منوعات

ماأوجعَ رحيلَ الأدباء!

أحمد الحُسين
ذكرياتك الباسمةُ تتساقط في دموعي وتفيض في تجاعيدي مثل الحكايات في غربة المحتضر ..
مثل الأدعية والهلاهل على موكب عرس ..
إنه موكبك أيها الكاتب ..
أصبوحتك الأخيرة ولكن الذي اختلف هذا الصباح إن كتاباتك كانت أكثر إيلاماً وعلى غير ماعهدناك ..
معاذ السراج
ربَّما هي المرّة الأوَّلى التي أشير فيها
إليك في منشور وأعرف أنَّك لن تقرأ !!
هل اقلّب ملّفات الصّور في المهرجانات واللّقاءات البعيدة كي أثبت للناس أننّي اليوم مُنيت بهزيمة أدبية مُنكرة ؟
وأنني خسرتُ صديقاً سورياً عذباً مثل ماء صيف
ورشيقاً مثل فكرة نبيلة
وباسماً مثل حلم طفولة ٍ
ومشرقاً مثل أملٍ يقاوم ؟
لن أفعل ذلك فالكتاب أصدقاء،قلوبنا وذاكراتنا وصُنّاع وجداننا وذائقاتنا حتى لولم يكونوا أصدقاء فعليين لنا ..
ولكن مايطعنني الآن أنك تعرف أنك صديقي ..
وليتك لم تكن كذلك ..
لم تكن مثلنا مُسرفاً في جدليات الوجود وسرديات الطوائف ولعلّك نجحت في أنك لم تُصنّف في حين فشلنا جميعا ..
كنت كاتباً سورياً اكتفى باسمه الثلاثي بدلاً عن أي لقبٍ يحمل دلالة لاتعنيك ولا تؤدي إليك ..
تشبه كتاباتك أناقةً وعمقاً وبساطة ..
كانت مسافتُك واحدةً منّا جميعا ..
وكنت متأنيّاً جداً فما الذي أعجلك اليوم ؟
ربما اشتقتَ لأبيك وأمك الذين سبقاك إلى الرّحيل ..
سأجدك في روح و وفاء ميشيل كيلو حارس شجر الراحلين وحزنه هو يلقي علينا رسالته الأخيرة قبل أن يختتمها بانفجاره الباكي .
سألتقيك في كلّ مراثي أصدقائنا التي اندلعت على طول خارطة الوطن هذا الصباح ..
عذراً لأنني أشير إليك بالفعل الماضي الناقص وأنت الفعل الشعري الذي يضارع كلّ شيء جميل تبقى في هذه البلاد ..
الى اللّقاء أبا عمر
والبقاء لله والمعنى النبيل .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى