منوعات

ناسا تنجح في إطلاق طائرة مروحية صغيرة من فوق سطح المريخ في أول رحلة من نوعها

نجحت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا في إطلاق طائرة مسيرة صغيرة على سطح المريخ.

وحلقت الطائرة المسيرة، المسماة إنجينيوتي، في الجو مدة تقل عن دقيقة، وهذه أول مرة تنجح فيها ناسا في إطلاق وتحليق طائرة تعمل بالطاقة ويتحكم فيها طاقم من على كوكب آخر.

وجاء تأكيد نجاح المهمة عبر القمر الصناعي في المريخ الذي نقل بيانات المروحية إلى الأرض.

وتعد وكالة الفضاء الأمريكية برحلات أكثر مغامرة في اليوم التالي.

وسوف يُطلب من الطائرة أن تطير إلى مسافة أعلى وأبعد، بينما يسعى المهندسون لاختبار حدود هذه التكنولوجيا.

صعوبة المهمة

التحليق على الكوكب الأحمر ليس بالأمر السهل. فطبيعة الغلاف الجوي على سطح المريخ مختلفة، فهو رقيق للغاية، إذ لا تتعدى كثافته 1 في المئة من الكثافة على الأرض. ولا يعطي هذا المروحية الكثير من الهواء المطلوب لدفعها.

ولكن قوة الجاذبية على الكوكب الأحمر أقل، وهذا عامل مساعد، ومع ذلك بنى المهندسون المروحية لتكون خفيفة للغاية، إذ يبلغ وزنها 1.8 كغم فقط.

فوق جسم الطائرة مروحتان يبلغ طول كل منهما 1.2 متر، وتدوران في اتجاهين متعاكسين، بسرعة تصل إلى 2500 دورة في الدقيقة. وهذه سرعة فائقة، تعادل حوالي ثلثي سرعة الصوت على المريخ. ووفر هذا لـ”انجينيوتي” القدرة التي تحتاجها للارتفاع.

وراقبت وكالة ناسا الرياح في منطقة جيزيرو، التي هبطت فيها المركبة بيرسيفيرانس. وكان يتوقع أن تصل سرعة الرياح إلى 20 مترا في الثانية. وهذه سرعة أكبر مما جُرّب على الأرض ولكن الفريق كان يعتقد أن المروحية مهيأة لأداء المهمة.

أين تمت الرحلة؟

هبطت المركبة المعروفة باسم بيرسيفيرانس أو “المثابرة” في منطقة من الكوكب الأحمر تسمى فوهة جيزيرو. وحمل الروبوت المروحية تحته أثناء هبوطه المحفوف بالمخاطر على سطح المريخ في فبراير/شباط.

ثم سارت المركبة إلى “مهبط” يبعد حوالي 20 مترا من مكان هبوطها، وهناك أنزلت المروحية انجينيوتي على سطح المريخ والتقطت صورة شخصية (سيلفي) لها وللطائرة.

ويقول المهندسون إن المروحية كانت في حالة جيدة لرحلتها التجريبية.

وبعد نجاح الرحلة ستحاول ناسا القيام بأربع رحلات أخرى للمروحية خلال الأيام المقبلة، تأخذ كل رحلة منها الطائرة إلى مكان أبعد قليلا .

كيف ترسل الطائرة الصور؟

توجد على متن المروحية كاميراتان، إحداهما بالأبيض والأسود موجهة إلى الأرض وتستخدم في الملاحة، والأخرى ملونة وعالية الدقة وعدساتها موجهة إلى الأفق.

وستتحرك المركبة أيضا بعيدا إلى مسافة تبعد حوالي 65 مترا. وستستخدم خاصية التقريب في الكاميرات المزودة بها للحصول على بعض اللقطات المقربة لتحليق المروحية. وبشيء من الحظ، قد نحصل على تسجيل مصور أيضا.

ويرتبط بكل هذا تعقيدات. إذ تعمل كل من المركبة الجوالة والمروحية بشكل مستقل، وتحمل ساعات منفصلة. ويجب أن تكون أجهزة التوقيت متزامنة حتى يصبح التصوير ممكنا.

لماذا تعد هذه الرحلة مهمة؟

تقول وكالة الفضاء الأمريكية إن الرحلة ستكون بمثابة “لحظة الأخوين رايت”، وذلك في إشارة إلى انطلاق أول رحلة طائرة تعمل بالطاقة ويمكن التحكم فيها هنا على الأرض في عام 1903.

واحتفالا بذلك أُلصقت قطعة نسيج بحجم طابع بريدي من جناح طائرة الأخوين رايت على مروحية “انجينيويتي” قبل أن تغادر الأرض. ويذكر أن الرحلة الأولى للأخوين رايت استغرقت 12 ثانية فقط. والأمور العظيمة دائما تبدأ بخطوات صغيرة.

والمأمول هو أن يغير هذا في النهاية كيفية استكشافنا لبعض العوالم البعيدة.

يمكن استخدام الطائرات بدون طيار للبحث عن رواد الفضاء في المستقبل، وحتى رواد الفضاء بمجرد وصولهم في النهاية إلى المريخ.

ووافقت ناسا بالفعل على إرسال طائرة هليكوبتر إلى تيتان، القمر الكبير لكوكب زحل. ولهذا القمر جو سميك جدا. وستصل المركبة، المعروفة باسم دراغون فلاي، إلى تيتان في منتصف عام 2030.

المصدر : B.B.C. عربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى