مقالات

أكذوبة ثنائية الإخوان والعسكر !!

محمد عماد صابر

برلماني مصري سابق
عرض مقالات الكاتب

مرة أخرى يستدعي نظام الإنقلاب العسكري شماعة الإخوان لتبرير الإخفاق والفشل بالتصريح المدهش والعجيب للجنرال وزير النقل الفاشل كامل الوزير ، عندما أعلن أمام البرلمان أن سبب كوارث وحوادث القطارات هو وجود 162 من العناصر الإثارية المتطرفة داخل الهيئة من العمال والفنيين ، بل إن هؤلاء يدفعون الأطفال لوضع الحجارة على قضبان السكك الحديدية ويفكون مسامير الشرائط ، تفسير يعبر عن مدى السقوط في قاع التفكير والتأويل كما يعبر عن مستوى عقلية الوزير الذي كان يضرب به المثل في قيادة الإدارة الهندسية للقوات المسلحة خاصة في بناء الكباري والطرق التي إنهارت في أقل من عام واحد ، فضلا عن أن هذا الخطاب يؤشر لمدى تقييم الوزير لقيمة ومكانة البرلمان والنواب الذي يتكلم أمامهم ، فلو كان لهم إعتبار ما أخرج هذه التصريحات التي يرفضها تلاميذ المدارس إن سمعوها ولكنه برلمان جاءت به الأجهزة الأمنية وبالطريقة التي أعلنت وقتها وترتب عليها مواقف خشنة ضد بعض أنصار النظام عندما كشفوا الغطاء عن مستنقع الفساد المالي والإداري والأخلاقي الذي سقط فيه نظام الإنقلاب وأسقط فيه مؤسسات الدولة التي كانت !

مخطئ من يظن أن الإخوان وحدهم شماعة الفشل أو هم المستهدفون بالقسوة والخشونة دون غيرهم ، بل المستهدف كل الشرفاء في مصر في أي موقع كانوا وبأي فكر حملوا وبأي دين دانوا ، مسلمون أو مسيحيون ، علمانيون أو لا دينيون أو ملحدون ،

العسكر لديهم عقد نفسية من الشفافية والدقة والحقائق يعيشون على التزوير والتجميل والتضليل ، وراجع إن شئت تصريحات السيسي وممارساته عن تفريعة قناة السويس وعن تيران وصنافير وهم سد النهضة وهم المشروعات العملاقة التي أدهشت العالم وعن العبقرية المصرية في مواجهة فيروس كورونا وكيف استطاعت مصر بحكمتها مواجهة الفيروس وكيف أن مصر من الدول المعدودة على أصابع اليد الواحدة التي نجت إقتصادياً من الآثار المدمرة لكورونا وغير ذلك من الأكاذيب التي بالطبع لا يصدقها العالم ولا يصدقها شعب مصر الذي يعاني لكن يصدقها ويروج لها الإعلام الرسمي والذباب الإلكتروني السيساوي ، وإن كان كلام السيسي منذ أيام للصحيفة الألمانية قد نسف كل الأكاذيب السابقة عندما تكلم عن” شعب فقير وغير متعلم “

الإخوان ليسوا منصة النشان الوحيدة لنظام الانقلاب ، هناك سجناء كثر من ضباط القوات المسلحة ، وهناك قضاة شرفاء تم إبعادهم وهناك أساتذة جامعات كثر دفعوا ثمن مواقفهم وهناك علماء و دعاة كثر تم إقالتهم وهناك فنانون ورياضيون وغيرهم كثير ، حتى سجناء الرأي منذ العام 2013 قرابة ال 75 % منهم ليسوا من الإخوان لكنهم من شعب مصر البطل ، رغم غضب وسخط البعض عليه ،

حتى نشطاء مصر في المنافي الذين يعانون الآمرين في الغذاء والكساء والدواء والإيواء عدد كبير منهم ليسوا من الإخوان بل أن بعضهم له موقف من الإخوان ، لكن الجميع في مربع واحد ، مربع الوطن الذي هو أكبر من العسكر وأكبر من الإخوان ، لكنه نمط قديم ومتكرر من أيام العهد الناصري ، قالوا ناصر والاخوان ، ثم الحزب الوطني والاخوان واليوم العسكر والإخوان ،

الواقع يؤكد ، أنه شعب مصر ومربع الجنرالات الذين اغتصبوا السلطة وأهدروا إرادة الشعب واستولوا على مؤسسات الدولة ونهبوا ثرواتها وحولهم فرق الموالاة من الطامعين وبعض الخدم والعبيد كعادة المستبد الفاسد الوجه الآخر للمحتل الغاصب ، حفظك الله يا مصر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى