بحوث ودراسات

المربط الصفوي مقاربات عقدية وسوسيولوجية وسياسية وتاريخية 13

أكرم حجازي

كاتب وباحث أكاديمي
عرض مقالات الكاتب

المبحث الثاني

الخميني

أولا: عقائد الخميني

       في المحصلة؛ حتى لو جرى التشكيك في كافة الروايات عن أصول الخميني، فالذي لا شك فيه، أن الرواية الأكثر دقة عنه هي تلك التي تقول بأن أصل الخميني ونسبه موضع شك وغموض. وهذا كفيل باستفزاز الذاكرة حول شخصية « ابن سبأ» جديد!!! وفي مثل هذه النهاية فلن يكون ثمة فرق بين « عبد الله» و « روح الله» و« بولس». فكلهم عمل ببراعة فائقة على استحداث دين جديد، أو بتطويره وفق ما تقتضيه الحاجة. ومع أننا مررنا ببعض عقائد الرجل؛ إلا أننا نستأذن العلماء والباحثين في تثبيت بعض من أبرزها، كما وردت في كتبه أو خطاباته، دون شرح أو تعليق، قبل التوقف عند أطروحة « ولاية الفقيه» التي استوردها من أرحام فقهاء جبل عامل و« الصفوية».

  • من خطاب بمناسبة ذكرى مولد الإمام المهدي في 15شعبان1400هـ:

    « لقد جاء الأنبياء جميعاً من أجل إرساء قواعد العدالة في العالم، لكنهم لم ينجحوا، حتى النبي محمد خاتم الأنبياء الذي جاء لإصلاح البشرية، وتنفيذ العدالة، وتربية البشر لم ينجح في ذلك. وإن الشخص الذي سينجح في ذلك ويرسي قواعد العدالة في جميع أنحاء العالم في جميع مراتب إنسانية الإنسان وتقويم الانحرافات هو المهدي المنتظر … فالإمام المهدي الذي أبقاه الله سبحانه وتعالى ذخراً من أجل البشرية، سيعمل على نشر العدالة في جميع أنحاء العالم، وسينجح فيما أخفق في تحقيقه الأنبياء».

ويتابع:

     « إن السبب الذي أطال سبحانه وتعالى من أجله عمر المهدي عليه السلام، وهو أنه لم يكن بين البشر من يستطيع القيام بمثل هذا العمل الكبير حتى الأنبياء، وأجداد الإمام المهدي عليه السلام لم ينجحوا في تحقيق ما جاؤوا من أجله».

ويقول أيضاً:

    « لو كان الإمام المهدي عليه السلام قد التحق إلى جوار ربه، لما كان هناك أحد بين البشر لإرساء العدالة وتنفيذها في العالم … فالإمام المهدي المنتظر عليه السلام، قد أُبقي ذخراً لمثل هذا الأمر، ولذلك فإن عيد ميلاده – أرواحنا فداه – أكبر أعياد المسلمين، وأكبر عيد لأبناء البشرية، لأنه … عند ظهوره، فإنه سيخرج البشرية من الانحطاط، ويهدي الجميع إلى الصراط المستقيم، ويملأ الأرض عدلاً بعدما ملئت جوراًإن ميلاد الإمام المهدي عيد كبير بالنسبة للمسلمين، يعتبر أكبر من عيد ميلاد النبي محمد، ولذلك علينا أن نعد أنفسنا من أجل مجيء الإمام المهدي عليه السلام … إنني لا أتمكن من تسميته بالزعيم، لأنه أكبر وأرفع من ذلك، ولا أتمكن من تسميته بالرجل الأول، لأنه لا يوجد أحد بعده وليس له ثان، ولذلك لا أستطيع وصفه بأي كلام سوى المهدي المنتظر الموعود، وهو الذي أبقاه الله سبحانه وتعالى ذخراً للبشرية، وعلينا أن نهيئ أنفسنا لرؤياه في حالة توفيقنا بهذا الأمر، ونكون مرفوعي الرأس… على جميع الأجهزة في بلادنا … ونأمل أن تتوسع في سائر الدول، أن تهيئ نفسها من أجل ظهور الإمام المهدي عليه السلام وتستعد لزيارته».

  • من خطاب في ذكرى مولد الرضا الإمام السابع عند الشيعة بتاريخ 9/8/1984م:

    « إني متأسف لأمرين: أحدهما أن نظام الحكم الإسلامي لم ينجح منذ فجر الإسلام إلى يومنا هذا، وحتى في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يستقم نظام الحكم كما ينبغي. وأيضا: واضح أن النبي لو كان قد بلغ بأمر الإمامة طبقاً لما أمر الله به وبذل المساعي في هذا المجال لما نشبت في البلدان الإسلامية كل هذه الاختلافات والمشاحنات والمعارك، ولما ظهرت خلافات في أصول الدين وفروعه». (كشف الأسرار، ص 55).

  • إله المسلمين وإله الخميني

    « إننا لا نعبد إلهاً يقيم بناء شامخا للعبادة والعدالة والتدين، ثم يقوم بهدمه بنفسه، ويُجلس يزيداً ومعاوية وعثمان وسواهم من العتاة في مواقع الإمارة على الناس، ولا يقوم بتقرير مصير الأمة بعد وفاة نبيه». (كشف الأسرار، ص 123).وفي موضع آخر يقول:« إنه كان من الخير أن يُنزل الله آية تؤكد أن على بن أبى طالب وأولاده أئمة من بعد النبي، لأن ذلك كان كفيلا بعدم ظهور الخلاف حول هذه المسألة». ويقول عن الحسينيات:« لولا هذه المؤسسات الدينية الكبرى لما كان هناك الآن أي أثر للدين الحقيقي المتمثل في المذهب الشيعي، وكانت هذه المذاهب الباطلة التي وضعت لبناتها في سقيفة بني ساعدة وهدفها اجتثاث جذور الدين الحقيقي تحتل الآن مواضع الحق»، ( كشف الأسرار، ص 193).

  • تحريف القرآن

    « إن الذين لم يكن لهم ارتباط بالإسلام والقرآن إلا لأجل الرئاسة والدنيا، وكانوا يجعلون القرآن وسيلة لمقاصدهم الفاسدة، كان من الممكن أن يحرفوا هذا الكتاب السماوي في حالة ذكر اسم الإمام في القرآن وأن يمسحوا هذه الآيات منه وأن يلصقوا وصمة العار هذه على حياة المسلمين». (كشف الأسرار،  ص 114)، استرشادا بكتاب « مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل» لـ، الميرزا حسين النوري الطبرسي.

  • أئمة الشيعة والأنبياء

    « نقول بأن الأنبياء لم يوفقوا في تنفيذ مقاصدهم وأن الله سبحانه سيبعث في آخر الزمان شخصاً يقوم بتنفيذ مسائل الأنبياء». لكن:« بالإمامة يكتمل الدين والتبليغ يتم»، (كشف الأسرار، ص 154). ذلك أن: « تعاليم الأئمة كتعاليم القرآن»، ( الحكومة الإسلامية، ص 113)، بل: « إن للإمام مقاماً محموداً وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات الكون، فهؤلاء: « لا يتصور فيهم السهو والغفلة»، (الحكومة الإسلامية، ص 91)، لذا؛ فـ: « إن من ضرورات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل .. وقد ورد عنهم (ع) أن لنا مع الله حالات لا يسعها ملك مقرب ولا نبي مرسل»، ( الحكومة الإسلامية، ص52).

  • الصحابة وأهل السنة

       في كتابه (وصيتنامة، ص19) كتب يقول: « إنني أدّعي وبجرأة بأن الشعب الإيراني بجماهيره المليونية في عصرنا الحاضر أفضل من شعب الحجاز الذي عاصر رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ومن شعب الكوفة والعراق المعاصرين لأمير المؤمنين والحسين بن علي (عليهما السلام)، فمسلمو الحجاز لم يطيعوا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وتخلفوا عن جبهات الحرب بذرائع مختلفة حتى وبخهم الله تعالى بآيات من سورة التوبة وتوعدهم العذاب وكم رموا الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالأكاذيب حتى أنه لعنهم من على المنبر[1]ـ على ما نقلت الروايات».  وفي ( كشف الأسرار، 126 -127) يقول: « إننا هنا لا شأن لنا بالشيخين وما قاما به من مخالفات للقرآن ومن تلاعب بأحكام الإله وما حلّلاه وحرماه من عندهما وما مارساه من ظلم ضد فاطمة … وأن مثل هؤلاء الأفراد الجهال الحمقى والأفاقون والجائرون غير جديرين بأن يكونوا في موقع الإمامة وأن يكونوا ضمن أولي الأمر». بل: « إن كل ما يعاني منه المسلمون اليوم إنما هو من آثار يوم السقيفة»، ( كشف الأسرار ص155). وعن المسلمين أو « النواصب» بلغة القوم، فيقول: « الأقوى إلحاق الناصب بأهل الحرب في إباحة ما اغتنم منهم وتعلق الخمس به، بل الظاهر جواز أخذ ماله أينما وجد، وبأي نحو كان ووجوب إخراج خمسه»، ( تحرير الوسيلة، ج1 / ص352). إذ أن:« النواصب والخوارج لعنهما الله تعالى فهما نجسان من غير توقف»، ( تحرير الوسيلة). أما قوله في الفرق الشيعية الأخرى: « غير الاثنى عشرية … ؛ إذا لم يظهر منهم نصب ومعاداة وسب لسائر الأئمة الذين لا يعتقدون بإمامتهم طاهرون، وأما مع ظهور ذلك منهم فهم مثل سائر النواصب». ( تحرير الوسيلة).

  • عقيدة الحلول والاتحاد

   يصف علي ابن أبي طالب، رضي الله عنه، بأنه: « خليفته القائم مقامه في الملك والملكوت، المتحد بحقيقته في حضرت الجبروت واللاهوت، أصل شجرة طوبى، وحقيقة سدرة المنتهى، الرفيق الأعلى في مقام أو أدنى، معلم الروحانيين، ومؤيد الأنبياء والمرسلين علي أمير المؤمنين»، (مصباح الهداية، ص 1). وفي ص142 يشرح بأنه: « عليه السلام صاحب الولاية المطلقة الكلية والولاية باطن الخلافة .. فهو عليه السلام بمقام ولايته الكلية قائم على كل نفس بما كسبت، ومع الأشياء معية قيومية ظلية إلهية ظل المعية القيومية الحقة الإلهية، إلا أن الولاية لما كانت في الأنبياء أكثر خصهم بالذكر». وفي كتابه ( شرح حديث السحر، ص111)، يقول: « إن لنا مع الله حالات هو نحن ونحن هو وهو هو ونحن نحن[2]. فالوحدة في عين الكثرة والكثرة في عين الوحدة».

  • تحريف الأذان

   يقولموسى الموسوي: « أدخل الخميني اسمه في أذان الصلوات، وقدم اسمه على النبي الكريم، فأذان الصلوات في إيران بعد استلام الخميني للحكم، وفي كل جوامعها، كما يلي: الله أكبر ( خميني رهبر). أي أن الخميني هو القائد، ثم أشهد أن محمدا رسول الله .. إلخ». ويعلق الموسوي على بدعة الأذان موردا رواية عن مهدي بازركان، أول رئيس حكومة بعد سقوط الشاه، كادت تودي بحياته، فيقول:« لقد جرت العادة في البلاد الإسلامية إذا ذكر اسم النبي الكريم صلى الله عليه وسلم صلى الحاضرون ثلاثة مرات، وقال بازركان في خطاب جماهيري: ماذ تقولون لرسول الله إذا قال لكم تصلون علي مرة إذا ذُكرت وثلاث مرات إذا ذُكر ابني؟ وكان بازركان يقصد من (ابني) الخميني الذي يدعي أنه من أولاد الرسول صلى اللع عليه وسلم، وكاد البازركان يدفع حياته ثمنا لهذا الكلام». (الثورة البائسة162، 163).

  • الشركيات والقبور

      في كتابه (كشف الأسرار، ص30)، وتحت عنوان: « ليس من الشرك طلب الحاجة من الموتى»، يقول: « يمكن أن يقال إن التوسل إلى الموتى وطلب الحاجة منهم شرك، لأن النبي والإمام ليس إلا جمادين فلا تتوقع منهما النفع والضرر، والجواب: إن الشرك هو طلب الحاجة من غير الله، مع الاعتقاد بأن هذا الغير هو إله ورب، وأما طلب الحاجة من الغير من غير هذا الاعتقاد فذلك ليس بشرك !!، ولا فرق في هذا المعنى بين الحي والميت، ولهذا لو طلب أحد حاجته من الحجر والمدر لا يكون شركاً، مع أنه قد فعل فعلاً باطلاً. ومن ناحية أخرى نحن نستمد من أرواح الأنبياء المقدسة والأئمة الذين أعطاهم الله قدرة. لقد ثبت بالبراهين القطعية والأدلة النقلية المحكمة حياة الروح بعد الموت، والإحاطة الكاملة للأرواح على هذا العالم».


[1] على الموقع الفارسي:http://cutt.us/8BdBO

[2] هذه العبارة « هو نحن ونحن هو وهو هو ونحن نحن» حذفت من بعض النسخ. وها هو يرددها معمم آخر. على موقع « يوتيوب » بعنوان:  « المعمم الرافضي حسين المطوع / الأئمة هم الله والله هو الأئمة»، http://cutt.us/KFSXQ       

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى