دين ودنيا

حكمةالدعاة

أ.د فؤاد البنا

أكاديمي ورئيس منتدى الفكر الإسلامي
عرض مقالات الكاتب

أمّ الثوابت:
تنتصب إقامة الدين وعدم التفرق فيه كثابت لا يقبل التغيير، بل هو أمّ الثوابت إن صح التعبير، بدلالة أن الله ذكره كقاسم مشترك بين أولي العزم من الرسل الخمسة، قال تعالى: {شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه}[الشورى: ١٣]، وأولو العزم هؤلاء تعبير عن جميع الأنبياء والرسالات، فما من نبي إلا دعا لما دعا إليه هؤلاء المرسلون، ويوجب هذا على المسلم معرفة الثوابت التي يجب إقامتها ويحرم التفرق حولها.

خرقُ الضرورة:
إن استشراف المستقبل وفق مناهج تحليلية جيدة، وبناءً على امتلاك مقاليد المعرفة وإتقان فقه الواقع، يجعل الإنسان ملهما في رؤاه وقراراته كأنه من أصحاب العلم اللدني، فها هو الخضر عليه السلام يُعلم موسى كيف أن الضرورة تقتضي ارتكاب مفسدة صغيرة لدفع مفسدة كبيرة، وذلك حينما خرق السفينة التي ركباها، فقد أدى ذلك الخرق البسيط إلى إنقاذ السفينة من مصادرة أحد الظلمة لها.

صدق المدخلات والمخرجات:
لا يكفي أن تكون المدخلات صادقة ومنضبطة بضوابط الشرع، بل ينبغي أن تكون المخرجات كذلك، بحيث يتحقق في كل تصور أو تصرف، جلب النفع أو دفع الضر، ولهذا قال تعالى لحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم: {وقل ربي أدخلني مُدخل صدق وأخرجني مخرج صدق..}[الإسراء:٨٠]، ويستدعي ذلك إحسان اختيار الوسائل المشروعة وعدم السماح للأسباب بالتضخم حتى تصبح أصناماً تتسلل إلى الجوانح وتستوطن القلوب، ولذلك ختم الله هذه الآية بقوله تعالى: {واجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً}، فهو وحده صاحب السلطة ومالك النصرة.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى