دين ودنيا

إضاءات في السياسة الشرعية4

د. عمر عبد الله الحلبي

(31) في السياسة الشرعية …
{ ياآيها الذين آمَنُوا آمِنُوا }
حافظوا على ايمانكم ..استمروا فيه .. لاتغفلوا عنه .. لاترجعوا عنه .. لا تفْتُروا عن المحافظة عليه .. لاتفْتروا عن معاهدته، ورعايته ، وتغذيته، وتقويته، والحرص عليه …
والتربية ليست مرحلة معينة من مراحل العمل الإسلامي ، يُتجه بعدها لأمور أخرى ..
بل التربية ، لا تنقطع، ولا تتوقف عند مرحلة معينة، ولا ينصرف الإنسان المؤمن عنها إلى أمر آخر .. إنما يحملها معه في كل خطوة من خطواته إلى أن تنتهي حياته على الأرض ..

(32) في السياسة الشرعية …
كانت العقبة الكبرى أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه أمام قوم يرفضون أن يقولوا : لا إله إلا الله ..لأنهم يرفضون الاعتقاد بأن الله واحد لاشريك لهة..
والعقبة الكبرى أمام دعاة الإسلام اليوم أنهم أمام قومٍ ، يقولون بأفواههم : لا إله إلا الله ، ولكنهم يرفضون أن يُقروا بأن عدم العمل بمقتضياتها يفرغها من مضمونها الحقيقي …
ولايجعل لها واقعاً ملموساً .. هو الذي أُنزل هذا الدين من أجله ، وجَهِد الرسول صلى الله عليه وسلم في تكوينه …

(33) في السياسة الشرعية …
نرفض ا لديمقراطية رفضاً تاماً ،
لرفضها القاطع لتحكيم شريعة الله ، هذا أولاً ..
وثانيها : لأنها تعطي شرعية الوجود للملحد والفاسق وفي المجتمع الإسلامي ..
وثالثها : لأنها تعطي شرعية اعتناق مايشاء ( الملحد والفاسق
والمخالف لأمر الله ..وشرعية الدعوة لما يعتنقه ( الملحد والفاسق .

( 34) في السياسة الشرعية …
الإسلام السياسي .. المقصود به هو السعي لتحكيم الشريعة، وهو المحرّم الأكبر في نظر
أمريكا ، وفي نظر أعوانها وأتباعها ، ممن يحملون أسماء إسلامية …
ماموقفنا من هذا ؟
هل يملك المسلم أن يتنازل عن هذه المسألة،
وقد قال تعالى : { وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن تكون لهم الخيرة من أمرهم }[ الأحزاب :36].
وهل يملك المسلم ان يتنازل عن هذه المسألة، ولو قيل عنه ماقيل.. أنه اقصائي ..أو رجعي .. او ستسحقك عجلة التاريخ ..
والله تعالى يقول : { أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون }[ المائدة : 50].
فالمسألة مسألة عقيدة.. وليست مسائل بدائل بعضها يمكن أن يحل محل بعض ..

(35) في السياسة الشرعية..
لايستطيع فصيل أو تنظيم إسلامي ، أن ينجح في تحقيق أهدافه …
إذا كان يفتقد الوعي السياسي والحركي ،
ويفتقد إدراك الظروف والأحداث ، التي تُحيط به، وماعند أعدائه من مكايد وتدبيرات ..

(36) في السياسة الشرعية ..
نتمنى ممن يعمل في حقل الدعوة والحركة والجهاد،
أن لايُقبل أي بديل ممن يعمل في الساحة من الخصوم الأعداء ..
ولا بديل للواقع ، إلا الإسلام ، والموقف الذي يرتضيه الإسلام.
ولايعني أن الحل الإسلامي ليس موجوداً على أرض الواقع .. أن نرضى بحالة الغثاء القائمة ،
وإنما الدعوة إلى البديل الصحيح ، هو الإسلام .. والرضى بمفاهيمه ورؤياه الصحيحة . وتغيير المنكر بعمومه ، وبالوسائل المشروعة..

(37) في السياسة الشرعية …
نقطة الخلل ، عند أكثر الجماعات والفصائل والتنظيمات والحركات الإسلامية، تكمن في أن الوعي السياسي والحركي، عندهم ضعيف لدرجة كبيرة.. أو تكاد تراه غير موجود ..
لأن هذا المجال ، لم يكن موضع التفات ولا إهتمام في برامج معظم تلك الجماعات والفصائل والتنظيمات والحركات الإسلامية .
إما لأنها لم تقدّره حق قدره ،
وإما لأنها هي ذاتها تفتقده..و( فاقد الشيء لايُعطيه) ..

(38) في السياسة الشرعية..
حين جاء الإستعمار الصليبي إلى العالم الإسلامي، بثَّ من يقول للناس : لابأس عليكم من إلغاء الشريعة، مادمتم تصلون وتصومون ، فأنتم مسلمون ..
كما بثَّ من يقول للناس : لابأس عليكم ولو لم تصلوا وتصوموا، مادمتم تقولون : ( لا إله إلا الله ) فأنتم مسلمون ..
وظلت الأمة ردحاً من الزمن – إلا من شاء ربك وإلى الآن ، لاتحكّم شريعتها، ولاتؤدي عبادتها على النحو المنشود ..
وتعتقد في الوقت نفسه أنها أمة مسلمة، لمجرد قولها :
لا إله إلا الله .
ولكن بفضل الله سبحانه { والله غالب على أمره } قامت صحوة إسلامية، وهبّ الناس في مختلف أنحاء العالم الإسلامي – الشباب خاصة – يصلون ويصومون ، ويطالبون بتحكيم الشريعة في كل شيء …

(39) في السياسة الشرعية ..
لم يقف الخصوم الأعداء مكتوفي الأيدي إزاء هذه الصحوة عموماً والشبابية على الخصوص ..
إنما نشطوا في محاربة العمل الإسلامي، تحت راية محاربة الإرهاب، كما نشطوا في محاربة المفاهيم التي قامت عليها هذه الصحوة .. كمحاربة الإسلام السياسي .. ونشر بدلاً من ذلك الديمقراطية التعددية . ومايسمّى احترام الآخر ..
وبثَّ الخصوم الأعداء من يقول للناس : لاباس عليكم من هذا كله … فمازلتم مسلمين، بل أنتم في إسلام جديد متطور .. يتمشى مع مستجدات العصر ويحول بينكم وبين الصدام المسلح مع غيركم من الناس ( الآخرين ) ..

(40) في السياسة الشرعية …
الخصوم الأعداء وأعوانهم ممن يحملون أسماء إسلامية – بما فيهم من خبث وذكاء – لايقولون لنا جهرة : اخرجوا من إسلامكم … لأنهم يعلمون جيداً انهم لو قالوا هذا لانقلب الأمر عليهم في لحظة ، ولاستيقظ النائمون من غفوتهم ، وهبّوا يدافعون عن إسلامهم ..
ومن أجل هذا فإنهم – هؤلاء الخصوم الأعداء وأولئك الأعوان لهم – لايقولون للمسلمين : اخرجوا من إسلامكم . إنما يقولون : قدّموا تفسيراً جديداً للإسلام يتمشى مع تطورات العصر، ويتسع لمستجداته، ولاتتمسكوا بالتفسير الذي قدمه أسلافكم في ظروف تختلف تماماً عن ظروفكم ، وجددوا خطابكم الديني لتخرجوه من تحجره ويبوسته وتُعيدوا إليه حيويته ومرونته ، وتظلوا مع ذلك مسلمين .
فكان :
العصرانيين.
أصحاب القراءات التحريفية.
وأصحاب تجديدالخطابالديني. النسويات من الذكور والإناث من أبناءجلدتنا . وهذه حيلةخبيثة
ذكية، يمكن أن تنطلي على عوام الناس من المسلمين، ولكن لاينبغي أن تنطلي على الدعاة والعلماء والمفكرين الإسلاميين أصحاب المبادئ والمناهج ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى