضيعوا صفقة مع إيران أثمن بما لا يقارن مع ما أتيح لإدارة أوباما سنة 2015[23].

   كان التفاوض على البرنامج النووي مع « الشيطان الأكبر»، وبقية « الشياطين»، قد بدأ في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق سنة 2003. ولا شك أنه أحد بنود « صفقة ضخمة محتملة» تحدث عنها بارزي لمعالجة « كافة نقاط النزاع» بين الولايات المتحدة وإيران. فقد « أعدّ الإيرانيون اقتراحاً شاملاً .. أذهل .. الأمريكيين. فهو لم يكن اقتراحا رسميا وحسب، على اعتبار أنه حصل على موافقة المرشد الأعلى، بل إن ما تضمنه من بنود كان مدهشا أيضا». وفيه« وضع الإيرانيون كل أوراقهم على الطاولة، وصرحوا عن كل ما يريدونه من الولايات المتحدة، وعن الأشياء التي هم على استعداد لتقديمها بالمقابل». وفيما يسميه الباحث « حوار الاحترام المتبادل»، وبقليل من التصرف الفني، فقد عرض الإيرانيون:

  • « وقف دعمهم لحماس والجهاد الإسلامي … والضغط على المجموعتين كي توقفا هجماتهما على إسرائيل.
  • وفيما يتعلق بحزب الله؛ وليد إيران، وشريكها الأكثر جدارة في العالم العربي، عرض رجال الدين عملية نزع سلاحه وتحويله إلى حزب سياسي صرف.
  • وفي الموضوع النووي، عرض الاقتراح الإيراني فتح البرنامج النووي الإيراني بالكامل أمام عمليات تفتيش دولية غير مقيدة من أجل إزالة أية مخاوف من برامج التسلح الإيرانية. وسيوقع الإيرانيون على البروتوكول الإضافي الخاص بمعاهدة عدم الانتشار، كما سيعرضون على الأمريكيين إمكانية المشاركة الكثيفة في البرنامج كضمانة إضافية وإيماءة على حسن النية.
  • في موضوع الإرهاب، عرضت إيران التعاون الكامل في مواجهة كافة المنظمات الإرهابية؛ وأهمها القاعدة.
  • في الموضوع العراقي، ستعمل إيران بنشاط مع الولايات المتحدة على دعم الاستقرار السياسي وإقامة مؤسسات ديمقراطية، والأهم من ذلك، تشكيل حكومة غير دينية.
  • وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية و «إسرائيل» يقول الباحث: « ربما كان البند الأكثر إثارة للدهشة، ذلك المتعلق بعرض إيران القبول بإعلان بيروت الصادر عن القمة العربية؛ أي خطة السلام التي أعلنها ولي العهد السعودي في مارس/آذار 2002، والتي عرض العرب بموجبها إبرام سلام جماعي مع إسرائيل، مقابل موافقة إسرائيل على الانسحاب من كافة الأراضي المحتلة والقبول بدولة فلسطينية بالكامل، والتوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين. من خلال هذه الخطوة، ستعترف إيران رسميا بالحل القائم على دولتين»[24].

[1] هذا نموذج مما تعج به مواقع الشيعة ومنتدياتهم بالإضافة إلى موقع « اليوتيوب»: http://cutt.us/aRejv

[2] « مذكرات أرييل شارون»، ترجمة أنطوان عبيد، مكتبة بيـسان، بيروت– لبنان، الطبعة الأولى سنة 1412هـ/1992م، ص 583-584. وبمثله قال وزير الخارجية «الإسرائيلي» الأسبق، ديفيد ليفي، لصحيفة « هآرتس – 1/6/1997» اليهودية في: « إن إسرائيل لم تقل في يوم من الأيام أن إيران هي العدو». وكذا الصحفي اليهودي، أوري شمحوني، في قوله لصحيفة       =

=   « معاريف23 /9/1997» اليهودية: « إن التهديد الجاثم على إيران لا يأتيها من ناحيتنا بل من الدول العربية المجاورة! فإسرائيل لم تكن أبداً ولن تكن عدواً لإيران».

[3] أمنون لورد « صحيفة إسرائيلية: توافق طهران وتل أبيب ضد سنة إيران»، 27/3/2016، موقع « الجزيرة نت»، على الشبكة: http://cutt.us/KCni

[4] تريتا بارزي، « التحالف الغادر»، مرجع سابق، ص 8 – 13.

[5] نفسالمرجع سابق، ص12.                                                                                 

[6] أمنون لورد « صحيفة إسرائيلية: توافق طهران وتل أبيب ضد سنة إيران»، مرجع سابق.

[7] تريتا بارزي، « التحالف الغادر»، مرجع سابق، ص10.

[8] فيدور ديستوفيكي: « المسألة اليهودية»، ترجمة حسن سامي اليوسف. وبحسب المترجم فقد نشرت المقالة أول مرة في مجلة « يوميات كاتب – آذار 1877»، وهي مجلة الكاتب نفسه. وهي موجودة في مجلد « يوميات كاتب» من مجموعة الأعمال الكاملة، المطبوعة في بطرس بورغ سنة 1866، والصادرة عن « دار آس سوفورين للطباعة والنشر»، بعد وفاته بخمس سنوات. على الشبكة:http://cutt.us/5Wed      

[9] تريتا بارزي، « التحالف الغادر»، مرجع سابق ، ص39. مقابلة مع علي ناغي علي خاني في 7/4/2004.

[10] نفس المرجع، ص49، نقلا عن: Shireen Hunter, Iran and the world (Indian University Press,1990), 42.

[11] نفس المرجع، ص132،  نقلا عن:

Barry Rubin, ” Iran: The Rise of a Regional Power,” The Middle East Review of International Affairs 10, no.3 (September 2006).

[12] نفس المرجع، ص52.

[13] نفس المرجع، ص85.

[14] نفس المرجع، ص59.        

[15] نفس المرجع، ص63.

[16] نفس المرجع، ص86، نقلا عن وكالة « AFP»، 5 أفريل/ نيسان 1993.

[17] نفس المرجع، ص100.

[18] نفس المرجع، ص120.

[19] نفس المرجع، ص126، وكذلك صفحات 108 و 109.

[20] نفس المرجع، ص10.                                           

[21] نفس المرجع، ص10. لا مجال للمقارنة إطلاقا مع أية حقوق وحريات لأكثر من 20 مليون مسلم سني في إيران، أو لدى أهل الأحواز العربية، أو حتى في بناء مسجد لمليون ونصف مليون سني في العاصمة طهران.

[22] نفس المرجع، ص10. بطبيعة الحال لا يتذكر هؤلاء بالأمس جرائم حركة «أمل» الشيعية في لبنان بحق المخيمات الفلسطينية، ولا اليوم حيث جرائم إيران بحق السنة في العراق وسوريا واليمن.

[23] من الجدير بالإشارة هنا الاطلاع على مقالة: Chris Patten (رئيس جامعة أوكسفورد):« نصر متأخر لمنع الانتشار النووي»، 2015/7/22، موقع« بروجيكت سينديكيت»:  http://cutt.us/RDjY، وكذلك مقالة، Gareth Evans (وزير خارجية أستراليا سابقا): « الصفقة الإيرانية التي تأخرت عشر سنوات»، 2015/7/23، نفس الموقع: http://cutt.us/xFJa2. والحديث في المقالتين، يجري عن مقترح في الفترة ما بين 2003 – 2006.

[24] تريتا بارزي، « التحالف الغادر»، مرجع سابق ، ص123.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى