مقالات

‏للموت هيبته…ولكن للعقيدة مكانها وللتاريخ كلمته

ياسر سعد الدين

كاتب سوري
عرض مقالات الكاتب

ما أن ينتهي أجل شخصية ويقضي الله أمره، حتى نسمع عجبًا ونرى مواقف غريبة وأحيانًا شاذة بل وموغلة في الشذوذ، فماذا تقول عن شخصية بائسة تترحم على نوال السعدواي في التويتر وتدعو لها أن يدخلها الله الجنة باوسع أبوابها، على الرغم من أن السعداوي كانت تهزأ بالجنة والنار وتهاجم الإسلام بصفاقة ووقاحة وقلة أدب، وإذا كان الله لم يأذن للنبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو لعمه أبي طالب رغم مواقفه المساندة للرسول صلى الله عليه وسلم لموته على الشرك، وإذا كان الله عاتب نوح لأنه نادى ربه في أبنه بعد هلاكه وموته على الكفر والعصيان، فهل هو دين جديد؟ أم محاولة للظهور بمظهر المعتدل الحكيم، في موقف يخالف بديهيات عقيدة الإسلام وثوابته؟ أم هي الرغبة في البقاء تحت الأضواء وفي عالم الشهرة؟

إذا كان للإنسان حقّ شخصي على إنسان آخر أو كانت بينهما خصومة وتجاوزات، ثم مات أحدهما فإن تسامح الآخر وعفوه وترحمه على خصمه وغريمه من النبل وعلو الأخلاق، أما إذا كان الخلاف مرده مواقف عقيدية أو فكرية أو مبدئية فينبغي الفصل بين عدم الشماتة بالموت والذي هو قدر رباني ومصير كل حي، وبين تقريظ الميت ومدحه وأعتباره قامة وطنية أو رمزًا كبيرًا.

إن في الأمر خللا كبيرًا وخطأ جسيمًا، فإن كانت الحكمة تقتضي عدم مهاجمة الميت احترامًا للمشاعر الإنسانية، ولكن إن كانت أفكاره ومواقفه غير أخلاقية، فستبقى ما بقينا، قبل موته وأثنائه وبعده مرفوضة ومدانة وملفوضة، أخشى على أولئك الذين يسارعون فيهم أن يكونوا قد بدلوا تبديلا.

معذرة، ولكن من يمتدح من:
•هاجم المحجبات وسخر منهن لا لشخوصهن ولا لإفكارهن السياسية بل لإلتزامهن بأمر الله دون أن يحترم حقهن في الاختيار والقرار
•ولمن هاجم البدو وسخر منهم بطريقة عنصرية
•ولمن كتب مقالا بعيد استشهاد الرئيس مرسي والذي دفع دمه ثمنا لمناصرته القضية السورية، ووقف في مقاله مع الدكتاتور السيسي بعنوان “فرصة جديدة”
•والذي كانت مواقفه متلونة كالحرباء ولكن عداءه للفكر الإسلامي كان واضحًا وحادًا

نقول وبكل بساطة ويسر، لم تكونوا موفقين في مواقفكم، فماذا سيقول من يقرأ مواقفكم خصوصًا من الشبان الصغار ثم يرى موقف الراحل من الإسلام والديمقراطية وانقلاب السياسي الدموي الإجرامي؟

اللهم أرنا الحق حقًا وارزقتنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقتنا اجتنابه.

ربنا لا تزغ قلوبنا بعدَ إذ هدَيتنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى