حقوق وحريات

المعاقون العاطلون حملة الشهادات يشتكون من قمعهم في صفحة الوزيرة جميلة المصلي

المغرب – عبد العالي كويش

يشتكي الأشخاص في وضعية إعاقة الذين يحملون شهادات جامعية (إجازة وماستر) ودبلومات تقنية من قمعهم وتكميم أفواههم في الصفحة الرسمية لوزيرة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة بالمغرب ، حيث يعمدون لوضع تعليقات تطالب الوزيرة بالنظر في ملفهم وإنصافهم باعتبار هذه الوزيرة هي المكلفة بملفهم في الحكومة المغرببة، كما يذكّرون الوزيرة بمراسلاتهم السابقة الموجهة إليها في شكل رسائل مفتوحة منشورة على العديد من الجرائد الإلكترونية، مناشدين إياها الرد عليهم والتجاوب مع مطالبهم . لكن الكثير منهم يتعرضون للصدمة إذ يتفاجأون بحذف تعليقاتهم ثم منعهم من التعليق .

الصفحة الرسمية للوزيرة جميلة المصلي عليها الشارة الزرقاء وتضم في عضويتها أزيد من 71 ألفا من المعجبين ، تبدو مخصصة لتغطية أنشطة الوزيرة وخرجاتها الميدانية وإنجازاتها ومشاريعها ، إذ لا يسمح فيها بالانتقاد إلا نادرا ، وتقابَل الكثير من التعليقات والمداخلات التي تطلب إنصاف حملة الشهادات في وضعية إعاقة بالحذف ، مع حرمان أصحابها من عضوية الصفحة ، ناهيك عن عدم الرد على أي تعليق لهم .
ويمكن معاينة عدد التعليقات تحت العديد من منشورات هذه الصفحة ومقارنته بالتعليقات المتبقاة ، ليتبين لنا أن حملة الشهادات في وضعية إعاقة تعرضوا لقمع حقيقي على هذه الصفحة وانهم مُنعوا من التعبير والشكوى والاحتجاج ..

وكان حملة الشهادات في وضعية إعاقة المتضررون من خروقات المباراة الموحدة لشهر فبراير 2021 وجهوا رسالة مفتوحة عبر المواقع الإلكترونية إلى جميلة المصلي وزيرة التضامن من قرابة شهر اشتكوا فيها من المباراة الموحدة الذي انعدم فيها مبدأ تكافؤ الفرص والاستحقاق إلى درجة كبيرة ، ومن عدم تفعيل كوطا % 7 في المباريات العمومية، وطالبوا بتعويضهم ومساعدتهم على نيل حقهم في التوظيف المباشر أو في التوصل لحلول لعطالتهم ، كما أبدوا فيها عزمهم على تنظيم وقفات احتجاجية بالرباط إن لم يتم الاستجابة لمطالبهم بل ذهبوا إلى حد التلويح بحرق شهاداتهم أمام وزارة التضامن وتقديم طلب اللجوء الإنساني لإحدى الدول .

وأودع بعضهم طلبات لقاء بالوزيرة في مقر الوزارة قصد لقائها وتدارس ملفهم معها والبحث عن حلول لمشاكلهم التي يتخبطون فيها ، ولم يحصلوا على رد لغاية الساعة .

حالة من التذمر والاستهجان والغضب تسود صفوف حملة الشهادات في وضعية إعاقة العاطلين من المعاملة القاسية التي يتعرضون لها في الصفحة الرسمية للوزيرة ؛ والتي تناقض كل التناقض جميع التصريحات الحكومية بالاعتناء بهذه الفئة والاستماع إليها وإنصافها ؛ وتخالف منطوق الدستور والقوانين التي تُعنى بهذه الفئة ومبادئ حقوق الإنسان وحرية التعبير ، كما يشتكون من الصمت المريب من طرف الوزيرة إزاء الأوضاع الصعبة التي يعايشونها في حين أنها تقوم بأنشطة كثيرة تهم الحماية الاجتماعية والأطفال المتخلى عنهم والأرامل والمسنين ، دون أن تلفت إليهم بكلمة واحدة ،أو تدرجهم في برامج وزارتها المكلفة بحماية حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة والنهوض بها ، مما يجعلهم يؤكدون أنهم سينزلون للشارع قريبا للمطالبة بحقوقهم ، مهما كانت العواقب ، ليعرضوا أنفسهم للهراوات الأمنية بعد أن نالوا قسطا وافرا منها فيسبوكيا على الصفحة الرسمية للوزيرة !

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى