حقوق وحريات

بعد 16 عامًا من انتفاضة الأحواز وثيقة أبطحي لا تزال أبرز ملامح الهجمة الاستيطانية اليوم “4”

عادل السويدي

رئيس المكتب السياسي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز
عرض مقالات الكاتب

ﻟﻘﺪ ﻛﺎدت اﻷﻣﻮر ﺗﻔﻠﺖ ﻣﻦ أﯾﺪي ما يسمى باﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري، اﻟﺬي ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻣﺘﻮﻗﻌﺎً اﻧﺪﻻع إﻧﺘﻔﺎﺿﺔ شعبية عارمة ﻓﻲ عموم مناطق وقرى اﻷﺣﻮاز وﺑﮭﺬا الحجم النوعي اﻟﺰﺧﻢ، الصدامي الهائل، وھو ﻣﺎ دفعه ﻟﻺﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﺎٍت ﻣﻦ ما يسمى بـ”حزب ﷲ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ” الذي إنتقل من مبدأ تحرير الأرض اللبنانية إلى التمسك بالرؤى الطائفية الارهابية التي عناوينها هي خدمة التوجهات السياسية الإيرانية في الساحات السورية والعراقية والأحوازية وغيرها كذلك من الساحات الوطنية العربية، ﻓﻲ ﻗﻤﻊ اﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺷﻌوب أقطار الوطن العربي عامة، وضد شعبنا اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻷﺣﻮازي خصوصاً، ولا نذيع سراً عندما نكشف بأنَّ الذي ﺗﺰﱠﻋﻢ ھﺬه اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت المساندة لعصابات الملالي الإجرامية هو الـﻗﯿﺎدي الـﺑﺎرز ﻓﻲ ﺣﺰب حسن نصر الله اﻟﻤﺪﻋﻮ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺑﺪر اﻟﺪﯾﻦ واﻟﻤﻠﻘﱠﺐ ﺑﺈﻟﯿﺎس ﺻﻌﺐ، وھﻮ نفسه اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺬي أﺻﺪرت اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻠﺒﻨﺎن ﻗﺮاراً ظﻨﯿﺎً ﻗﻀﻰ ﺑﺎﻋﺘﻘﺎله وﺛﻼﺛﺔ آﺧﺮﯾﻦ ﻟﻺﺷﺘﺒﺎه ﺑﻘﯿﺎمه ﺑإغتيال رﺋﯿﺲ اﻟﻮزراء اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ اﻟﻤرحـﻮم رﻓﯿﻖ اﻟﺤﺮﯾﺮي ﻓﻲ 14 ﺷﺒﺎط/ ﻓﺒﺮاﯾﺮ 2005م .

لقد أدرك المرحوم الشهيد القائد الوطني الأحوازي المناضل محمد شريف النواصري قيمة هذه الوثيقة السرية الاستراتيجية، لذلك فقد عمل على الإحتفاظ بها بشكلٍ سري لمدة تجاوزت الثلاث سنوات من حصوله عليها في طهران: العاصمة الإيرانية، وكان يتلمس الخطوات الفارسية الاحتلالية التي كانت تراكم العمل الإستيطاني على ضوء البرنامج السياسي الذي تمثله بنود تلك الوثيقة الخطيرة، وجاء توقيت بثها بناء على نضوج الشروط الذاتية لمرحلة التوافق الضروري مع مرحلة نضوج الظروف الموضوعية لتقدم أدوات الصراع ضد الاحتلال الايراني على ضوء تجربة حزب الوفاق الإسلامي الأحوازي، وتوافقها الكلي مع الظروف السياسية الموضوعية التي اتخذته الطلائع الثورية الأحوازية على الأرض، وكان على رأس تلك الإنتفاضة الوطنية العارمة الشهيد القائد محمد شريف النواصري : أبو وائل الذي أقدم هو ورفاقه على توزيع أكثر من مليوني نسخة منها في القرى والمدن والمؤسسات في الأحواز بغية رفع مستوى الوعي السياسي ومستوى الغضب الشعبي والتحريض الجماهيري حول خطورة محتويات الوثيقة السرية الموقعة صراحة بإسم المدعو محمد علي أبطحي الذي كان يشغل رئيس مكتب محمد خاتمي، رئيس سلطة الإحتلال الفارسي وقتها …

تراكم الوعي التفتيتي الإستراتيجي عند المحتل الفارسي

لقد جاءت السنوات التي أعقبت العام 2005 لتبين هول المخطط الفارسي المجرم ضد الأحواز: ارضا وشعباً وأنهاراً وطبيعة ومستوطنات وجرف الأراضي واغراق المدن والقرى عن بكرة ابيها، وبدأت عمليات القتل والمطاردة والسجون والإغتيالات والخطف تزداد يوما اثر يوم، وكانت عمليات السير بتطبيق بنود وخطط الوثيقة الاستراتيجية تسير على قدم وساق من دون توقف، إذ طالت الأنهار والأهوار والمياه في عموم القطر الأحوازي المحتل، فتم بناء 71 سداً على الأنهار العربية في الأحواز، كنهر كارون والكرخة، وتم تجفيف الأخريات، ومنها هور الحويزة (العظيم) الذي يعتبر أكبر المستنقعات المائية في منطقة المشرق العربي والتي تحتوي على ثروات حيوانية هائلة وخصوصاً الطيور والأسماك، فتم تجفيفها تماما، هي وهور الفلاحية القريبة على مفاعل أبو شهر النووي، وبعدها بعام بدأت بوادر التلوث البيئي تزداد وتأخذ أشكالا مرعبة ومخيفة ومدمرة على صعيد البيئة وصحة الانسان وحجم الكوارث الصحية العامة التي خلفتها هذه العمليات الإستيطانية والتخريب البيئي، كما أثر تحريف مياه كارون والكرخة اللتين كانتا تصبان في نهر شط العرب … تم تحريفهما باتجاه المدن الفارسية مثل قم واصفهان ورفسنجان، فقل منسوب مياه شط العرب فضلاً عن تلوثها وزيادة ملوحتها ودخلت فيها مياه الخليج العربي، فتم القضاء بشكل كبير على بساتين النخيل في الأراضي العراقية، في أم الرصاص والفاو ووصولا الى اراضي البصرة .

ان تصاعد الغزو الترابي الغريب الذي يضرب الأحواز سنويا شكلت سابقة وتطوراً خطيراً جـداً، كانت من نتائجها موت عشرات المواطنين الأحوازيين بسبب ضيق التنفس، ونقل المئات من الأطفال والشيوخ والنساء الى المستشفيات، وكذلك حدوث العشرات من حوادث السير المرورية التي كانت سببها عواصف الأتربة التي عُدّت نتيجة طبيعية لعمل سلطات الإحتلال الفارسية طوال أكثر من 16 عاما متواصلة ضد الأحواز وشعبها والطبيعية فيها، وعلى اثر هذا العمل الإجرامي الفاشي بدأت بوادر الغضب الشعبي تتفجر وتتصاعد وتتنامى اليوم، الأمر الذي جعل القوى الوطنية الأحوازية في الداخل والفصائل الوطنية الأحوازية في المنفى تتحرك لنجدة أهلهم في الوطن السليب الذين يتعرضون لحملة ابادة فارسية مسعورة .

تراكم العمل المقاوم الثوري في الوعي الجماعي الأحوازي

ـ لقد إقترنت وترابطت التطورات التي بدأت منذ العام 2005 : وعموم الإجراءات الفارسية، من جهة، والمقاومة الشعبية الأحوازية، من جهة أخرى، كنتيجة طبيعية لخطط العدو الاستراتيجية، والتذكير بأن الإحتجاجات والمقاومة والتصعيد يأخذ مداه الواسع في شهري مارس (كتمهيد) للدخول الى شهر نيسان من كل عام بشكل أخص عند الأحوازيين، لما لهذا الشهر من ألم ونكبة تعرض لها الأحوازيون عبر الإحتلال العسكري الفارسي لأرضهم وثرواتهم الذي جرت وقائعه الدموية بتاريخ 20 نيسان العام 1925م .

ـ المطلوب من القوى الوطنية والقومية التي أعلنت موقفها الباسل في التوحد لمواجهة الإحتلال واعادة التفكير الجدّي في خلق المرجعية الوطنية للعمل الجماعي النوعي والفريد، خصوصا تلك المرجعية التي تم انبثاقها على يد كل ابناء الحركة الوطنية الأحوازية السياسية في المنفى وفي الداخل وتم الاعلان عنها في القاهرة بتاريخ 25 يناير في العام 2010م عبر الدخول في العمل المشترك المثمر كضرورة حتمية لرفد أفعال شعبنا الكفاحية في الداخل والذي كانت نتائجة مثمره على كل الأصعدة : الوطنية والعربية والإقليمية والعالمية، ودعوة القوى الوطنية التي تراجعت عن خطها السياسي الوطني الجذري … دعوتها للعودة في خوض غمار المقاومة والعمل الهادف المثمر ضد الإحتلال من خلال اتخاذ موقف جريء وشجاع في اللحظة التاريخية الراهنة والإعتراف بأخطائها السياسية الإستراتجية بغية تقديم عملية تعضيد حركة شعبنا العربي الأحوازي المقاومة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى