مقالات

المتاجرون بالقضية الأرمنية

عبود العثمان

شاعر وكاتب سوري
عرض مقالات الكاتب

في الرابع من نيسان – إبريل من كل عام يحيي فيه الارمن ذكرى مذبحة الأرمن – كما يصفونها- على يد “الأتراك” في العام 1915 أثناء الحرب العالمية الأولى، ويدّعون بأنها كانت إبادة جماعية وتطهير عرقي مماثل لما تعرض له اليهود على يد النازيين في الحرب العالمية الثانية بما سمي بالهلوكوست اليهودي.
هذا الادعاء، ادعاء باطل وفيه كثير من التجني على الدولة العثمانية، وقد نفته تركيا من حيث هو “إبادة جماعية” تعرض لها الأرمن واعتبرت -وما زالت تعتبر- أن ما حدث هو حرب أهلية في المناطق التي يتساكن ويتعايش فيها أتراك وأرمن، وأنها كانت عمليات انتقامية وثارية بين الطرفين، ذهب ضحيتها مئات الآلاف من المسلمين الأتراك على يد الجماعات الأرمنية المدعومة من روسيا القيصرية التي كانت تخوض حرباً مع الدولة العثمانية، مما حدا بقوات السلطنة العثمانية بتهجير الأرمن الذين كانوا يساندون القوات القيصرية في حربها مع الأتراك، وتم ترحيل الكثير من هؤلاء إلى عمق اراضي الدولة العثمانية لكي يأمنوا شر موالاتهم للروس، وقد لاقى هؤلاء المرحلون اثناء رحلتهم داخل الأراضي السورية الكثير من الشقاء والعناء نتيجة تفشي الأمراض بينهم، وتعرضهم لأعمال انتقامية وثأرية.
اليوم قام الرئيس الامريكي “بايدن” بالتوقيع علي بيان سياسي يعترف فيه بأن ما تعرض له الأرمن هو “إبادة جماعية” وهذا ما لم يقره جميع الرؤساء الأمريكيين منذ الحرب العالمية الأولى لما فيه من خطورة على العلاقات مع تركيا من جهة، ولما يترتب عليه من إذكاء نار الفتنة بين دول المنطقة .الغريب في هذا الأمر أن “بايدن” لم يتصرف بواقعية مع هذه المسالة بل تعامل معها بعيداً عن الضمير وبلا اخلاق تدفعه كراهيته للمسلمين وللرئيس التركي “رجب طيب اردوغان” بشكل خاص.
والغريب أيضاً ،أن “فرنسا” و”إسرائيل” و”أمريكا” هم من يقفون اليوم وراء هذه الحملة مدعين بأنهم يقفون إلى جانب مظلومية شعب تعرض للإبادة! متناسين تاريخهم الحافل بالإبادات الجماعية:
-الامريكان وجرائمهم في فييتنام والعراق وأفغانستان وسوريا.
-الفرنسيون وإباداتهم الجماعيةللشعوب التي كانت فرنسا تحتلها والمثال على ذلك مذابحهم للشعب الجزائري.
الإسرائيليون وإبادتهم للشعب الفلسطيني.
هؤلاء القتلة هم آخر من يتكلم عن الإبادة الجماعية والتطهير العرقي.
أليس هؤلاء هم سبب شقاء الشعب السوري وما تعرض له من إبادة جماعية على يد المجرمين الإيرانيين والروس وجيش النظام المجرم؟ أين كان المجرم “بايدن” حين ذبح أطفال الغوطة بأسلحة الدمار الشامل؟ ألم يكن من ضمن طاقم “صفقة العار” واحد عرابيها فيما سمي بنزع سلاح بشار الكيماوي، تلك الصفقة التي ستبقى وصمة عار في جبينه وجبين الكلب”أوباما” وجميع قادة حزبه الذين يدعون بأنهم يقفون إلى جانب قضايا الشعوب المضطهدة.!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى