مقالات

حدث في رمضان 6

أ.د. أحمد رشاد

أكاديمي مصري
عرض مقالات الكاتب

روي أنه في السادس من رمضان في مثل هذا اليوم أنزل الله عزّ وجّل التوراة على سيدنا رسول الله موسى ابن عمران {عليه الســــلام} مُبشراً بنبي آخر الزمـــــــــــان أخيه النبي محمد ابن عبد الله (عليه الصلاة والسلام).

حدث في 6 من رمضان سن 22 هـ

في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك وكان يقابل الثامن والعشرين من شهر تموز للعام الميلادي 643، انطلقت سرية من سرايا الإسلام صوب أهل أرض النوبة بعد دخول مصر في الإسلام، أرسلها عمرو بن العاص بقيادة عقبة بن نافع، اشتبكت مع القبائل في تلك المناطق إلى أن عقد عثمان بن عفّان {رضي الله عنه} صلحاً معها.

حدث في 6 من رمضان سنة 63 هـ  فتح بلاد السند: 

في 6 رمضان 63هـ الموافق 14 مايو 682 م انتصر محمد بن القاسم على جيوش الهند عند نهر السند وتم فتح بلاد السند، وكان ذلك في آخر عهد الوليد بن عبد الملك.
الوليد بن عبد الملك (668-714): خليفة أموي، ولي بعد وفاة أبيه عبد الملك بن مروان عام 705. وجه جيوشه لمحاربة البيزنطيين، وبلغت القوقاز والمغرب وصقلية والأندلس. في أيامه فتحت بخارى وسمرقند (قتيبة بن مسلم) والهند (محمد بن قاسم) والأندلس (طارق بن زياد). بلغت الدولة الأموية في أيامه أوج مجدها. بنى الجامع الأقصى في القدس والجامع الأموي الكبير في دمشق وأعاد بناء جامع الرسول (ص) في المدينة المنورة. خلفه أخوه سليمان بعد وفاته. 

حدث في 6 من رمضان سنة 91 هـ  

 في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك، طريف ابن مالك يشّن غارة على الساحل الأسباني، عبر طريف ابن مالك المضيف الأسباني بمائة فارس وأربعمائة جندي ونزل في مكان يُسمى حتى الآن باسمه وهو {تاريفا}. وآغاروا على المناطق التي تليها بالجزيرة الخضراء وعادوا سالمين، بعد ذلك تبيّن للقائد موسى ابن نصير ضعف القوات الأسبانية، فجهز جيشاً قوامه سبعة آلاف محارب بقيادة قائده ونائبه على طنجة طارق ابن زياد بعد سنة من هذا التاريخ، والغريب أن حملات فتح الأندلس قد حدثت في رمضان مدة ثلاث سنوات، في رمضان 91 للهجرة رمضان 92 للهجرة رمضان 93 للهجرة، الأولى كانت بقيادة طريف والثانية بقيادة طارق والثالثة موسى إبان نصير.

حدث في 6 من رمضان سنة 92 هـ  

في مثل هذا اليوم سنة 92 هجرية 711م كان *فتح بلاد السند* بعد انتصار جيوش الإسلام بقيادة محمد بن القاسم الثقفي على ملكها (الراجة داهر) وقتله، فدخلت بعد ذلك كل بلاد السند في بلاد الإسلام.

حدث في 6 من رمضان سنة 201 هـ  

في مثل هذا اليوم من شهر رمضان في السادس من شهر رمضان المُبارك سنة 201 ه / سنة 816 م   بايع الناس الإمام الرضا، وهو علي ابن موسى ابن جعفر ابن محمد ابن علي ابن الحسين ابن علي ابن أبي طالب {رضي الله عنهم وأرضاهم} وجّه الخليفة العباسي المأمون رجاء ابن أبي الضحاك للإمام علي ابن عبد الرضا دعوته للتوجه إلى مرو. وعندما وصل علي ابن موسى إلى مرو أستقبله المأمون استقبالا حاراً، ثم عرض عليه أن يتقلد الإمارة والخلافة، فأبى علي ابن أبي موسى، ودارات في هذا مخاطبات كثيرة وبقوا في ذلك قرابة شهرين دون أن يقبل ما يعرض عليه، فقد أراد المأمون خلع نفسه عن الخلافة وتسليمها للرضا، فأنكرا الرضا هذا الأمر، لكنه رضي بولاية العهد، ولم يتولى علي ابن موسى الخلافة بعد ذلك إذ أنه توفي في خلافة المأمون ودفن في طوس، التي تُسمى حالياً مشهد شمال شرق إيران. وبذلك لم تخرج الخلافة من العباسيين إلى العلويين.

حدث في 6 من رمضان سنة 223 هـ  

حدث في مثل هذا اليوم سنة 223 هجرية 838م *حصار عمورية* الذي انتهى بفتحها، فقد غزا توفيل ميخائيل إمبراطور الروم مدنا إسلامية مستغلا انشغال المسلمين بقتال الزنديق بابك الخرمي الذي أرسل إليه يطلب منه غزو بلاد المسلمين، فقتل وأسر ومثل بقطع الأذان وجدع الأنوف وسمل العيون، وخرب مدينة ملطية وهدم أسوارها، وبلغ عدد النساء الأسيرات لديه أكثر من ألف امرأة، فيهن امرأة هاشمية اسمها _شراة العلوية_ استغاثة من شدة التعذيب فقالت: (وامعتصماه) ، فضحك العلج الرومي عليها وقال: لا يأتي المعتصم لخلاصك إلا على فرس أبلق ــــــ فرس فيه سواد وبياض ــــــــ، بلغ ذلك المعتصم فوثب وثبة الأسد وقال: والله لا يطأ رأسي غسلا من جنابة حتى أغزو بلاد الروم. فدعا للنفير، وخرج في جيش كبير على مقدمته أربعة آلاف من الخيول البلق، ثم سأل الأمراء: أي بلاد الروم أمنع وأحصن؟ قالوا: عمورية، لم يعرض لها أحد من المسلمين منذ كان الإسلام، وهي عين النصرانية وبنكها وهي أشرف عندهم من القسطنطينية. فقال المعتصم: هي هدفنا.

وسار المعتصم بجيشه في جمادى الأولى حتى وصل سروج بالقرب من طرسوس فقسم جيشه إلى فريقين: الأول بقيادة الأفشين ووجهته أنقرة، وسار هو بالفريق الثاني وبعث قائده أشناس بقسم صغير إلى أنقرة من طريق آخر، وسار المعتصم في أثره على أن يلتقي الجميع عند أنقرة.

ولكن إمبراطور الروم كمن عند دزمون فباغت الأفشين وحدثت *معركة دزمون* في 25 شعبان فانهزم الإمبراطور وفر إلى القسطنطينية، وأرسل قسما من جيشه بقيادة خاله مناطس إلى عمورية لتحصينها وحمايتها.

دخل المعتصم أنقرة فوجدها قد أخليت بعد هزيمة الإمبراطور، فتوجه إلى عمورية وضرب الحصار عليها في مثل هذا اليوم 6 رمضان، وكانت عمورية ذات أسوار منيعة وأبراج عالية كبيرة كثيرة مليئة بالرجال والسلاح.

في الوقت نفسه بعث الإمبراطور برسالة إلى المعتصم يعتذر فيها عن ما بدر منه ويطلب الصلح ويتعهد ببناء مدينة ملطية ورد كل ما أخذه منها وإطلاق الأسرى، ولكن المعتصم رفض ذلك.
     بدأت المناوشات وكانت ممكن أن تستمر مدة طويلة، ولكن أسيرا عربيا نصرانيا قد أسره الروم دل الخليفة على جانب ضعيف في السور، فركزت المجانيق ضرباتها على ذلك الجانب حتى فتح، فدخلت جيوش المعتصم عمورية في 17 رمضان -وقيل أواخر شوال- وهم يكبرون ويهللون ويعملون السيف في الجنود، ولم يبق مكان محصن إلا الذي فيه مناطس، ثم خارت قواه واستسلم، وغنم المعتصم من عمورية أموالا كثيرة وأسر عددا من الروم افتدى به أسرى المسلمين.
     بعد ذلك أحضرت المرأة العلوية إلى المعتصم، واستقدم العلج الذي عذبها واستهزأ بها، فقال له المعتصم: هذا أنا المعتصم قد جئت على فرس أبلق، ثم قال للمرأة: احكمي فيه بما تريدين. فقالت: أعز الله ملك أمير المؤمنين، بحسبي من المجد أنك انتصرت، فهل تأذن لي في أن أعفو عنه وأدع مالي له؟ فأعجب المعتصم لمقالها وقال: لأنت جديرة حقا بأن حاربت الروم ثأرا لك، ولتعلم الروم أننا نعفو حين نقدر.395 ه

حدث في 6 من رمضان سنة 395 هـ  

في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك وكان يقابل الأول من شهر حزيران للعام الميلادي 1005، وصل إلى مصر العالم الكبير حسن ابن الهيثم، ملبياً دعوة خليفتها الحاكم بأمر الله الفاطمي، لاستشارته في أمر استغلال مياه نهر النيل والتحكّم في فيضانه. وقد قام ابن الهيثم بزيارة إلى أسوان في الجنوب للتعرف على فيضان النيل. وأستخدم أدواته. ولعل ذلك كان نواة للتفكير في السد العالي الذي تمّ إنشاؤه في العصر الحديث.

حدث في 6 من رمضان سنة 532 هـ  

في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك الموافق للسابع عشر من شهر أياو للعام الميلادي 1138. وثب جماعة من الباطنية على الخليفة العباسي الراشد بالله أبو جعفر حين توجهه إلى همذان وقتلوه. ولقد بويع له بالخلافة بعد مقتل أبيه في شهر ذي القعدة عام تسعة وعشرين للهجرة. وكان الخليفة العباسي الراشد بالله هذا فصيحاًُ، أديباً، شاعراً، شجاعاً، سمحاً، جواداً، حسن السيرة يؤثر العدل ويكره الشر. ولما عاد السلطان مسعود إلى بغداد، خرج هو إلى الموصل، عندما أحضروا القضاة والأعيان والعلماء وكتبوا محضراً فيه شهادة طائفة بما جرى من الراشد من الظلم. وأخذ الأموال. وسفك الدماء. واستفتوا الفقهاء فيمن فعل ذلك هل تصح إمامته. وهل إذا ثبت فسقه يجوز لسلطان الوقت أن يخلعه. ويُستبدل خيراً منه، فأفتوا بجواز خلعه. وحَكم بخلع {قاضي البلد} آنذاك أبو طاهر ابن الكرخي. وبايعوا عمّه محمد ابن المستظهر. ولُقّب {المكتفي بأمر الله} وذلك في السادس عشر من شهر ذي القعدة عام ثلاثين للهجرة النبوية الشريفة، وبلغ الراشد الخلع، فخرج من الموصل إلى بلاد أذربيجان وكان معه جماعة من الرجال، مضوا إلى همذان وأفسدوا بها وقتلوا جماعة وحلقوا لحى جماعة من العلماء، ثم مضوا إلى أصبهان، فحاصروها ونهبوا القرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى