مقالات

مخاضات عسيرة لولادة بحجم التضحيات!

خليل العجيلي

أديب سوري
عرض مقالات الكاتب

الثورة تعني فقهًا هدم الواقع وانقلاب كامل عليه رأسًا على عقب ، رأس النظام المدعو بشار الأسد واحد من كل في منظور الأنظمة الدكتاتورية بل في سوريا يقوم بدور وظيفي ، ويلبس عباءة أكبر من إمكاناته الذهنية والعقلية ، اذ جاء كضرورة لملء فراغ الهيكل يُؤمر ولايأمر ، ليس بالضرورة أن يكون الرجل الماكر القوي ، ربما هزله راجع لدراسة معمقة في المركز الماسوني العالمي ليكون اسفنجة رخوة تمتص كل الوسخ ، وهذا ديدن المحفل في العقود الأخيرة ، التخلي عن الممثل القوي الذي قد يشذ عن المخطط ، والأمثلة تترى لتغيير نظرية ممثل المحفل في دكتاتوريات الشرق الأوسط ( السيسي أنموذجا بالاضافة لبشار والعجوز الهرم أبو مازن ..) ، هذا في الجمهوريات وباتت النظرية تعمم على الممالك .

وهكذا استمر آية الله بشار عشر سنوات عجاف ومازال يقتل ويدمر ويجرّف ، تدخل إقليمي تتجاذبه رياح متداخلة مرتبط رحمها بتدخل دولي يبدو ظاهرًا بأنه مختلف الاتجاهات لكنه بالحقيقة يتم التحكم به عبر الريموت كونترول من أخطبوط العالم ، عمدة العالم وسيدتها الولايات المتحدة الأمريكية ، تعمل بالفوضى الخلاقة كما تسميها لتحقيق النصر المستدام عبر صراع الأضداد ، والحرب مستعرة مستمرة وفق المخطط المرسوم ، لكن نقول بجملة اعتراضية ؛ من يقرأ تاريخ الثورات يدرك جيدًا أن إعصار الشعوب لايمكن التحكم به ولايمكن أن يوقفه أحد ، يتأخر النصر لكنه محتوم كصيرورة تاريخية ؛ وماتتكلم عنه مرحليات مخاضات عسيرة تمر بها الثورة عبر مرجل التاريخ ، نعود للغوص في المرحلية ، ونحن على أعتاب مرحلية الانتخابات الهزلية لدى النظام السوري . بادئ ذي بدء نؤكد بالخطف خلفا بأن هذه المرحلية شرشوبة خرج لاتعدل ولا تميل ، وهي للزينة ليست إلا ، ملء الفراغ الإعلامي بظنهم ضمن المخطط المرسوم ، تمرير للزمن لمزيد من الاستنزاف في قطار اللا حل سياسي ، هذا لعدم انتهاء الدور الوظيفي للنظام السوري. ولكي نجيب على السؤال الذي يطرحه دعاة الفكر الأقاويل : لم تخف المعارضة من المنافسة مع النظام السوري اذا ماتوفر لها الرعاية الدولية ؟!بادئ ذي بدء علينا الاقرار القطعي بأن النظام السوري لايقبل التشاركية ، وهذه النقطة تكفي للاجابة ، لكن لاضطر بأن نذهب معهم بمزيد من الإيضاح ، لاتتوفر في سورية بيئة مناخية لإجراء انتخابات عادلة نزيهة ، فالنظام السوري يحتكر كل أجوائها ودعائمها ، القضاء ينتمي للحزب الواحد ، الأمن بكل أشكاله وخاصة في سورية تتكاثر الأفرع الأمنية كالسرطان ، كذلك الإعلام الأوحد الذي يمتلك النظام كل أدواته ووسائله ،. بالمحصلة وكنتيجة ، لابدّ من تأكيد المقدمة التي بدأت بها :

الثورة انقلاب تام ، الثورة هدم كامل لمنظومة النظام ،الثورة نهر تسير بتؤدة برغم الروافد العكرة والأعشاب الطفيلية ، مهما تبدلت المسارات ، ومهما بدا المشهد لدى البعض رماديًا ، فإن الثورة السورية منتصرة ، ومانعيشه ليس إلا مخاضات عسيرة لولادة بحجم التضحيات .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى