مقالات

بشار الكيماوي وانتخاباته المعدومة!

المحامي حسين مصطفى السيد

عرض مقالات الكاتب

ما تعرض له شعبنا السوري من أوضاع كارثية وتدمير وقتل ممنهج وواقع مأساوي فرضته عليه عصابة مجرمة ،وعائلة اغتصبت السلطة في سورية منذ أكثر من خمسة عقود بانقلاب عسكري قاده المجرم الأب حافظ الأسد وأورثه الحكم لولده من بعده بعيداً عن أي انتخابات ،أو السماح بإجرائها كأي إنتخابات تحصل في هذا العالم، الأمر الذي جعل هذا النظام الدموي المجرم يموت في عقول وقلوب السوريين منذ عشرات السنين، إضافةً إلى شعبنا الذي اسقط عنه أي شرعية محتملة سابقة بعد انتفاضة 2011 و انطلاق الثورة في جميع أنحاء البلاد مطالبةً بإسقاطه وإسقاط نظامه الإجرامي.

ولذلك يبقى ترشيح المجرم بشار الأسد نفسه للإنتخابات بعد (تهجير ونزوح ما يزيد عن نصف سكان سورية، واعلان الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانية وغيرها من الدول الرئيسية في هذا العالم رفضها لنتائج تلك الانتخابات وعدم الإعتراف بها ولا بشرعيتها، وصدور قرار منظمة حظر الاسلحة الكيميائية الأخير الذي أدان نظام الأسد باستخدامه ومعاودة تصنيعه للسلاح الكيميائي ) ليس أكثر من مسرحية هزلية يعتبرها حلفاؤه الروس والإيرانيون فرصتهم الأخيرة في محاولة تعويمه وإعادة إحياء ذلك النظام الساقط محلياً ودولياً.

  • وبناء على ذلك تعتبر تلك الإنتخابات باطلة وهي والعدم سواء تبعاً للأسباب التالية: 1- مخالفة انتخابات النظام السوري الحالي لجميع القرارات الأممية والدولية وتراتبية القرار 2254 التي قضت بأن عملية الانتقال السياسي في سورية يجب أن تبدأ بترتيب منطقي وقانوني على أن يكون تشكيل هيئة الحكم الانتقالية هي نقطة البداية وبداية الانطلاقة، ثم يأتي بعدها الدستور و من ثم (الانتخابات..).

2-إن القيام بالانتخابات يتطلب وجود سلطة أو حكومة انتقالية تشرف بنفسها أو بالتعاون مع الأمم المتحدة بعيداً عن سطوة وإرهاب عصابات الأسد التي ذبحت وقتلت واعتقلت وشردت ملايين السوريين داخل وخارج الأراضي السوريّة، وبالتالي لا بد من وجود البيئة الآمنة التي يسودها الاستقرار والأمان والحرية للسماح للتحضير لتلك الانتخابات وإجرائها بعيداً عن إجرام الاسد ومنظومته الأمنية والعسكرية.

3-من الشروط الأساسية قبل إجراء أية انتخابات حقيقية في بلد خاض شعبه ثورة وحرباً عمرها تجاوز العشر سنوات أن يكون هناك بيئة اجتماعية جديدة “عقد اجتماعي جديد” يؤسس لنهاية تلك الحرب ويضمن السلام والاستقرار والإفراج عن جميع المعتقلين وعودة السوريين إلى بلدهم مع ضمان أمنهم وحياتهم وكفالة حرياتهم وممارسة كافة حقوقهم المدنية والسياسية دون قيد أو شرط.

4-من الشروط الأساسية لأية انتخابات حقيقية أن يكون البلد مستقلاً ويتمتع بالسيادة والسيطرة على كامل أراضيه وألا يكون للدول ولقوات الاحتلال الأجنبية الأخرى أي تواجد عسكري أو هيمنة أو سيطرة على قراره السياسي والأمني… وكل ذلك يجب أن يحصل قبل إجراء أية انتخابات..

5- من الشروط الأساسية لأية انتخابات وجود وتوفر بنية تحتية للبلد، وتوفر الخدمات من وسائط نقل وكهرباء وماء واتصالات، ووضع اقتصادي مقبول بحدوده الدنيا ….
كذلك توفر ووجود بنية تحتية انتخابية مناسبة (كقاعدة بيانات جديدة واحصاء لعدد السوريين بعد عشر سنوات من القتل والإخفاء القسري والاعتقال من قبل نظام الأسد … إضافةً إلى إلغاء مئات الآلاف من قيود السجل المدني للأجانب ممن منحوا الجنسية السورية بعد أحداث الثورة بداية عام 2011 من أفغان وإيرانيين وعراقيين وغيرهم من المرتزقة الذي استجلبهم نظام الأسد).

6-من الشروط الأساسية لأية انتخابات ضرورة وجود إطار انتخابي وقانوني ملائم ومرجعية قضائية مستقلة حتى يتم الاعتراف بشرعية أي انتخابات..

-وعليه فلا يمكننا نحن السوريون ولا المجتمع الدولي القبول بترشيح مجرم حرب استخدم كافة الأسلحة المحرمة دولياً بما فيها السلاح الكيماوي ضد شعبه، وحرمهم أبسط حقوق الإنسان،وإننا نتطلع لبناء نظام سياسي يؤسس لدولة القانون والمؤسسات والمواطنة، لا نظام عصابات ومافيات ومجرمي حرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى