خطبت فى مسجد النور بالعباسية اليوم كانت خطبة حماسية حول ملامح المشروع الإسلامي وهو حماس لا أرتكبه فى المحاضرات والدروس عادة… فلكل مقام مقال وانفعال يناسبه… تلقاها الناس – مندهشين مما فيها – بقبول حسن… والتفوا حولي يناقشونني في بعض الجزئيات… جاء أحد النصارى – وهو يعمل فى إحدى الكنائس – ليشهر إسلامه… بعد أن صار يرى الشهادتين أمام عينيه فى كل شيء فى الكنيسة…! فازداد الناس فرحًا على فرح… انتحى بي الشيخ حافظ سلامة جانبًا ليستميلني لموقفه المتمرد… لكنني بيّنت له أن تاريخه الجهادي يوشك أن يضيع … صعق الرجل …لأن من حوله لا يصارحونه مع مخالفتهم له تمامًا … دار بيننا حوار انفعالي….. ظهر منه أن الشيخ يرى رأي جبهة الخراب تمامًا… وقد آلمه ما قلته على المنبر …وأزعجه انصراف قلوب الناس عنه… فلم يجلس لسماعه بعد الخطبة إلا نفر قليل … مع حرصي على الأدب الشديد معه كانت أشد كلمة قلتها له : لو نجح المخربون – معاذ الله – لجعلوا المشايخ تحت أحذيتهم … حاول أن يبدو هادئًا مقنعًا ثم علا صوته… وساء لفظه… اتهمني بكل نقيصة … وقبلت رأسه ويديه تقديرًا لسنه وعطائه… كنت معه كما قال الشاعر: ويسمع منى هديل الحمام …وأسمع منه زئير الأسد ذكرته بالخاتمة …وهل سيقول لربه أنه كثر سواد المفسدين ؟ هاج وماج … لكنى ألتمس له الأعذار… فقبل أن يولد أبي كان الرجل ينافح عن الإسلام… فلعل الله الكريم يختم له بخير … كفاء ما قدم فى سالف الأيام…!